عبدالرحمن العنجري... صح لسانك

نشر في 15-05-2009
آخر تحديث 15-05-2009 | 00:00
 فالح ماجد المطيري لن أتحرج من قول كلمة الصدق في حق هذا الرجل، فعندما شاهد التجاوزات التي تمارس بحق أموال الكويت واستثماراتها لم تسكته إغراءات المال والمناصب التي عرضت عليه، واختار أن ينحاز إلى حب الكويت والحرص على الدفاع عن المال العام فعلاً لا قولاً، وأثار هذا الموضوع وأوصله إلى مجلس الأمة.

تعودنا فيما مضى من حملات انتخابية سابقة، أن تكون هذه الحملات فرصة للمرشح الجديد ليقدم نفسه للناخبين بعرض أفكاره وبرنامجه الانتخابي الذي يحمل رؤيته لما سيقدم للوطن والمواطنين، وللنائب السابق ليعرض ما أنجز خلال فترة نيابته لناخبيه، أما في هذه الانتخابات العجيبة الغربية، فلم نسمع عن برامج ولا رؤى، ولا بكشوف حساب قدمت، ولأول مرة نسمع ونرى أغلب المرشحين، الجدد منهم والقدماء، يجعلون من بعضهم بعضا مادة لندواتهم، بل إن بعضهم فجر في الخصومة الشخصية مع زملائه ببذاءة لم نعتدها، وبضعهم بلغ به <الجهل> ان قسَّم الكويت إلى معسكرين أو أكثر بلا أدنى إحساس بالمسؤولية، وبجهالة يستحق عليها لقب <أبو جهل>!

ولا أخفيكم سراً كم أتمنى أن تنتهي هذه الانتخابات لنرتاح من هذا الغثيان الذي سيطر علي أيامنا الحالية، وفي هذا التزاحم الشديد من المرشحين الذي يشبه الازدحام الصباحي لشوارعنا، تجد قلة قليلة عندما تتكلم تشعر بأنك تستمع إلى مرشح حقيقي لمجلس الأمة، ومنهم المرشح الأخ عبدالرحمن العنجري، الذي عندما تستمتع إليه تجد نفسك أمام شخص يتحدث بمفردات راقية نكاد أن نفتقدها هذه الأيام، ويقدم أفكاره بصوت واضح يختلف عن ضجيج الآخرين، وقد استمتعت بندوته يوم الأربعاء الماضي في منطقة الصليبخات، وكان عنوانها <الوحدة الوطنية> التي مع الاسف تقدم هذه الأيام كقربان على مذبح المصالح الضيقة والتجاذبات القبلية والطائفية والفئوية، وبالفعل كان للندوة من اسمها نصيب، فقدم بها الأخ عبدالرحمن العنجري رؤية واضحة للاصلاح والوحدة الحقيقية القائمة على الحب والانتماء للكويت قبل كل شيء.

برغم ما قد يقوله البعض من أن شهادتي في الأخ عبدالرحمن مجروحة، لكوننا تزاملنا وجمعت بيننا الصداقة التي اعتز بها، أثناء عملنا في تونس عندما كان نائباً لمدير مكتب الاستثمارات الكويتية هناك، وكنت ملحقاً إعلامياً في السفارة، فإنني لن أتحرج من قول كلمة الصدق في حق هذا الرجل، فعندما شاهد التجاوزات التي تمارس بحق أموال الكويت واستثماراتها لم تسكته إغراءات المال والمناصب التي عرضت عليه، واختار أن ينحاز إلى حب الكويت والحرص على الدفاع عن المال العام فعلاً لا قولاً، وأثار هذا الموضوع وأوصله إلى مجلس الأمة، وفتح أعين الرقابة الشعبية على مَن تسوِّل لهم أنفسهم الضعيفة أن يتلاعبوا بأموال الكويت.

أقولها بكل أمانة، ما أحوجنا في هذه الفترة المفصلية والحرجة لنواب من نوعية الأخ عبدالرحمن العنجري، ممن لديهم رؤية وبرامج إصلاح حقيقية لمصلحة الوطن والمواطنين الذين لا تتحكم بهم النزعات العنصرية والطائفية ويؤمنون بأن الجميع يقف علي مسافة واحدة من الحب والانتماء للكويت.

back to top