«حدس»... و«انا مش ابوك يا ابني»!

نشر في 19-06-2009
آخر تحديث 19-06-2009 | 00:00
 فالح ماجد المطيري أصبح المشهد المكرر في الأفلام القديمة عن «الباشا العقيم» و»عبده الجنايني» ومقولة «أنا مش أبوك يا ابني»، سلوكاً سياسياً مألوفاً تمارسه حركة «حدس» كلما أرادت أن تدخل أحد قيادييها أو أعضائها إلى التشكيل الحكومي.

في بعض الأفلام العربية القديمة أيام الأبيض والأسود، كان هنالك مشهد يتكرر في الأغلب، يكون حينها «الباشا» على فراش الموت يلفظ أنفاسه الأخيرة، فينادي ابنه ويمسك بيده قائلاً: «أنا مش أبوك يا ابني»، ويكتشف الابن عندها أنه ابن عم «عبده الجنايني»، وأن «الباشا الكبير» كان عقيما لاينجب، فيضطر إلى التنازل له عن أحد أبنائه مقابل مبلغ من المال ليضمن حاضر ومستقبل بقية «إخوته»، وكم كان هذا المشهد يحزننا ويبكينا، فقد كنا صغاراً ولا نفرق بين التمثيل والحقيقة.

المشهد السابق أصبح سلوكاً سياسياً تمارسه حركة «حدس» كلما أرادت أن تدخل أحد قيادييها أو أعضائها إلى التشكيل الحكومي، فأثناء أزمة تعديل الدوائر الخمس كان يمثل الحركة في تلك الحكومة السيد إسماعيل الشطي وعندما رفض الاستقالة بناء على طلب الحركة «كما كان يشاع»، تبرأت منه بطريقة تذكرنا بالمشهد التراجيدي للمرحوم حسين رياض وهو يمسك بيد عمر الشريف قائلاً بصوت متهدج «أنا مش أبوك يا ابني»!

وبعد السقوط الكبير لمرشحي الحركة في الانتخابات النيابية الأخيرة، واقتصار تمثيلها على النائب الفاضل جمعان الحربش، شاركت الحركة بأحد كبار قيادييها في الحكومة السادسة للشيخ ناصر المحمد، وهو الأستاذ الفاضل محمد البصيري، معلنة أنه لا يمثلها بل يمثل نفسه... هذا المشهد التراجيدي «أنا مش أبوك يا ابني»، الذي كان يبكينا صغاراً، تحول إلى مشهد كوميدي مضحك!

فقد نجد مبرراً للحركة في تبرئها من السيد إسماعيل الشطي الذي خير البقاء في الحكومة ورفض طلبها في الاستقالة، ولكن الغريب في الأمر هو تبرئها من السيد البصيري، فقبل دخوله إلى الحكومة بدقائق معدودة لم يكن هناك ما يشير إلى وجود خلاف بينهما، فهل يكمن السر في حكاية «الباشا» العقيم وعم «عبده الجنايني» الذي يضحي بأحد أبنائه ليضمن حاضر ومستقبل بقية «الإخوة»!

back to top