اليمين الشعبوي الأوروبي ينسق قبل «موسم الانتخابات»

• لوبن: «البريكست» سيكون له «تأثير الدومينو»
• فيلدرز: الشقراوات خائفات... ونريد «ألمانيا فخورة»

نشر في 22-01-2017
آخر تحديث 22-01-2017 | 00:02
لوبن وبيتري تتوسطان فيلدرز وزعيم حزب نورد الإيطالي ماتيو سالفيني والأمين العام لحزب الحرية النمساوي هالرالد فيلمسكي قبل انطلاق المؤتمر في كوبلنز بألمانيا أمس (أ ف ب)
لوبن وبيتري تتوسطان فيلدرز وزعيم حزب نورد الإيطالي ماتيو سالفيني والأمين العام لحزب الحرية النمساوي هالرالد فيلمسكي قبل انطلاق المؤتمر في كوبلنز بألمانيا أمس (أ ف ب)
قبيل انتخابات مصيرية في 3 دول أوروبية هي فرنسا والمانيا وهولندا، سعت أحزاب اليمين الشعبوي من خلال مؤتمر عقدته في ألمانيا إلى إظهار نفسه جبهة موحدة تملك رؤية للقارة الأوروبية.

وهيمنت زعيمة حزب الجبهة الوطنية المتطرفة، في فرنسا، مارين لوبن التي تزور ألمانيا لأول مرة، على المؤتمر، مع الشخصية الصاعدة في الحزب الشعبوي الألماني فراوكي بيتري، زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا".

ووجهت لوبن حديثها إلى المشاركين من أنصار حزب "البديل" من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي قائلة: "أنتم مستقبل ألمانيا".

وخلال المؤتمر، الذي انطلقت فعالياته في مدينة كوبلنتس غربي ألمانيا، قالت لوبن إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يجري وصفها في وسائل الإعلام الفرنسية بأنها "بطلة إنسانية"، بسبب استقبالها للاجئين "لكن لم يتم سؤال الألمان عن رأيهم في سياسة الهجرة هذه".

وأضافت لوبن لأنصارها غداة تنصيب الشعبوي دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة: "نحن نشهد نهاية عالم ومولد عالم جديد".

صحوة قومية

ووصفت مرشحة الرئاسة الفرنسية، صعود تيار اليمين في أوروبا وفوز ترامب بأنه رد من المواطنين على إملاءات النخبة الليبرالية.

وأشارت لوبن إلى أن المرحلة التي كان فيها القوميون في أوروبا جماعات هامشية انتهت، ورأت أن المرحلة التالية ستدور حول إعادة الأغلبيات مرة أخرى إلى صناديق الانتخاب.

واعتبرت لوبن أنه بعد قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانتخاب ترامب، "فإن عام 2017 سيكون عام صحوة شعوب وسط أوروبا".

وأضافت أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) سيكون له "تأثير الدومينو"، موضحة: "لا أقول إنه ينبغي على كل دولة الخروج من اليورو، لكن علينا عدم استبعاد أن هناك احتمالا قائما بأن ترغب دولة أخرى في الخروج".

وافتتح ماركوس بريتسل زوج بيتري، وواحد من أهم شخصيات حزب "البديل" المؤتمر، ووعد بـ"أوروبا جديدة"، وهاجم "الإسلام السياسي". كما أشاد بترامب، الذي يشكل نجاحه نموذجاً لليمين الأوروبي المتطرف.

من جهته، دعا النائب الهولندي المعادي للإسلامي غيرت فيلدرز خلال كلمته إلى وضع استراتيجية لمواجهة "الهجرة الجماعية". وقال إن أوروبا بحاجة إلى "ألمانيا فخورة".

واتهم فيلدرز قادة "الأحزاب الراسخة في أوروبا بـ"الترويج للأسلمة". وأضاف السياسي الهولندي، مخاطباً الجمهور المتحمس، ان "المرأة الأوروبية خائفة من إظهار شعرها الأشقر". وفي وقت سابق، اجتمع بريتسل، زوج بيتري، وأحد أهم شخصيات حزب "البديل"، المعادي للإسلام، بلوبن فيلدرز خلال عشاء ووضع صورة لهم على "تويتر" وكتب إنه "فخور بقادة أوروبا الجديدة".

قمة وطموحات

ويجسد مؤتمر ألمانيا الذي وصفه منظموه بأنه "قمة أوروبية مضادة" طموحات الأحزاب اليمنية المتطرفة قبل الانتخابات التشريعية في هولندا في منتصف مارس المقبل، والانتخابات الرئاسية في فرنسا في أبريل ومايو، والانتخابات التشريعية في ألمانيا نهاية سبتمبر.

وتأمل أحزاب اليمين المتطرف والأحزاب الشعبوية في تحقيق نتائج جيدة مع مواضيع مشتركة بينها هي: رفض الهجرة والإسلام والنخب وأوروبا مع خطاب "مناهض للمؤسسات".

وفي هولندا يأتي حزب غيرت ويلدرز في طليعة استطلاعات الرأي، والتوقعات في فرنسا ترجح وصول مارين لوبن إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ويحصل حزب "البديل" حالياً على 12 إلى 15 في المئة من نوايا التصويت. وإذا تأكدت هذه الأرقام فسيدخل هذا الحزب إلى مجلس النواب في سابقة في ألمانيا لحزب من هذا النوع منذ 1945.

وحزب "البديل" الذي يؤكد أن الإسلام ليس جزءاً من ألمانيا، ويرفض تشييد مساجد، يتقدم على الساحة السياسية منذ وصول أكثر من مليون طالب لجوء في عام 2015، إثر قرار المستشارة انجيلا ميركل استقبالهم في البلاد.

في المقابل، خرجت تظاهرة غاضبة تلبية لدعوة أحزاب اليسار والنقابات في ألمانيا، احتجاجاً على المؤتمر، شارك فيها نائب المستشارة الألمانية ورئيس الاشتراكيين- الديمقراطيين سيغمار غابرييل، ووزير خارجية لوكسمبروغ جان أسيلبورن. ونشرت قوات الأمن أكثر من ألف شرطي تحسبا لأي تجاوزات.

ودعا وزير خارجية لوكسمبورغ إلى مقاومة اليمين الشعبوي في أوروبا.

وقال أسيلبورن: "لا ينبغي لنا ترك مستقبل القارة للقوميين. يتعين العمل من أجل أوروبا القرن الحادي والعشرين لا من أجل أوروبا القرن التاسع عشر".

وذكر أسيلبورن أن مشاركته في المظاهرة تأتي لمواجهة "مدمري الاتحاد الأوروبي"، والدفاع عن "أوروبا متنوعة ومنفتحة" بها مكان لمن يريد المشاركة في الديمقراطية، وليس لمن يريد المشاركة في التعصب والإقصاء والكراهية.

back to top