حكومة لا تستحق الثقة

نشر في 18-12-2009
آخر تحديث 18-12-2009 | 00:00
 فالح ماجد المطيري نعم... لا تستحق الثقة؛ رغم اجتياز رئيسها جلسة استجوابه وحصوله على تأييد أغلبية النواب، أقولها بكل قناعة هذه الحكومة مجتمعة لا تستحق الثقة؛ هذه الحكومة التي سلمت مفاتيح عقولنا إلى سدنة التخلف والجهل لا تستحق الثقة

هذه الحكومة التي اعتادت الانبطاح والاستلقاء على ظهرها لأحزاب التدين السياسي لا تستحق الثقة؛ هذه الحكومة التي تفاخر بأن رئيسها صعد إلى منصة الاستجواب ونال ثقة أغلبية النواب «تحت مظلة الدستور» لا تستحق الثقة، لأنها وبكل انهزامية وانتهازية تجاوزت على هذا الدستور وصادرت حرية الفكر المكفولة دستوريا، ومنعت مفكراً بحجم «نصر حامد أبوزيد» من إلقاء محاضرة فكرية في الكويت؛ بعد أن كان قد حصل على تأشيرة دخول إلى البلاد.

هذه الحكومة التي وضعت الكويت في ذيل الدول الخليجية في مكافحة الفساد وسجلت تراجعا كبيراً عن موقعها دولياً، وتسير بنا إلى موقع أسوأ في سجل الحريات تهدد موقعنا المتقدم عربيا!

بعد اعتقال الكاتب محمد عبدالقادر الجاسم وتسجيل المنظمات المعنية بحرية الرأي وحقوق الإنسان لعدد من الملاحظات حول سجل الكويت في هذا الشأن، أقولها بكل قناعة هذه الحكومة لا تستحق ثقة جزء من شعب الكويت، الذي مازال يملك بقايا أمل في أننا مازلنا نعيش في دولة مدنية تحكم بدستور مدني ولا تحكم بفتاوى دراويش السياسة.

هذه الحكومة التي خضعت لمؤسسة الجهل، وصبغت حياتنا بلون أسود قاتم، وصادرت كل معنى للفرح، وسدت منافذ دخوله إلينا لا تستحق الثقة.

هذه الحكومة التي أعطت حق الرقابة على فكرنا وعقيدتنا لكل جاهل ومتخلف ليحدد لنا ماذا نقرأ وماذا لا نقرأ- حتى نسينا أن لدينا معرضاً سنوياً للكتاب- لا تستحق الثقة.

أما هؤلاء الذين يرون أنهم حماة العقيدة والدين، وأنهم اختصوا دون غيرهم بتفسير الإسلام، ومنحوا أنفسهم حق تحديد «ما يهز» وما «لا يهز» إيماننا، فأسئلتي لهم: مَن منحكم هذا الحق؟ أهو تبحركم في علوم العقيدة والتفسير والحديث؟ إذا كان ذلك كذلك، فقد جاءكم نصر حامد أبوزيد في عقر داركم شاهراً أفكاره وآراءه يتحداكم بكل شجاعة فهل من مبارز؟ ولماذا جبنتم عن المواجهة؟

أقرأ مقالاتكم التي تملؤونها بالآيات القرآنية الكريمة والأحاديث الشريفة التي تدّعون أنها ترد على «هرطقات» نصر حامد أبوزيد، وتبطل حججه؛ فأرثي لحالكم وأضحك لضعفكم... لماذا لم تحملوا «ترسانتكم» الفقهية وتواجهوه بها لتكشفوا ضعفه وتهافت آرائه أمام الجميع؟ ولماذا جبنتم عن المواجهة واختبأتم تحت «بشت» حبيبتكم الحكومة؛ كما يختبئ الطفل تحت عباءة أمه؟ أراهن أن أغلبكم، إن لم يكن جميعكم، لم يقرأ لنصر أبوزيد كتاباً واحداً كاملاً؛ إن هي إلا ثقافة «السمّيعة» .

من يقرأ تاريخ الدولة الإسلامية فإنه يرى بكل وضوح أنها تبلغ أوج عزتها وتقدمها متى ما انفتحت على الآخر وأفكاره، وتسقط في قاع الانحطاط متى ما انغلقت على نفسها، وقلّ فيها الفلاسفة والمفكرون؛ وكثر فيها تجار الدين والدراويش.

back to top