الكويت والعراق والنواب الشقاوات

نشر في 05-06-2009
آخر تحديث 05-06-2009 | 00:00
 فالح ماجد المطيري من مهازل القدر أن يقف النائب أو الفتوة <عزالدين الدولة> عضو جبهة التوافق العراقية على منبر في مجلس النواب العراقي في <المنطقة الخضراء> تحت حماية جنود المارينز ودباباتهم، ويطالب الكويت بدفع تعويضات لأنها ساهمت في تحريره.

مصطلح <الشقاوات> في اللهجة العراقية الدارجة يقابله مصطلح الفتوّات أو <البلطجية> في بعض اللهجات العربية الأخرى، والواضح أن حالة الفوضى السياسية التي يعيشها العراق أوصلت بعض هؤلاء <الشقاوات> إلى مجلس النواب، فخلطوا بين أصول العمل النيابي و>بلطجة الشقاوات>، وخير مثال لذلك ما تفوّه به النائب أو الفتوة <عزالدين الدولة> عضو جبهة التوافق العراقية بمطالبة الكويت بدفع تعويضات للعراق، بسبب سماحها لدخول القوات الدولية لتحريره من حكم الطاغية غير المأسوف عليه! الذي جثم على صدور العراقيين لعشرات السنين، وأذاقهم الأمرين من قتل وسجن وتهجير، وبدد ثروات العراق البشرية والمادية على حروبه العبثية، وأوهام المجد الشخصي.

من الواضح أن الفتوة عزالدين الدولة، ووفق أسلوب <الشقاوات>، أراد أن يساوم الكويت لمطالبتها بالتعويضات التي فرضت وفق قرارات دولية على العراق بالرد بالمطالبة بفرض <إتاوة> عليها لمساهمتها في تحريره، علها تتنازل وتساوم خوفا أو خضوعا لابتزازه، وأنا أقول له إن هذا الأسلوب مكشوف وانتهى بانتهاء زمن <الشقاوات> في <حواري> بغداد وسوق الشورجة.

وإن الحكومة الكويتية إذا خضعت لهذا الابتزاز وتنازلت عن <فلس> واحد من أموال الكويت فإنها تعتبر ساقطة شعبياً، فحقوقنا وحدودنا غير خاضعة لأي ابتزاز تمارسه أنت وغيرك، ومن مهازل القدر أن يقف هذا الفتوة على منبر في مجلس النواب العراقي في <المنطقة الخضراء> تحت حماية جنود المارينز ودباباتهم، ويطالب الكويت بدفع تعويضات لأنها ساهمت في تحريره، ولكن من الواضح أن الحنين تملّكه إلى لقب <رفيق> الذي كان يحمله أيام حكم الطاغية المقبور، والذي كان فيه هذا الفتوة عضواً فيما كان يسمى المجلس الوطني لدورتين متتاليتين.

ومن المفارقات العجيبة أن البرنامج الانتخابي لجبهة التوافق العراقية التي ينتمي إليها الفتوة عزالدين في الفقرة الخامسة من بند السياسة الخارجية يقول: «إقامة أوثق العلاقات مع دول الجوار على أساس الجيرة الحسنة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام الخيارات السياسية لكل منها وحل المشكلات العالقة معها بالوسائل السياسية البناءة ووفق قواعد القانون الدولي».

فأين الوسائل السياسية البناءة وقواعد القانون الدولي من أسلوب <الشقاوات> الذي يمارسه النائب الفتوة؟

back to top