الموساد وIREX... 
هما سبب التأزيم!

نشر في 29-06-2009
آخر تحديث 29-06-2009 | 00:00
 فالح ماجد المطيري تعودت حكومتنا «الرشيدة» على تصنيف من يعارضون سياستها- إن وجدت- من النواب بأنهم «نواب تأزيم»، وتوسعت بعد ذلك في استخدام مصطلح التأزيم لتصنّف بعض الكتّاب بأنهم كتّاب تأزيم، وذلك في محاولة منها لتبرير عجزها وعدم رغبتها، أو قدرتها، على مواجهة الاستحقاقات الدستورية المترتبة عليها، ناهيك عن تلك الكلمة المرعبة «الاستجواب»... التي تزلزل كيانها وترتعد منها فرائصها، وتجعلها تدرس»كل الاحتمالات» للتعامل معه.

وأتكلم هنا عن عدم قدرتها على الدفاع عن مشاريعها التي يكون تراجع عنها أسرع من تقديمها لها، وأتكلم عن الخجل العذري الذي يمنعها من الرد على اتهامات النواب ومواجهتهم، وأتكلم عن عادتها اليومية بقص أظافرها، بينما يفترض أن يكون لها مخالب تعينها على المواجهة.

ولا تكتفي حكومتنا بوصف معارضيها بأنهم نواب تأزيم، ولكي تجبرنا على التعاطف معها وتحمّل أخطائها وخطاياها، فإنها توحي بأن هناك مَن يحركهم من خارج البرلمان لغاية في نفسه، وفي الفترة التي خرج الشيخ أحمد الفهد من الحكومة وجلس على مقاعد المتفرجين، كان هو المتهم الرئيس «بالتأزيم»، وبعد دخوله إلى التشكيل اكتشف سمو الرئيس أن التأزيم مازال يلاحق حكومته، والتهمة الآن توجه إلى «شيخ» آخر، فمتى سيقتنع سمو الرئيس مثلما نحن مقتنعون بأن علّة حكوماته «باطنية»؟!

إلا أن أغرب تفسير و»تحليل» لما يسمى تأزيماً بين الحكومة والمجلس، أتحفنا به أحد الجهابذة منذ أيام، فالأخ تجاوز في قراءته كل المعطيات المحلية، ليصل إلى أن «التأزيم» سببه جهاز «الموساد» المتخفي وراء «المجلس الدولي للتبادل والأبحاث»INTERNATIONAL RESEACH&EXCHANGES» BOARD»، والمسمى اختصاراً بـ»IREX»، رغبة منه في تدمير ديمقراطيتنا! فإسرائيل لا تريد أي ديمقراطية غيرها في المنطقة!

ومن خلال متابعتي لما ينشر في الصحافة المحلية وبعض المواقع الإلكترونية التي تهتم بشؤون الإعلام، فإن «إيركس» منظمة أميركية غير ربحية تقدم برامج للنهوض بمستوى الإعلام المستقل، وقد نظمت قبل فترة ندوة عن التدوين الإلكتروني في الكويت، ولها مكتب إقليمي في بيروت وعدد من المكاتب الأخرى في بعض العواصم العربية... فهل الأجهزة الأمنية في الدول العربية غافلة عن انتماء هذه المنظمة إلى الموساد وارتباطها به؟ ولكن من الواضح أن الأخ مصادره أقوى منها، أو أن عدوى زميله الفضائي الذي تصله المعلومات من المصادر الأجنبية، وهو يسقي حديقة منزله «وقت المغربية» قد انتقلت إليه!

وأنا هنا لست بمقام المدافع عن «إيركس» أو غيرها من المنظمات التي يشكك بها الأخ، ولكني فقط أطالبه باحترام عقولنا، فمنذ متى تهمّه الديمقراطية والدستور، وهو من أكثر المحرّضين عليهما؟ منذ متى تهمّه الديمقراطية والدستور، وهو لا يخجل من إظهار كرهه لوجود مجلس الأمة؟ منذ متى تهمّه الديمقراطية والدستور، وهو يطالب باستبدالهما «بالسيف والمنسف»؟ طبعاً السيف لغيره والمنسف له، ولكن ماذا نقول إذا كان الخجل يحمرّ خداه أحياناً من بجاحة البعض؟ وقتها لا نملك إلا أن نردد قول الشاعر خلف العتيبي: «من دون صهيون بذتنا صهاينا».

back to top