مجموعة الخرافي... ورئاسة المجلس

نشر في 10-07-2009
آخر تحديث 10-07-2009 | 00:00
 فالح ماجد المطيري خلال متابعتي حرب البيانات بين النائب مسلم البراك ورئيس مجموعة شركات الخرافي، لفت نظري جزئيتان في غاية الأهمية، أرى ألّا يمرّا علينا مرور الكرام.

الأولى: أن ردود القراء في المواقع الإلكترونية للصحف والمواقع الإخبارية التي نشرت بيانات رئيس المجموعة، كانت في معظمها لا تتفق مع النائب مسلم البراك لا بشخصه ولا بأدائه على المستوى العام في مجلس الأمة، لكنها في أغلبها أيضاً اتفقت معه في سؤاله رئيس المجموعة: ماذا قدمت مجموعة شركاتك للكويت؟

وبعيداً عن المزايدات التي كررها رئيس المجموعة في بياناته بادعاء الفضل على الكويت بتعداده مشاريع أنجزتها مجموعته عن طريق «المناقصات الحكومية»، وتجاهله عددا آخر لم يُنجز منذ سنوات، علماً أن أي شركة كورية أو صينية قادرة على إنجاز هذه المشاريع، وربما بكفاءة أفضل وأسعار أقل، نتمنى أن يعيد حساباته ويقرأ هذه الردود التي تعد المؤشر الحقيقي لآراء عيّنة عشوائية من أهل الكويت، ولا يغرنَّه ما يسطّره بعض «الكتبة» من مديح لشخصه وللمجموعة وإنجازاتها، فهؤلاء يكتبون إما «خوفا أو طمعا».

الجزئية الثانية وردت في البيان الثالث الذي أصدره رئيس المجموعة، قائلاً «يشرفني أن أكون أحد الأشخاص الذين يعملون في الحملة الانتخابية لشقيقي الأكبر جاسم، سواء على مستوى العمل في الدائرة أو على صعيد الرئاسة»، فبالنسبة إليه بشخصه أو كرئيس مجموعة اقتصادية من حقه دعم شقيقه في انتخابات الدائرة بأي طريقة، إن كانت لا تتجاوز القوانين المنظمة للانتخابات، لكن أن يتدخل في انتخابات رئاسة المجلس، فهذه تستحق أن نتوقف أمامها، فرئيس مجموعة اقتصادية بحجم مجموعة الخرافي ما هي الأدوات التي يملكها ويؤثر من خلالها في بعض النواب للتصويت لشقيقه، هل هي مجرد «ميانه» أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟

الخطورة في هذا التصريح تتعدى مجرد دعم أخ لأخيه في انتخابات نيابية، لتصل إلى سيطرة مجاميع اقتصادية «مجموعة الخرافي أو غيرها» على استقلالية السلطة التشريعية، وبالتالي توجيه إرادة هذه السلطة لتكون «طوع أمرها» لزيادة مكاسبها.

ولا يكتفي رئيس المجموعة بالمجاهرة بالتدخل في انتخابات الرئاسة بالمرحلة الحالية، بل إنه في بيانه الأول حسم مستقبلها في الاتجاه الذي يريد بقوله مخاطباً النائب مسلم البراك «حتى مستقبل الرئاسة سيكون للشباب الواعد، لا للكهول الذين تلمعونهم ليلاً ونهاراً»، وهذه لعمري تتعدى مرحلة الخطورة لتصل إلى الكارثة، فهل تم «الاستحواذ» على مستقبلنا ومستقبل أبنائنا، وأصبحنا من الأمور المقضية والمُسلّمات البديهية في ذهن رئيس المجموعة؟ وهل سيتخلى عن دور «الشقيق» الداعم حالياً، ليصبح «الخال» الداعم مستقبلاً؟

back to top