ما في «هالبلد» إلا أحمد الفهد؟

نشر في 24-04-2009
آخر تحديث 24-04-2009 | 00:00
 فالح ماجد المطيري كتبت في مقال سابق حول تدخل بعض أبناء الأسرة في العملية السياسية من خلال تجيير بعض النواب لمصلحتهم، واتهام البعض بأنهم سبب التأزيم بين السلطتين، وقلت إن بعض الشيوخ أو غيرهم من أبناء الأسر الأخرى لو لم يجدوا نوابا مستعدين لبيع أنفسهم لما نجحوا في مساعيهم، فالراشي لا بد له من مرتشٍ لكي ينجح.

وفي هذه الأيام ومع ارتفاع حمّى الفرعيات يتكرر اسم الشيخ أحمد الفهد «كلاعب» أساسي من خلال تصنيف بعض الفائزين والمرشحين في الفرعيات كأشخاص محسوبين عليه، وتهمة القرب من الشيخ أحمد أصبحت من أفضل الوسائل لتصفية الخصوم و»حرقهم شعبيا»، وقد قرأت قبل أيام مقالا جميلا للصديق المبدع دائما الزميل محمد الوشيحي ومقالا آخر لا يقل عنه جمالا لابن العم الدكتور ساجد العبدلي حول هذا الموضوع، وكلاهما طرح في مقاله أفكارا لها ما يبررها، وأنا لن أنحاز لأي منهما فكلاكما ينافس الآخر في المحبة، وإن كانت أجواء الانتخابات الفرعية هذه الأيام تحتم عليّ أن أنصر ابن عمي، إلا أنني سأنحاز للمنطق، وهو ما ذكره الدكتور ساجد بأن قوة أحمد الفهد أتت من ضعف خصمومه.

فإذا كانت الساحة السياسية مفتوحة للشيخ أحمد يلعب بها بالطول والعرض، فهي وفق حسابات المنطق متاحة للآخرين أيضا، فأين هم؟ فمن لديه استعداد لبيع نفسه لأحمد الفهد لديه استعداد لبيع نفسه لغيره إذا ارتفع السعر، ووقتها سيتبين لنا الفرق بين الساحة السياسية وساحة مزاين الإبل، وهذا يؤكد ما قاله الدكتور ساجد بأن قوة أحمد الفهد من ضعف خصومه، اللهم إلا إذا كان هو اللاعب الوحيد فبالتأكيد سيفوز.

وأزيد على ما قاله الدكتور ساجد، البروبوغاندا التي أوهمت الآخرين أن أحمد الفهد قادر على كل شيء، وأنه وراء أي شيء، بما فيها جميع الاستجوابات التي وجهت إلى الوزراء ورئيسهم في الحكومات الخمس السابقة، والمفارقة العجيبة أن هذه السمعة لم يسعَ أحمد الفهد إليها بل قدمها له خصومه من بعض النواب والكتّاب المؤمنين بنظرية المؤامرة على طبق من ذهب، وقبلها هو بدهائه السياسي المعتاد مطبقا المثل المصري القائل «الصيت ولا الغنى» ورسخ هذه السمعة ضعف الحكومة في الدفاع عن وزرائها ومشاريعها، مما خلق لدى البعض، وتأثرا بهذه البروبوغاندا الوهمية بأن حال الحكومة لن تنصلح إلا بعودته، وأن التأزيم المستمر بين الحكومة والمجلس لن ينتهي إلا على يديه، وكأنه أحد اثنين إما أن يكون «مأذونا» يوفق بين رأسيهما بالحلال وإما أنه «راقٍ» سيقرأ عليهما ما تيسر من آيات الذكر الحكيم لتهدأ نفسيهما وتخرج منهما عفاريت التأزيم التي تأتمر بأمره!

وقد كنت أنظر بحزن لحال بعض مشجعي منتخبنا في بطولة الخليج الأخيرة وهم يأملون الفوز بالبطولة، فقط لأن الشيخ أحمد مع المنتخب متجاهلين إمكانات منتخبنا مقارنة بالمنتخبات الخليجية الأخرى، ولكنها البروبوغاندا وما تصنع.

الشيخ أحمد أحد أبناء الأسرة الحاكمة التي نحترمها وندين لها بالولاء، وهو رجل يلعب السياسة وفق الطريقة الكويتية المعتادة من خلال التواصل الاجتماعي مع مختلف شرائح المجتمع الكويتي، في مقابل انكفاء أقرانه من أبناء الأسرة، وقد خلق من نفسه رقما صعبا بأقل مجهود، فالقرب منه ليس تهمة والبعد عنه ليس براءة والنائب أو الشخص الفاسد سيبقى فاسدا بطبعه، سواء كان قريبا من أحمد الفهد أو من غيره.

back to top