ربحت الكويت وخسر الرئيس

نشر في 11-12-2009
آخر تحديث 11-12-2009 | 00:00
 فالح ماجد المطيري وأخيراً... قبل رئيس مجلس الوزراء الصعود إلى منصة الاستجواب، وهو استحقاق دستوري واجب التطبيق، وليس فضلاً ولا منَّة كما يحب أن يصوره بعض المطبلين لسموه، وهذا الاستحقاق لم يكن وليد اللحظة، بل جاء نتيجة طبيعية للحراك السياسي المتوقع في ضوء إصرار عدد من النواب ومنهم النائب المستجوب فيصل المسلم، على رفع مستوى المساءلة السياسية وفق النصوص الدستورية لكل مستحق، ملغين بذلك سياسة «جرى العرف» التي سعى البعض لجعلها وسيلة لتعطيل أو تجاوز النصوص الدستورية بما يتوافق مع مصالحهم وأهوائهم.

قبل ثلاث سنوات مضت كان استجواب رئيس الحكومة يعتبر «خطاً أحمر» وله كلفة سياسية عالية، تصل أحياناً إلى التهديد المبطن بتعليق الدستور وتعطيل المجلس، والآن وصلنا إلى مناقشة إن كان سرياً أم علنياً.

فيصل المسلم ورغم النجاح الجزئي لاستجوابه بحصوله على توقيع كتاب عدم التعاون من عشرة نواب؛ وهذا في تقديري أقصي ما سيصل إليه، فإنه حقق الكثير الذي يجب أن يشكر عليه. فإضافة إلى ما ذكرت سابقاً من رفع سقف المساءلة السياسية، يحسب له تحمله هجمة «دكاكين» الإعلام من بعض الفضائيات والصحف الطارئة، وتحمله بذاءات بعض منتهي الصلاحية والذمة من بعض الكتاب، إلا أنه مضى إلى هدفه في ترسيخ ممارسة سياسية تحسب للديمقراطية الكويتية، ولتؤكد أننا في دولة يحكمها الدستور، ولا تحكمها «الهيبة الوهمية» التي يعشقها البعض.

أما رئيس الوزراء، وإن كان يحسب له صعوده إلى المنصة، إلا أن الأفضل لو كان ذلك علنياً بدلاً من اللجوء إلى السرية، فمشكلة سمو الرئيس لم تكن أن يثبت براءته مما جاء في صحيفة الاستجواب، بل الصعود إلى المنصة التي أرى أنها كانت منصة براءة لا منصة حساب.

نجحت الديمقراطية الكويتية ونحج فيصل المسلم؛ ولكن لم ينجح رئيس الوزراء، إذ كنا نتمنى أن نرى ونسمع سموه وهو يفنِّد محاور الاستجواب ويرد على الاتهامات مثبتاً لشعبه قدرته على المواجهة، إلا أن تلك الأمنية لم تتحقق مع الأسف.

الآن وقد «عبر» سموه هذه المرحلة، أتمنى أن يعيد حساباته ويرتب أوراقه للمرحلة القادمة، فقد يكون القادم أقسى، وألا يظن سموه بأن «راقصي الزار والموالد» هم من سيحققون له الشعبية التي يريد، فهؤلاء يضرونه أكثر مما ينفعونه، وإن أرادوا منفعته فستكن كمنفعة الدبة التي تقتل صاحبها.

***

قال ناصر الدويلة في لقائه مع إحدى الفضائيات، وهو يدافع عن نفسه في قضية الشيك إنه لو كان هذا الشيك نظير مواقف مؤيدة لرئيس الوزراء لما صوَّت لجاسم الخرافي في انتخابات الرئاسة «فجاسم الخرافي وناصر المحمد ما يواطنون بعض»... فما رأيهما في ما قال؟ وهل فعلاً هما «ما يواطنون بعض»؟

back to top