«كتاب فنان»... معرض استثنائي لإبداع الروّاد المصريين

• فعاليات تشيكلية متنوّعة في القاهرة وورش فنية

نشر في 24-01-2017
آخر تحديث 24-01-2017 | 00:04
شهدت القاهرة أخيراً فعاليات تشكيلية عدة، من بينها المعرض الاستثنائي «كتاب فنان» الذي أقيم في «مركز محمود مختار الثقافي»، وضمّ مجموعة من أعمال رواد الحركة التشكيلية المصرية. كذلك استضاف غاليري «ضي» معرض «خارج البؤرة» للفنان عاطف أحمد، وأقيم في قاعة صلاح طاهر بدار الأوبرا «هنا عرايس بتترص»، المعرض الخامس للفنانة سماء يحيى، بحضور لفيف من الفنانين والنقاد.
افتتح رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصري د. خالد سرور معرض «كتاب فنان» بمشاركة مجموعة من الرواد في «مركز محمود مختار الثقافي» بالقاهرة. و«كتاب فنان» عموماً عمل فني متخصص، يُعدّه الفنان سواء مرسوماً، أو في نسخ طباعة فنية، ويحتوي على مفهوم فني وفكرة، ويحمل أحياناً نصاً شعرياً أو روائياً.

حضرت المعرض كوكبة من الأساتذة المتخصصين والفنانين. ولفت مدير «مركز مختار» الفنان طارق الكومي إلى أهمية «كتاب فنان» النوعي، وإلقائه الضوء على أعمال الرواد في مراحل فنية مختلفة، واستعادته موجات من عطائهم المتفرد، وتأريخه أبرز ملامح الحركة التشكيلية المصرية خلال نصف قرن، فضلاً عن عرض أعمال 26 من طلاب قسم الغرافيك بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، ممن يتابعون دروساً في مادة فنون الحفر والطباعة بإشراف الفنان د. صلاح المليجي.

شارك في «كتاب فنان» الفنان القدير د. حازم فتح الله كضيف شرف، والفنانون د. صلاح المليجي، وسامح إسماعيل، وياسر منجي، وممدوح القصيفي، ومي حلمي، ونهى إلهامي، ومي جمال الدين، وعبير السيد، ومحمود سليمان، وهاني الأشقر، ولمياء الشبراوي، وأحمد اللباد.

من جهته، قال المليجي إنه شارك في المعرض بكتابين الأول «في الليل» ويحتوي على 13 نسخة من الطبعات الفنية المصاحبة لنص شعري، و«رسالة في العشق» ويقدم من خلاله 14 عملاً غرافيكياً، وصوراً متنوعة من رسائل المحبين في واقع حياتنا اليومية، والمخطوطة على الجدران، أو الغائرة في جذوع الأشجار.

كذلك ألمح سامح إسماعيل إلى أن «كتاب فنان» بمثابة توثيق للأعمال الفنية الخاصة جداً في مشوار الفنان، وهو استعرض من خلاله أهم المحطات والعلامات والتحولات الفنية والتقنية في مشروعه الفني مع الحرف العربي، كوسيط تشكيلي، منذ بداية انخراطه في الحركة الفنية التشكيلية عام 2006 إلى الآن.

خارج البؤرة

من جهة أخرى، استضاف غاليري «ضي» في القاهرة معرض «خارج البؤرة» للفنان عاطف أحمد، وضمّ مجموعة من أحدث لوحاته في مجال التصوير، مزج خلالها بين «الفوتوغرافيا والتشكيل» بحضور عدد كبير من الفنانين والنقاد والجمهور.

لفت الناقد ياسر سلطان إلى أن «خارج البؤرة» يتراوح بين الحركة والسكون، وفضاء ملون للحظات متباينة، وانتزاع الصورة الفوتوغرافية من محيطها البصري واستبدال بها إطار من الإيهام التشكيلي والتأثيرات الغرافيكية، فضلاً عن النأي عن سياق المكان والزمان بما يتيح للرائي شعوراً بالألفة مع هؤلاء الشخوص، وتحولهم إلى أبطال للوحات مفعمة بالدلالات والرموز.

بدأ عاطف أحمد مشواره الإبداعي في تسعينيات القرن الماضي، ويعدّ أحد الأسماء الفاعلة في المشهد التشكيلي المصري المعاصر، ولتجربته الفنية بصمة متفردة، وتستلهم لوحاته مفردات الحياة الاجتماعية للبسطاء. كذلك له معارض خاصة عدة ومشاركات جماعية مصرية ودولية، وحصد جوائز كثيرة واقتنت أعماله هيئات وأفراد داخل مصر وخارجها.

حصة فن

في إطار خطة فنية وثقافية طموحة لقطاع الفنون التشكيلية المصري، تهدف إلى زرع مفاهيم الفن والجمال وتنمية الذائقة البصرية للمواهب الناشئة، استضافت أسرة متحف» فن الزجاج والنحت والعجائن المصرية» في متحف «عايدة عبدالكريم وزكريا الخناني» بالقاهرة، عدداً من الورش الفنية تحت عنوان «حصة فن» لطلاب المدارس، وبإشراف أساتذة متخصصين في مجالات الفن التشكيلي.

لفت مدير المتحف توفيق سليم إلى إقامة ثلاث ورش فنية وثقافية، الأولى «قصة كتاب» في مكتبة المتحف شارك فيها 32 طالباً من المرحلة الابتدائية، والثانية ورشة في مجال الرسم شارك فيها 29 طالباً من المرحلة الإعدادية، بينما خُصصت الورشة الفنية الثالثة للمرحلة الثانوية، وتمحورت حول مجال التشكيل المجسم والبناء الخزفي.

من جهة أخرى، استضافت قاعة «صلاح طاهر» في دار الأوبرا بالقاهرة معرض «هنا عرايس بتترص» للفنانة د. سماء يحيى، وضم 18 منحوته خشبية مستوحاة من العرائس الشعبية المصرية على مر العصور، و30 عملاً تصويرياً بخامة «الخيامية» التراثية، بحضور لفيف من النقاد والفنانين.

استلهمت الفنانة في معرضها ملامح التراث الشعبي المصري، وتناغمت تجربتها مع قصائد بالعامية المصرية للشاعر الكبير ماجد يوسف، وهي الثانية لها في مجال المزج بين الكلمة والصورة، وكانت الأولى في معرضها «الراوي» في عام 2012.

ألمح د. خالد سرور إلى أن «هنا عرايس بتترص» المعرض الخامس في مشوار سماء يحيى، وتواصل من خلاله تميزها في استلهام فن «الخيامية» المحمل بالزخارف وفضاء الموروثات الشعبية، وتعكس منحوتاتها الخشبية حالة من البهجة والمتعة البصرية، والانحياز إلى البراءة والجمال، وتجسيد العلاقة بين مشاعر حالمة وعالم مشحون بمعانٍ ودلالات محفورة في وجداننا.

ورش فنية للمواهب الناشئة في الرسم والمجسمات والخزف
back to top