ليست نهاية العالم

نشر في 24-01-2017
آخر تحديث 24-01-2017 | 00:08
أعتقد جازما أن قرار استبعاد المنتخب الكويتي من المشاركة في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس آسيا ليس نهاية العالم، بل لعله فرصة لالتقاط الأنفاس وترتيب الكثير من الأمور الداخلية وليس في المجال الرياضي فقط، وأنا على يقين بأن من أراد أن يؤذي الكويت وأهلها لن يفرح كثيراً.
 يوسف عبدالله العنيزي لقد نصحني بعض الأعزاء بعدم الكتابة حول موضوع الشأن الرياضي لأنه لم يكن في يوم ما من ضمن اهتماماتي عدا تلك الأيام الخوالي في مدرسة صلاح الدين المتوسطة، عندما كنت مشاركاً في فرق كرة القدم والسلة والطائرة، أو تلك الأيام الرائعة عندما كان "الأزرق" يرفع رايات الكويت في كل أنحاء الدنيا، وعندما كان "our camel" يتهادى في الملاعب الدولية.

وقد توقفت تلك الاهتمامات عندما حملتني الدبلوماسية ببساطها إلى أقاصي الأرض برحلة استغرقت ما يقارب الأربعة عقود، متنقلا من حدود الصين شرقا إلى سواحل محيط الباسفيك غربا، من الدول الإسكندنافية شمالا إلى أواسط إفريقيا جنوبا، إنها حقا من أمتع رحلات الحياة، سعدت فيها بزيارة أماكن لم تخطر لي على بال، مع تكوين نخبة من الأصدقاء من مختلف الثقافات والمجتمعات.

وبالفعل لقد ترددت في مواصلة الكتابة عن الموضوع أو عدم المواصلة، ولكن وجدت أن الموضوع لا يعني فئة معينة من أهل الكويت فقط، بل يشمل كل مواطن محب لهذا الوطن، يتنفس هواءه ويعشق ثراه، ويفخر بماضيه وحاضره، ويؤمن بمستقبله الزاهر، فعمار يا كويت، فهي عصية على من يريد بها شراً.

لقد شعرنا بغصة وألم عندما اتخذ الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قراراً باستبعاد المنتخب الكويتي من المشاركة في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس آسيا التي ستقام بدولة الإمارات العربية المتحدة عام 2019، وإحلال دولة "مكاو" مكان دولة الكويت، ومن المؤكد أن هناك قوى متعددة بأهداف مختلفة تقف وراء ذلك القرار، قوى وأهداف لا نعلمها ولا نريد التصريح أو التلميح لأي من تلك القوى حتى لا نتخذ حكما دون معرفة الحقائق وحيثيات الموضوع.

ولكني أعتقد جازما أن هذا القرار ليس نهاية العالم، بل لعله فرصة لالتقاط الأنفاس وترتيب الكثير من الأمور الداخلية وليس في المجال الرياضي فقط، وأنا على يقين بأن من أراد أن يؤذي الكويت وأهلها لن يفرح كثيراً، فالكويت عصية على من يريد السوء بها، ويشهد التاريخ على ذلك منذ أكثر من أربعة قرون من الزمان.

فالكويت وأهلها أكثر قوة وصلابة في وقت المحن، من ناحية أخرى كم نتمنى ألا يكون هذا الموضوع مجالاً للمزايدات والمراهنة على حب الكويت واستعراض العضلات، فكلنا نحب هذا الوطن العزيز الغالي، وهذا ليس كلاما وعبارات عاطفية بل هو عمل وإيمان غرسه الله في قلوبنا وسُطِّر في سفر الخلود.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top