الازمة الكويتية العراقية... والاعلام الخارجي

نشر في 12-06-2009
آخر تحديث 12-06-2009 | 00:00
 فالح ماجد المطيري الأزمة التي بدأت أخيراً بين الكويت والعراق (ولن تكون الأخيرة)، أظهرت فشل نظرية مَن دعوا وسعوا إلى إلغاء المكاتب الإعلامية في الخارج وإلغاء قطاع الإعلام الخارجي من الهيكل التنظيمي لوزارة الإعلام، بحجة أن الإعلام الخارجي بشكل عام والمكاتب الإعلامية بشكل خاص، كان الهدف منهما مواجهة الإعلام العراقي في عهد صدام فقط، وبزواله انتفى الهدف منهما.

هذه النظرة القاصرة للمفهوم الشامل للإعلام الخارجي غاب عنها، وهي تهدم ما بنته الكويت خلال العقدين الماضيين من وجود إعلامي وثقافي على المستويين العربي والدولي، أن الاعلام يعتبر أداة مهمة من ضمن العديد من أدوات السياسية الخارجية للدول، بل إن كثيراً من المفكرين الاستراتيجيين وعلى مر التاريخ كان يعتبر أن القوة الإعلامية والحرب من أهم وسائل السياسية الخارجية.

ولنا في نظرية «السلام الروماني» خير مثال، ولكن بما أن الكويت ليست دولة حرب وإمكاناتها في ذلك تبقى محدودة، فليس أمامها إلا الإعلام الخارجي الفاعل والقادر على الدفاع عنها في أي أزمات سياسية قادمة مع العراق أو غيره.

وقد تابعت العديد من الصحف والمحطات الفضائية العربية خلال الأسبوعين الماضيين، ووجدت غياباً شبه تام لوجهة النظر الكويتية في هذه الأزمة، خصوصاً في الصحافة المكتوبة، بل الأدهي من ذلك أن بعض الصحف التي كانت تتبنى الأطروحات الصدامية قد عادت إليها الروح مجدداً، وفتحت صفحاتها لكل شاتم ومهاجم للكويت ولم يكن هناك مَن يرد عليها، بينما خلال السنوات الماضية، وقبل سقوط نظام صدام حسين، أثبت الإعلام الخارجي الكويتي بأدواته المختلفة، ومنها المكاتب الإعلامية الخارجية، قدرته على مواجهة آلة الإعلام العراقي في الكثير من الدول، وعمل بموازاة ذلك على إبراز الكويت كدولة ذات رسالة ثقافية محبة للسلام ولها إسهامات جمة في دعم العمل التنموي عربياً ودولياً، وهو ما أسميته أعلاه بالمفهوم الشامل للإعلام الخارجي.

نتمنى على مَن بيده القرار إعادة تفعيل الإعلام الخارجي وانتشاله من التجميد والتهميش اللذين يعيش بهما منذ ثلاثة أعوام مضت وإعادة تفعيله والاستفادة من الكوادر الإعلامية الكويتية التي جمعت بين التخصص والممارسة في العمل الإعلامي الخارجي ليكون ذراعاً إعلامياً للسياسية الخارجية، فالأزمات الدبلوماسية التي تتعرض لها الدول لا تعالج بتصريح وزير وابتسامة سفير.

back to top