ترامب يسحب أميركا من أكبر اتفاقين تجاريين دوليين

• وعد بخفض الضوابط وهدد بـ «ضريبة حدودية»
• «الاستخبارات» تحقق في صلة فلين بموسكو

نشر في 24-01-2017
آخر تحديث 24-01-2017 | 00:03
ترامب يستضيف قادة في قطاع الأعمال بقاعة روزفلت أمس	 (رويترز)
ترامب يستضيف قادة في قطاع الأعمال بقاعة روزفلت أمس (رويترز)
بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أسبوعه الرئاسي الأول بقوة، واستهل قراراته المهمة بإنهاء مشاركة بلاده في أكبر اتفاقيتين تجاريتين دوليتين، هما «التبادل الحر عبر المحيط الهادئ» (TTP) و«التبادل الحر مع كندا والمكسيك» (NAFTA).
من الهجرة إلى الطاقة مرورا بالدبلوماسية، بدأ ترامب أسبوعه الأول في البيت الأبيض، مبديا عزمه على إصدار مراسيم واتخاذ مبادرات، ليترجم على الأرض شعارات حملته.

وبعد أول عطلة نهاية أسبوع في البيت الابيض، شهدت تظاهرات ضخمة معارضة في واشنطن ومدن أخرى، يريد الرئيس الجمهوري التحرك بسرعة.

ووقع ترامب، أمس، مرسوما ينهي مشاركة الولايات المتحدة في اتفاقية التبادل الحر عبر المحيط الهادئ التي تفاوضت عليها إدارة اوباما على مدى سنوات، وتعتبر ثقلا مقابلا لتصاعد نفوذ الصين.

وهذه المبادرة أول قرار على المستوى الدولي للرئيس الجمهوري الجديد الذي ندد طوال حملته الانتخابية بشدة بهذا الاتفاق «الرهيب الذي ينتهك»، بحسب قوله، مصالح العمال الأميركيين.

وهذا النص الذي كان يفترض أن يحدد قواعد التجارة في القرن الحادي والعشرين وقع في 2015، لكن لم يدخل حيز التنفيذ بعد.

ووقعت الاتفاقية 12 دولة هي أستراليا وبروناي وكندا وتشيلي واليابان وماليزيا والمكسيك ونيوزيلاندا والبيرو وسنغافورة والولايات المتحدة وفيتنام، وهي تمثل 40 في المئة من الاقتصاد العالمي.

واعتبر رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، المدافع بقوة عن هذه الاتفاقية، انها ستكون من دون معنى بدون مشاركة الولايات المتحدة.

كما أكد ترامب أمس الأول أنه سيبدأ إعادة التفاوض حول اتفاق التبادل الحر (نافتا) مع القادة في كندا والمكسيك الذين سيلتقيهم قريبا.

والاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في يناير 1994، موقع بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك التي تشكل معا منطقة واسعة للتبادل الحر. وهو من الأهداف المفضلة لترامب الذي يرى ان الاتفاق شجع على نزيف الوظائف الأميركية الى المكسيك.

بوموجب الاتفاق، يمكن لأحد الأطراف إبلاغ الطرفين الآخرين بنيته الانسحاب من الاتفاق، مما يدشن مهلة 180 يوما لبدء مفاوضات جديدة. واذا لم يتم إبرام أي اتفاق، يلغى الاتفاق السابق.

وقد يعاد النظر، خصوصا في برنامج «داكا» الذي طبقه أوباما في 2012، ويسمح لأكثر من 750 ألف مهاجر غير شرعي أتوا في سن مبكرة إلى الولايات المتحدة، بالحصول على تراخيص إقامة وعمل.

وحول البيئة والمناخ، تعهدت إدارة ترامب بإنهاء الحرب على الفحم الحجري، وقد تلغي عدة قوانين وضعتها إدارة اوباما. كما قد تستخدم الإدارة قسما كبيرا من الأموال الدولية المخصصة لمكافحة التقلبات المناخية.

كما وعد ترامب بأنه سيعلن خلال الأسبوعين المقبلين اسم الشخصية التي سيقترحها لتحل مكان القاضي انتونين سكاليا في المحكمة العليا، موضحا أن لديه لائحة بأسماء 20 مرشحا.

ولتطبيق عدة مبادرات كبرى كبناء الجدار بين الولايات المتحدة والمكسيك، وهو الوعد الذي قطعه خلال حملته الانتخابية، عليه الحصول على موافقة الكونغرس المخول الوحيد لصرف الأموال لتنفيذ هذا المشروع غير المحدد الملامح بعد.

كما استبعدت الإدارة الأميركية، أمس الأول، أن يكشف الرئيس الأميركي الجديد الذي لايزال الغموض يلف ثروته وإيراداته، ضريبة الدخل.

وقالت مستشارته كيلي إن كونواي «لن ينشر ضريبة الدخل. تم التطرق الى هذا الموضوع خلال حملته، وهذه المسألة لم تكن موضع اهتمام من الناس».

وحتى الآن ثبت مجلس الشيوخ عضوين فقط في إدارته هما جيمس ماتيس وزيرا للدفاع، وجون كيلي وزيرا للأمن الداخلي.

ووعد ترامب أمس، رؤساء كبار الشركات بخفض كبير للضرائب وبإلغاء ما نسبته 75 في المئة من النظم والضوابط.

كما حذر الرؤساء التنفيذيين من 12 شركة أثناء الاجتماع بهم في البيت الأبيض من احتمال فرض «ضريبة حدودية» على السلع المستوردة من قبل الشركات، التي تنقل وظائف إلى خارج الولايات المتحدة. كما تحدث عن بيع السيارات اليابانية في الولايات المتحدة، وأنه بصدد التفاوض حول هذا الشأن.

وقال «ما نفعله هو أننا سنخفض الضرائب بشكل كبير لكل من الطبقة الوسطى وبالنسبة للشركات، وعلى نطاق واسع».

وأضاف: «هناك شيء أهم وقد فاجأني، هو أننا في طريقنا إلى إلغاء الضوابط والنظم على نطاق واسع».

وتابع الرئيس الأميركي «نعتقد أن بإمكاننا إلغاء النظم والضوابط بنسبة 75 في المئة، ربما أكثر من ذلك، ولكن بنسبة 75 في المئة».

وبين الذين حضروا الاجتماع مارك فيلدز من شركة «فورد» وميريلين هيوسون من «لوكهيد مارتن» وأليكس غورسكي من «جونسون آند جونسون» ومايكل ديل من شركة «ديل» ورئيس شركة «سبايس إكس» آيلون موسك وكيفن بلانك من «أندر ارمورز».

الكونغرس

الى ذلك، وبعد الانقسام الذي ظهر من خلال التظاهرات، تشير هيمنة الجمهوريين في واشنطن إلى أن الانقسام الحزبي سيزداد عمقا على الأقل على مدى العامين المقبلين حتى انتخابات الكونغرس المقبلة.

وقالت أستاذة العلوم السياسية بجامعة براون ويندي شيلر: «لا شك في أن ترامب عمق الانقسامات التي كانت قائمة بالفعل في الولايات المتحدة بقضايا مهمة مثل الأمن القومي والحقوق المدنية والتغير المناخي».

وأضافت: «تقسيم البلاد وصفة جيدة للفوز في الانتخابات، لكنه ليس وصفة للنجاح في الحكم».

ويرى المراقبون السياسيون أن الجمهوريين الذين يسيطرون على مجلسي الكونغرس ليسوا في حاجة إلى التواصل مع الديمقراطيين الذين قد يفضلون بدورهم مهاجمة مقترحات الجمهوريين بدلا من السعي إلى إيجاد حلول وسط من أجل حشد تأييد أنصارهم في انتخابات التجديد النصفي.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة تافتس خارج بوسطن جيفري بيري: «فكر رجال الكونغرس من الحزب الديمقراطي أكثر يسارية من فكر القاعدة الشعبية للديمقراطيين، ويصدق الشيء نفسه على الجمهوريين، فهم أكثر يمينية».

وأضاف: «الكونغرس يزيد الوضع سوءا، فهو ليس قوة تعمل على تحقيق الاعتدال».

قسَم موظفي البيت الأبيض

في شأن متصل، أدى القسم في البيت الأبيض أمس الأول، نحو 30 من كبار المسؤولين من المقرر قيامهم بمباشرة عملهم كمستشارين ومساعدين لترامب.

وقال ترامب: «سنفعل أشياء عظيمة خلال الأعوام الـ8 القادمة»، مشيرا إلى أنه يتوقع أن يتم إعادة انتخابه لولاية ثانية في 2020.

وأوضح أنه ستكون هناك أنباء جيدة وأخرى سيئة بالنسبة إليهم لدى توليهم مناصبهم الجديدة، موضحا أن الأخبار السيئة هي أنه سيواجههم بتقصيرهم إذا لم يقوموا بأداء عملهم.

ومن بين هؤلاء المسؤولين رينس بريبوس كبير موظفي البيت الأبيض، وكيلي آن كونواي التي ستعمل كبيرة مستشارين، وستيفين بانون كبير الخبراء الاستراتيجيين، وشون سبيسر المتحدث باسم البيت الأبيض، وصهر الرئيس جارد كوشنر الذي عين مستشارا.

تحقيقات بشأن فلين

وتجري الاستخبارات الأميركية تحقيقات حول مستشار الأمن القومي للرئيس ترامب، بشأن اتصالات مع مسؤولين روس.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، أمس الأول، بأن التحقيق يطول الجنرال المتقاعد مايكل فلين الذي عينه ترامب وأقسم اليمين أمس الأول، في إطار التحقيقات التي تجريها الاستخبارات في الاتصالات بين أعضاء في الحكومة الروسية وشخصيات من الدائرة الضيقة لترامب.

كاتبة تسخر من بارون وتشيلسي تدافع

أثارت الكاتبة الكوميدية في برنامج (SNL) كاتي ريتش غضباً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب تغريدة لها سخرت فيها من نجل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بارون (10 سنوات)، قالت فيها: «بارون سيكون أول مطلق نيران على معلّمي المنزل في هذه البلاد».

لكن الرد الأبرز جاء من تشيلسي كلينتون ابنة الرئيس السابق بيل كلينتون والمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، التي كتبت «يستحق بارون ترامب كل الفرص ليكون طفلاً، كما أن الدفاع عن هذا الحق هو معارضة لسياسة الرئيس ترامب التي تؤذي الأطفال».

ونشرت الكاتبة، تغريدتها أمس الأول، ولم يفلح حذفها للتغريدة بعد ثلاث ساعات في الحد من موجة الغضب التي طاولتها، فظلت تواجه وابلاً من الانتقادات. مما اضطرها إلى إعادة ضبط حسابها وجعله خاصاً، لكن مستخدمي «تويتر» استمروا بمهاجمتها والتبليغ عنها من أجل حظرها. في حين دعا العديد محطة «NBC» لإنهاء عقد عملها.

(ديلي ميل)

فريق الرئيس يتسلح بـ «الحقائق البديلة»

لايزال موضوع الحشود التي شاركت في تنصيب الرئيس دونالد ترامب يتفاعل. وتحدث ترامب نفسه في هذا الموضوع، كما خرج المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبيسر، في أول مؤتمر صحافي له، لينفي صحة الصور التي جرى تداولها، وتظهر ضآلة الحشد في حفل التنصيب مقارنة مع تنصيب الرئيس السابق باراك أوباما، ويعطي أرقاما أخرى غير المتداولة لعدد الحشود.

وتعرض المتحدث لانتقادات بسبب هذه الأرقام، الأمر الذي دفع كبيرة مستشاري الرئيس كيلي آن كونواي للقول إن المتحدث استخدم ما أطلقت عليه «حقائق بديلة».

ولاقى هذا التبرير انتقادات أوسع، إذ اعتبر كثيرون أن فريق الرئيس يمكنه نفي أي شيء، مستخدما هذه العبارة المطاطة والملتبسة. ووصف البعض هذه العبارة بأنها تضع حدا للثقة بالمعلومات والبيانات التي تقدمها الحكومة.

(واشنطن- الغارديان، فوربس، الاندبندنت)

الرياض لتعزيز العلاقات مع الإدارة الأميركية

أكدت الحكومة السعودية، أمس، حرصها على تطوير وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة في ظل ادارة الرئيس الجديد دونالد ترامب.

وقال وزير الثقافة والاعلام عادل الطريفي، في بيان عقب جلسة حكومية، ان مجلس الوزراء يعرب عن «التهنئة لفخامة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الاميركية بمناسبة أدائه اليمين الدستورية وتوليه رئاسة الولايات المتحدة».

وأضاف البيان، الذي نشرته وكالة الانباء الرسمية «واس»، أن مجلس الوزراء برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز نوه «بعمق العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة، وحرصهما على تطويرها وتعزيزها في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما».

وكان وزير الخارجية السعودي عادل الحبير قد أعلن الاسبوع الماضي في باريس ان المملكة «متفائلة» ازاء تسلم ترامب الرئاسة، معلنا انه «يتشوق للعمل» مع الادارة الاميركية الجديدة.

back to top