تنصيب ترامب ينطلق: برنامج حافل للرئيس... ومعارضيه

كيري يقاطع الحفل... وأوباما يخفف عقوبة «مُسرِبة» وثائق ويكيليكس قبيل آخر مؤتمر صحافي له

نشر في 19-01-2017
آخر تحديث 19-01-2017 | 00:03
تمثال شمعي لترامب في معرض مدام توسو في لندن أمس (أ ف ب)
تمثال شمعي لترامب في معرض مدام توسو في لندن أمس (أ ف ب)
يشهد العالم اليوم بداية مراسم تنصيب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة دونالد ترامب، والتي تمتد ثلاثة أيام وتتخللها مسيرات استعراضية ومراسم دينية، سيستخدم فيها إنجيلاً استخدمه الرئيس السادس عشر للبلاد إبراهام لينكولن، وإنجيلاً أعطته أياه أمه. أما الرئيس المغادر باراك أوباما فقد ظهر في آخر مؤتمر صحافي له كرئيس، وفاجأ الجميع قبلها بتخفيف عقوبة تشيلسي مانينغ "مُسرِبة وثائق ويكيليكس" وسط انتقادات الجمهوريين.

يشمل تنصيب دونالد ترامب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة عدة احتفالات تمتد عدة أيام، بداية من اليوم إلى بعد غد في العاصمة الاميركية واشنطن، وتتوج بأدائه اليمين.

وتبدأ أولى الحفلات اليوم عند نصب لينكولن الواقع في منطقة المول التي تجتاز واشنطن قبالة مبنى الكابيتول، حيث سيجري غدا أداء اليمين حوالي الساعة ( 15:35 ت غ) أي (18:35 بتوقيت الكويت). وتشارك مجموعات مختلفة مثل فرقة طبول رجال الاطفاء في مقاطعة كولومبيا، الاسم الآخر للعاصمة واشنطن، وحركة هندوسية تدعم ترامب هي "ائتلاف الهندوس الجمهوري"، وفرق أخرى وجوقات مدارس، في هذا الحفل الذي أطلق عليه اسم "أصوات الشعب".

وعند الساعة (20:30 تغ) يشارك ترامب ونائب الرئيس المنتخب مايك بنس في حفل أمام مقبرة ارلينغتون الوطنية لتوجيه تحية لقدامى المحاربين. وبعدها، يلقي الرئيس المنتخب كلمة خلال القسم الثاني من الحفلات أمام نصب ميموريال، تبثها مباشرة محطات التلفزة بمشاركة نجوم موسيقى الكانتري مثل توبي كيث ولي غرينوود الذين يحظون بشعبية في جنوب الولايات المتحدة المحافظ. وتنتهي بعرض ألعاب نارية.

وسيحضر ترامب ومايك بنس مع عائلتيهما قداسا في كنيسة القديس يوحنا الواقعة قرب البيت الأبيض.

ثم يستقبل الرئيس باراك أوباما وزوجته ميشيل، دونالد وميلانيا ترامب في البيت الابيض لتناول الشاي معا.

وبعدها، يتوجه الزوجان معا بنفس الموكب إلى الكابيتول، المبنى الذي يضم الكونغرس.

من الذي سيحضر؟

وبالرغم من رفض العديد من نواب الكونغرس الديمقراطيين والجمهوريين والقضاة الحضور، سيحضر غدا دبلوماسيون وفنانون ورؤساء سابقون كجيمي كارتر وجورج دبليو بوش وبيل كلينتون وكذلك المنافسة الديمقراطية السابقة لترامب، هيلاري كلينتون. ولن يحضر الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش الأب بسبب وضعه الصحي. وبعد ذلك سيقوم رجال دين بمباركة الاحتفال بعد الخطاب الافتتاحي عند الساعة (16:30 ت غ) ليتم بعد ذلك تنصيب بنس في مهامه الجديدة من قبل قاضي المحكمة العليا جون روبرتس. وأعلن مسؤولون أن وزير الخارجية جون كيري لن يحضر الحفل.

قسم ترامب والمسيرة الرئاسية

وسيؤدي ترامب اليمين وينصبه قاضي المحكمة العليا جون روبرتس عند الساعة ( 17:00 ت غ) باستخدام نسخة إنجيل التنصيب التي اعتمدها الرئيس السابق ابراهام لينكولن واستخدمها أوباما وكذلك انجيل أعطته اياه والدته عند نهاية دروسه المسيحية في 1955. ثم يلقي ترامب خطاب التنصيب لتؤدي السوبرانو الشابة جاكي ايفانشو النشيد الوطني.

وبعد انتهاء الحفل في تمام الساعة (17:30 ت غ) يشارك ترامب وبنس في غداء يقيمه الكونغرس في الكابيتول ليسير الرئيس ونائبه بعد ذلك مسافة 2.4 كلم على طول جادة بنسلفانيا التي تربط الكابيتول بالبيت الابيض. ويتبعهما حوالي ثمانية آلاف شخص يمثلون مختلف المجموعات: مختلف الاسلحة في الجيش وجوقات مدارس وجامعات وفرق خيالة إضافة إلى ممثلين عن فرق الانقاذ ومحاربين قدامى.

وتقدم فرقة "ذي روكتس" الراقصة النيويوركية ايضا حفلة في مناسبة التنصيب. وعبرت بعض الراقصات عن ترددهن في المشاركة في هذا الحفل، وقد أعطين حرية الاختيار.

ومن منتصف الليل حتى (4.00 ت غ) غدا يشارك ترامب وبنس برفقة زوجتيهما في ثلاث حفلات راقصة بمناسبة التنصيب، اثنتان منها في مركز مؤتمرات والتر. اي واشنطن، والثالثة في مبنى المتحف الوطني. وستنظم حفلات راقصة اخرى اقل رسمية في العاصمة واشنطن. وبعد ساعات وفي ظهر غد سيشارك ترامب وبنس في خدمة صلاة وطنية في كاتدرائية واشنطن.

منظمة يهودية: ترامب استخف بـ «الهولوكوست»

انتقدت مجموعة يهودية لمكافحة الكراهية الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، أمس، بعد أن تساءل على «تويتر» ما إذا كان يعيش في «ألمانيا النازية»، بعد تسريبات ضده اعتقد ان الاستخبارات الأميركية كانت وراءها.

وقال الرئيس التنفيذي لرابطة مكافحة التشهير جوناثان غرينبلات، في بيان، إن التشبيه «ليس فقط مقارنة غير لائقة، ولكنه يجعل اسلوب حوارنا فظا، وقلل من فظائع الهولوكوست (المحرقة النازية بحق اليهود)».

100 مليون دولار لتأمين الحفل

ستعمل الأجهزة الأمنية الأميركية بكل طاقتها يوم غد عند إدلاء الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب القسم، مع إغلاق أكثر من 100 مربع سكني أمام حركة مرور السيارات، بهدف خلق فقاعة وقائية حول مراسم أداء اليمين الدستورية والاحتجاجات المعارضة. ويتوقع أن تتجاوز تكلفة التأمين أكثر من 100 مليون دولار أميركي. وسيتم فرز حوالي 28 ألف عنصر أمني من العملاء السريين، والإف بي آي، وشرطة يو اس بارك، ويو اس كابيتول، وخفر السواحل، والشرطة المحلية في واشنطن، والمناطق المجاورة لخلق طبقات أمنية مختلفة. وستركز القوى الأمينة على الذئاب المنفردة والمتطرفين والمتعصبين، خصوصا حوادث الاقتحام بالشاحنات، على غرار ما حدث في فرنسا وألمانيا العام الفائت. وسيخضع حاملو التذاكر إلى الكابيتول هيل للتفتيتش عبر 6 نقاط أمنية. كما منع المشاركون من إحضار 40 مادة على الأقل، بما في ذلك الصافرات والألعاب النارية والبالونات، كما فرض حظر طيران جزئي خلال أوقات معينة.

برنامج حافل للمعارضين

وإلى جانب البرنامج الحافل للرئيس المنتخب، سيكون للمعارضين نصيبهم، إذ يعتزم عشرات الآلاف المشاركة في تظاهرات احتجاجية.

وسيشارك الآلاف في تظاهرة مؤيدة لتشريع القنب الهندي، وآخرون في تظاهرة تحت عنوان "ديسرابت جي 20" ستسير من دوار كولومبوس في واشنطن الى ميدان ماكفرسون. وستقوم بعض الجماعات المشاركة في هذه التظاهرة بمحاولة اغلاق نقاط التفتيش الأمنية.

كما سيشارك الآلاف في مسيرة "احتلوا التنصيب" التي ستلاقي تظاهرة "ديسرابت جي 20" ماكفرسون، وسيتحدث العديد من الشخصيات بينها رئيسة حزب الخضر جيل ستاين المرشحة الرئاسية المستقلة الخاسرة. وستنظم تظاهرة نسائية من المتوقع أن يشارك فيها 200 الف شخص بحضور مشاهير.

من جهة أخرى، وقبل آخر مؤتمر صحافي له أمس، خفض الرئيس باراك أوباما أمس الأول بشكل كبير عقوبة السجن 35 عاما بحق الجندي السابق برادلي مانينغ الذي سرب وثائق سرية إلى موقع ويكيليكس والذي تحول جنسيا في السجن إلى امرأة تدعى تشيلسي مانينغ.

وبذلك ستخرج مانينغ من السجن في 17 مايو بموجب قرار رئاسي أصدره أوباما في آخر أيام عهده، وشمل العفو عن 64 شخصا، وتخفيف الأحكام الصادرة بحق 209 آخرين.

وأدينت الجندية السابقة في أغسطس 2013 بجريمة تسريب 700 ألف وثيقة سرية دبلوماسية وعسكرية تتضمن سجلات عسكرية من حربي العراق وافغانستان وبرقيات تتضمن تقارير دبلوماسية حساسة وأحيانا محرجة عن قادة العالم واحداث عالمية.

وحاولت مانينغ، التي بقيت معتقلة في سجن للرجال وأحيانا في زنزانة منفردة الانتحار مرتين وسط انتقادات من ناشطين اعتبروا ان عقوبتها مفرطة في قسوتها نظرا لضعف حالتها النفسية.

ويمكن للرئيس بموجب الدستور، إما العفو عن محكوم أو تخفيض عقوبته، وهو حق استخدمه العديد من الرؤساء الأميركيين قبل خروجهم من البيت الأبيض.

وفي هذا السياق، أشار المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست الى الفرق الشاسع بين مانينغ التي حوكمت واقرت بفعلتها وقضية عميل الاستخبارات الاميركية السابق ادوارد سنودن، الذي فر إلى هونغ كونغ ثم إلى روسيا في 2013 بعدما سرب آلاف الوثائق السرية للصحافة كشفت عمليات مراقبة واسعة تقوم بها الأجهزة الأميركية للاتصالات الخاصة بعد هجمات 11 سبتمبر 2011.

من جانبه، ورغم غياب اسمه عن قائمة الإعفاءات وتخفيض العقوبات فإن سنودن توجه إلى اوباما عبر "تويتر" مغردا "فلنقلها بجدية وعن طيب خاطر: شكرا أوباما". وأمس أعلنت روسيا تمديد إقامة سنودن عامين.

أما موقع ويكيليكس، فأعلن "الانتصار" بعد تخفيض عقوبة مانينغ، وشكر كل من شارك في الحملات المطالبة بإطلاق سراحها.

وقبل ايام، أكد مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج الذي لجأ إلى سفارة الاكوادور في لندن استعداده لتسليم نفسه الى الولايات المتحدة إذا ما وافق أوباما على العفو عن الجندية السابقة.

من ناحيتهم، عبر الجمهوريون عن غضبهم من قرار اوباما الذي وصفه رئيس مجلس النواب بول راين بأنه "شائن". كما عبر السناتور الجمهوري توم كوتون، المرشح لقيادة الحزب مستقبلا عن غضبه من قرار أوباما، قائلا "ليس علينا ان نعامل الخائن معاملة الشهيد (...) لا أفهم لماذا قد يشعر الرئيس بتعاطف خاص تجاه من عرض حياة قواتنا ودبلوماسيينا ومسؤولي استخباراتنا وحلفائنا للخطر". وضمن من خفضت أحكامهم أمس الأول البورتوريكي أوسكار لوبيز ريفيرا الذي قضى أكثر من ثلاثة عقود في السجن لتهم متعلقة بالارهاب.

وعفا أوباما كذلك عن الجنرال السابق جيمس كارترايت الذي أدين بالإدلاء بإفادة كاذبة لمكتب التحقيقات الفدرالي خلال تحقيق حول تسريبات تتعلق بهجوم معلوماتي أميركي استهدف البرنامج النووي الإيراني عام 2010.

اتهام دونالد بالتشهير

تقدمت مشتركة سابقة في برنامج تلفزيون الواقع "ذي ابرنتيس"، سبق لها ان اتهمت دونالد ترامب باعتماد سلوك جنسي غير ملائم في حقها، بدعوى قضائية ضد الرئيس الاميركي المنتخب بتهمة التشهير قبل ثلاثة أيام من تنصيبه.

وكانت سامر زيرفوس (42 سنة) اتهمت ترامب بتقبيلها وملامستها رغما عنها في غرفة فندق قبل نحو عقد من الزمن.

وقالت غلوريا اولريد، محامية زيرفوس، خلال مؤتمر صحافي في لوس انجلس، إن موكلتها اجتازت بنجاح اختبار كشف الكذب، مشيرة إلى أنها تعرضت "لاغراءات غير مرغوب فيها" من جانب ترامب الذي نفى فيما بعد هذه الاتهامات، لافتا إلى أنه لم يدع يوما زيرفوس إلى غرفته في الفندق، وان "هذه الاحداث لم تحصل البتة". ولفتت اولريد إلى أن الدعوى المقدمة في نيويورك تؤكد أن ترامب استغل نفوذه "لتشويه سمعة (...) الآنسة زيرفوس ونساء أخريات والاضرار المتعمد بهن".

بكين تضغط لمنع تايوان من حضور التنصيب

دعت الصين أمس الولايات المتحدة إلى عدم السماح لوفد تايواني بحضور مراسم تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب.

وفي سابقة لم تحدث منذ عقود، تلقى ترامب اتصال تهنئة من رئيسة تايوان تساي إينغ وين، مما أغضب بكين التي تعتبر تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها. وقال ترامب إن سياسة صين واحدة قابلة للتفاوض.

وقالت وزارة الخارجية التايوانية هذا الأسبوع، إن وفدا بقيادة رئيس الوزراء وزعيم الحزب الحاكم السابق يو شيي كون، ويضم مستشار الأمن القومي التايواني وبعض النواب، سيحضر المراسم التي تجري غداً.

وقال متحدث باسم مكتب رئيسة تايوان، إنه ليس من المقرر عقد أي اجتماعات مع إدارة ترامب الجديدة خلال وجود الوفد في الولايات المتحدة.

back to top