صراعات الأسرة ونواب العار

نشر في 10-04-2009
آخر تحديث 10-04-2009 | 00:00
 فالح ماجد المطيري إن الخطورة الحقيقية في وجود نواب بهذه الشاكلة يفتح باب الحياة السياسية على مصراعيه لا لبعض الشيوخ الساعين لتحقيق طموحاتهم بشتى الطرق، بل للعديد من أبناء الأسر الكويتية الأكثر ثراء من بعض أبناء الأسرة لشراء ذمم بعض نواب العار لتحقيق مصالحهم.

صراعات الأسرة الحاكمة وثأثيرها على العلاقة بين السلطتين, مصطلح غريب وجديد على الحياة السياسية، بدأ يتكرر بكثرة في الفترة الأخيرة في تصريحات بعض النواب السابقين والمرشحين الدائمين لانتخابات مجلس الأمة، والغريب أن أكثر مَن يرددون هذا المصطلح خصوصاً من أعضاء المجلس السابق كانوا من أقل النواب أداءً أو من أكثر النواب ارتماءً في أحضان الحكومة السابقة، ولم يجدوا شماعة يعلقوا عليها عجزهم أو تخليهم عن قضايا الناخبين لحساب مصالحهم الخاصة، إلا حجة صراعات الأسرة التي أشغلتهم وعطلتهم عن أداء مهامهم النيابة!

وكان من أغرب ما سمعت قول أحدهم, إن مشكلة الشيخ ناصر من أولاد عمه! ويقصد بها أن الاستجوابات التي وُجهت لرئيس الحكومة كان يحركها بعض الشيوخ، ولا أدري لماذا لم يصرح بهذا الشيء عندما كان نائباً في البرلمان ولم يطالب بوقف تدخل مَن ليس لهم صفة رسمية فيما لا يعنيهم؟ بل زاد البعض بالتلميح إلى أن بعض أبناء الأسرة يدفع الأموال لبعض النواب لتصفية خصومهم من أبناء عمومتهم الوزراء في الحكومة!

أنا هنا لن أقف مدافعاً عن الأسرة أو محاولاً نفي وتبرير خلافاتها، فالأسرة الحاكمة حالها كحال أي أسرة في الكويت لا تخلو من الخلافات، ولديها من أبنائها والإمكانات والأدوات الكثيرممن يدافع عنها أفضل مني. ولكن من حقي كمواطن أن أتساءل هل الخطأ في بعض أبناء الأسرة الحاكمة الذين يستقطبون النواب لتحقيق مصالحهم, أم أن الخطيئة في بعض نواب العار المستعدين لبيع أنفسهم في «سوق» السياسة لمن يدفع أكثر؟

إن الخطورة الحقيقية في وجود نواب بهذه الشاكلة يفتح باب الحياة السياسية على مصراعيه لا لبعض الشيوخ الساعين لتحقيق طموحاتهم بشتى الطرق، بل للعديد من أبناء الأسر الكويتية الأكثر ثراء من بعض أبناء الأسرة لشراء ذمم بعض نواب العار لتحقيق مصالحهم ولو كانت على حساب الوطن, وقتها لن يكون لدينا صراع أسرة بل سيكون صراع أسر عديدة, وعندها لن نسمع فقط بأن مشكلة الشيخ ناصر في أبناء عمه، بل إن كل وزير في الحكومة ستكون مشكلته في أبناء عمه إذا لم يكونوا راضين عنه، والأكثر خطورة من ذلك إذا دخلت في صراع الاستقطاب النيابي بعض الدول المجاورة، فالمسألة أصبحت مجرد أموال كثيرة ونفوس ضعيفة، أما حاضرنا ومستقبل أبنائنا اللذان وضعناهما في أيدي نوابنا فإلى المجهول.

أختم بما أكرره دائما بأن الناخب هو حجر الأساس في بناء الحياة السياسية السليمة عندما تتم اختياراته على أسس وطنية بعيداً عن الاستقطاب القبلي والفرز الطائفي والتقسيم الطبقي، وقتها لن يجد أبناء عم الشيخ ناصر أو أبناء عم غيره نائباً يعرض نفسه للبيع.

back to top