ترامب يؤدي اليمين... وتظاهرات عالمية تواكب تنصيبه

• دونالد يبدأ ولايته بعظة من قس معادٍ للإسلام... وأوباما يغادر المكتب البيضاوي للمرة الأخيرة
• حفل تنصيب الرئيس الـ 45 الأغلى في تاريخ أميركا... وإعلان حملة نضال ضد الإدارة الجديدة

نشر في 21-01-2017
آخر تحديث 21-01-2017 | 00:06
بعد حملة استمرت 17 شهراً ومرحلة انتقالية استغرقت شهرين ونصف الشهر، بدأ أمس الرجل الذي وعد بأن «يعيد إلى أميركا عظمتها» وأثار أسلوبه وتصريحاته انقساماً، عمله رئيساً للولايات المتحدة مدة أربع سنوات. وترامب الذي قوبل ترشحه بسخرية من الجمهوريين قبل الديمقراطيين، تابع المشاهدون في جميع أنحاء العالم مراسم تنصيبه التي تعد الأغلى في تاريخ نظرائه الأميركيين.
أقسم دونالد ترامب أمس على درجات مبنى الكونغرس الأميركي، الكابيتول اليمين ليصبح الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة خلفا لباراك أوباما، مدشناً ولايته التي تمتد أربع سنوات.

وقبيل انطلاق حفل تنصيبه، كتب رجل الاعمال الثري على منصته المفضلة "تويتر": "كل شيء يبدأ اليوم! سأراكم عند الساعة 11:00 صباحا لأداء القسم. الحراك يستمر- العمل يبدأ!"، في حين بدأت الحشود تتجمع وسط واشنطن لحضور حفل تنصيبه خلفاً للرئيس باراك أوباما.

وبعد ليلة أمضاها في "بلير هاوس" المقر المخصص لكبار الضيوف مقابل البيت الأبيض، أطلق ترامب برفقة زوجته ميلانيا أمس مراسم يوم تنصيبه عبر توجهه إلى كنيسة القديس يوحنا قرب البيت الابيض في واشنطن وترأس العظة القس المثير للجدل روبرت جفرس، الذي لديه طائفة مكونة من 12 ألف شخص تتبعه في مدينة دالاس. كما أنه دائم الظهور على شاشات شبكة "فوكس نيوز" وكان داعما قويا لترامب خلال حملته. وقد وصف جفرس من قبل الإسلام بالدين الشرير، الذي يروج الاعتداء الجنسي على الأطفال". كما وصف الكنيسة الكاثوليكية الرومانية "بالدين المزيف الذي يمثل عبقرية الشيطان". واتهم أوباما بتمهيد الطريق للمسيح الدجال عند سماحه بزواج المثليين.

أوباما وترامب

وغادر أوباما أمس المكتب البيضاوي للمرة الاخيرة قبل أن يتجه لاستقبال ترامب وزوجته ميلانيا في البيت الأبيض.

ودخل أوباما البيت الابيض حيث يعمل الرؤساء الاميركيون حاملا رسالة للرئيس الذي سيخلفه ووضعها على المكتب الذي يستخدمه الرؤساء المتعاقبون ويعود للقرن التاسع عشر. ثم سيتناول باراك وميشيل أوباما الشاي مع الزوجين ترامب في القاعة الزرقاء قبل أن يغادروا معا الى الكابيتول لحفل التنصيب.

3 رؤساء

وأفادت تقديرات بأن نحو 800 ألف شخص من أنصاره المتحمسين ومعارضيه، اجتمعوا في الحدائق المقابلة. وحضر مراسم تنصيبه ثلاثة رؤساء سابقين هم جيمي كارتر وجورج بوش وبيل كلينتون، وكذلك منافسته التي هزمت في الانتخابات هيلاري كلينتون.

وأدى رجل الأعمال الثري عند الساعة الخامسة مساء بتوقيت غرينتش اليمين كما فعل قبله كل الرؤساء الأميركيين من جورج واشنطن الى فرانكلين روزفلت وجون كينيدي.

ولأداء القسم اختار ترامب نسختين من الكتاب المقدس واحدة قدمتها له والدته في 1955، والثانية تلك العائدة الى ابراهام لينكولن منقذ الاتحاد، استخدمها أوباما قبل أربع سنوات.

قبيل التنصيب

ووعد ترامب، قبيل ساعات من انطلاق حفل تنصيبه، الأميركيين بالعمل على توحيد أمة منقسمة سياسيا، وذلك خلال خطاب ألقاه في نصب لنكولن التذكاري في واشنطن.

وقال ترامب، في ختام حفل تم تنظيمه في العاصمة الاتحادية أمام الآلاف من مناصريه، "سنقوم بتوحيد بلادنا"، مضيفاً "أعدكم بأن الأمور ستتغير".

وأردف "لم يسبق أن كانت هناك حركة من هذا القبيل"، في إشارة الى صعوده الذي كان غير المتوقع الى أعلى هرم السياسة الاميركية.

وروى أنه "في الشهر الاخير من الحملة الانتخابية كنا نعلم ان شيئا مميزا كان يحصل"، موضحا أن "الاستطلاعات كانت بدأت بالصعود (...) لكنهم لم يريدوا أن يصدقونا لأنهم نسونا". وقال "حسنا، أنتم لستم منسيين"، مضيفا "أعدكم بأن الامور ستتغير".

وواصل حديثه بالقول: "أعدكم بأنني سأعمل بجهد. سنعيد وظائفنا. لن نسمح بعد الآن للبلدان الاخرى بسرقة وظائفنا. سنقوم بتطوير جيشنا الكبير (...) سنعزز حدودنا. سنقوم بأشياء لم يتم تحقيقها منذ عقود كثيرة".

وأعلن فريق ترامب أنه سيوقع مطلع الأسبوع المقبل سلسلة مراسيم تهدف الى تفكيك حصيلة اداء سلفه الديمقراطي (المناخ والهجرة...) وفرض سياسته.

وتبدو المهمة شاقة لمقدم برنامج تلفزيون الواقع السابق ومؤلف كتاب "فن ابرام الصفقات" الذي وعد بصيغة تثير ارتياح أنصاره واستياء معارضيه، وبأنه سيكون "أكبر منشئ للوظائف خلقه الله".

من جهة أخرى، تفيد دراسة لمركز بيو للابحاث نشرت أمس الأول أن 86 في المئة من الاميركيين يرون أن البلاد تشهد انقساما اكبر من الماضي. وكانت هذه النسبة تبلغ 46 في المئة عند تولي أوباما الرئاسة.

التنصيب الأغلى

ويعد حفل تنصيب ترامب، الأغلى في تاريخ تنصيب الرؤساء الأميركيين. وأسند ترامب ترتيبات الحفل إلى مجموعة من أصدقائه من رجال الأعمال. لكن الحكومة الفدرالية سيكون عليها رغم ذلك أن تتحمل عشرات الملايين من الدولارات.

وكان ترامب وعد بأن يكون حفل تنصيبه تاريخيا، وتشير الأرقام إلى أنه الأغلى في تاريخ تنصيب رؤساء الولايات المتحدة على الإطلاق.

وتبلغ كلفة حفل تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة قرابة مئتي مليون دولار مقابل 53 مليون دولار لحفل تنصيب أوباما في عام 2009. وجمع فريق التحضير للحفل تسعين مليون دولار إلا أن عجزا يبلغ مئة مليون دولار تقريبا سيكون على الحكومة الفدرالية أن تتحمله من أموال دافعي الضرائب.

وأنفق العديد منهم آلاف الدولارات على تأجير غرف في فنادق واشنطن التي بلغت قيمتها 500 دولار للغرفة، إضافة إلى شراء تذاكر حضور الحفلات الخاصة يوم التنصيب، والتي تتراوح قيمتها بين مئة وخمسين دولارا وبضعة آلاف من الدولارات.

احتجاج دولي

ولليوم الثاني على التوالي، امتدت التظاهرات المعارضة لترامب لتصل إلى لندن، كما شهدت مدن مثل تورونتو وسيدني وأديس ابابا ودبلن احتجاجات مماثلة رفضاً لسياساته التي يقول منتقدوه، إنها خطيرة ومثيرة للانقسام.

وفي لندن، تدلت من جسر البرج الشهير أمس لافتة تقول "ابنِ الجسور لا الجدران"، في إطار سلسلة من النشاطات في أجزاء مختلفة من العالم تهدف إلى التعبير عن الاستياء من تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.

وعلى مقربة من البرلمان البريطاني رفع المحتجون لافتات تقول: "المهاجرون مرحب بهم هنا" و"الهجرة أقدم من اللغة" فوق جسر وستمنستر.

تظاهرة المشاهير

وفي نيويورك، شاركت مجموعة من المشاهير على رأسهم روبرت دي نيرو وشير ومايكل مور واليك بالدوين في تظاهرة في نيويورك ضد ترامب عشية تنصيبه.

وقال روبرت دي نيرو من منصة متوجها الى الجموع التي انتشرت في جادة محاذية لسنترال بارك وصولا الى كولومبوس سيركل حيث برج ترامب: "مهما حصل سنبقى نحن الاميركيين، نحن النيويوركيين نحن الوطنيين، موحدين دفاعا عن حقوقنا وحقوق مواطنينا".

وقال الممثل اليك بالدوين بسخريته المعهودة "هل سنقاوم لمئة يوم؟ هذا أمر رائع". وهو أصبح في غضون اسابيع قليلة المقلد الاشهر للرئيس الاميركي الجديد. فهو يقوم بتقليده اسبوعيا في برنامح "ساترداي نايت لايف" التلفزيوني الشهير ما تسبب في تلقيه تغريدات غاضبة من ترامب.

وأكد المخرج مايكل مور ان ترامب "لا يملك تفويضا. نحن الاكثرية لا تتخلوا عن كفاحكم فأنا لن أفعل!"، مؤكدا ان ترامب "لن يستمر أربع سنوات".

من جانبه، قال رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو المرشح لولاية ثانية في نوفمبر، ان حفل التنصيب "ليس النهاية بل البداية سنكافح معا!". وأضاف "يحلو لترامب القول انه بنى حركة: الآن ينبغي علينا نحن أن نبني حركة ونبدأ هذا المساء وفي كل انحاء البلاد".

ايفانكا: أعطوا والدي فرصة

دعت ايفانكا ترامب معارضي ابيها دونالد ترامب إلى إعطائه فرصة، لكنها اعترفت في الوقت نفسه بأنها تنصحه في بعض الأحيان بالكف عن كتابة تغريدات على "تويتر".

وردا على سؤال لشبكة "ايه بي سي" التلفزيونية تم بثها قبل ساعات من تنصيب ترامب في واشنطن، اعترفت الابنة المفضلة للرئيس التي تبلغ من العمر 35 عاما بأن "البلاد منقسمة جدا"، لكنها اضافت "رأيت طوال عمري ان والدي رجل قادر على التوحيد بشكل لا يصدق. لذلك أقول لكل معارض له اعطه الوقت، دعوه يتولى مهامه، دعوه يثبت انكم مخطئون". ووعدت بأن يكون خطاب التنصيب خطاب وحدة وتفاؤل.

وحول الانتقادات الموجهة إليه بسبب افراطه في كتابة التغريدات على "تويتر"، قالت ايفانكا: "بالتأكيد، اطلب منه في بعض الاحيان ألا يفعل ذلك".

أوباما يتهم الكونغرس بالإبقاء على معتقل غوانتانامو

دان الرئيس الاميركي المنتهية ولايته باراك أوباما عشية مغادرته البيت الأبيض عرقلة الكونغرس الذي يهيمن عليه خصومه الجمهوريون اغلاق معتقل غوانتانامو، مؤكدا أن لا مبرر لاصرار البرلمان على الابقاء عليه مفتوحا.

وقال أوباما في الرسالة التي تقع في صفحتين ونشرها البيت الابيض إن "هذه المنشأة ما كان يجب أن تفتح أصلا". وأضاف "ببساطة لا يوجد أي تبرير (...) لاصرار الكونغرس على ابقاء مركز الاعتقال هذا مفتوحا".

وفي رسالته، شدد أوباما على كلفة ادارة السجن، واكد انه اعطى صورة سلبية لاميركا في بقية انحاء العالم.

وكان أول ما فعله أوباما عند توليه مهامه الرئاسية في 2009 هو توقيع أمر تنفيذي لاغلاق المعتقل المثير للجدل خلال عام. وكانت هذه الخطوة تلقى تأييدا في الحزبين، لكن المعارضين الجمهوريين لأوباما غيروا موقفهم بسبب الحساسية السياسية لهذه القضية بعد تولي أوباما مهامه وعرقلوا كل خطوة تهدف إلى إغلاق المعتقل.

ووعد الرئيس الاميركي دونالد ترامب بزيادة عدد المشتبه في تورطهم في الارهاب الذين سيحتجزون فيه، وتحدث كذلك عن امكانية ارسال مواطنين اميركيين الى المنشأة.

كيري يغادر «الخارجية» من دون تسليم تيلرسون

غادر وزير الخارجية الاميركي جون كيري أمس الأول وزارة الخارجية بعد أربع سنوات في منصبه، من دون تسليم الدفة لخليفته وزير الخارجية المعين ريكس تيلرسون.

وقال المتحدث باسم الخارجية جون كيربي الذي أمضى أيضا يومه الأخير في الوزارة، إن كيري "لم يلتق" تيلرسون لأسباب تتعلق بـجدول الأعمال، لكنه أوضح أن كيري يبقى مستعدا للقاء وزير الخارجية الجديد أو التحدث إليه.

وفي منتصف ديسمبر، عين الرئيس دونالد ترامب، تيلرسون وزيرا للخارجية، لكنْ يجب على مجلس الشيوخ تثبيت هذا التعيين، على أن يحصل التصويت بهذا الشأن الأسبوع المقبل.

وإلى ذلك الحين سيتولى توماس شانون المدير السياسي للوزارة والمسؤول الثالث فيها، المرحلة الانتقالية في الخارجية. وخلال مغادرته، توجه كيري إلى الصحافيين المعتمدين في وزارة الخارجية والى الآلاف من موظفيها.

86% من الأميركيين يرون أن البلاد تشهد أكبر انقسام
back to top