سوء اختيار الهدايا... كيف يفسّره علم النفس؟

نشر في 14-01-2017
آخر تحديث 14-01-2017 | 00:00
No Image Caption
هل تعتبر نفسك بارعاً في اختيار الهدايا؟ هل تفكر ملياً بأسلوب متلقي الهدية وذوقه حتى أنك تنفق مبلغاً إضافياً على تلك الهدية المميزة أحياناً لأنك تظن أنه سينبهر بها؟!
استعدّ جيداً لأن علم النفس سيفاجئك بقوة!
نشر أحدث عدد من مجلة «الاتجاهات الراهنة في علم النفس» تفسيراً للشرخ القائم بين طريقة تفكير الفرد الذي يختار الهدية وبين القيمة التي ينسبها لها المتلقي والسعادة التي يشعر بها عند تلقيها.

في عالم الطب النفسي، تُعرَف هذه الظاهرة بعبارة «سوء اختيار الهدايا» وتشتق من مفهوم «التناقض بين مقدّم الهدية وبين المتلقي». يسبّب هذا المفهوم حالات غير معلنة من الاستياء بعد الأعياد.

بعد تمزيق ورق التغليف وتلاشي ابتسامات المجاملة الأولية، تبيّن أن متلقي الهدية لا يعيش مجدداً تلك اللحظة الساحرة التي يفتح فيها الهدية ويشعر بذلك البريق الدافئ الذي يبحث عنه الطرف الآخر. في مناسبات تفوق ما يعترف به معظم الناس، يفكر المتلقي بقيمة الشخص الذي قدّم له الهدية وبمشاعره لكنه يتساءل بغضب في داخله: «ما الذي سأفعله بهذه الهدية؟». أو يمكن أن يكتفي بالتساؤل عن سبب اختيار هذه الهدية بالذات.

كتب كل من جيف غالاك وجوليان جيفي من «برنامج علم الاجتماع والقرار» في جامعة «كارنيجي» وخبيرة علم النفس الاجتماعي إيلانور ويليامز من جامعة «إنديانا»: «يتبادل الناس الهدايا لتقوية علاقتهم وإسعاد بعضهم بعضاً. لكنهم لا ينجحون دوماً في تحقيق غايتهم».

ما المشكلة؟

هذه هي المشكلة باختصار: يركّز مقدّم الهدية على فكرة واحدة، فيحكم على قيمة الهدية بحسب أهدافه الخاصة («أرأيتَ كم أفكر بك وكم أعرفك؟ ألستُ أفضل زوج/ صديق/ شقيق/ ابن/ زميل وأكثرهم سخاءً؟). لكن يكون إطاره الزمني محدوداً (حين يعبّر المتلقي عن إعجابه بالهدية وامتنانه تجاه من قدّمها له).

لكن يحمل المتلقي وجهة نظر مختلفة لأنه سيحتفظ بتلك الهدية إلى أن تنكسر أو تُستنزَف أو يتخلص منها عمداً. هذا ما يطيل مدة أحكامه ويعطيها طابعاً نفعياً أكثر مما يتوقع مقدّم الهدية.

كتب العلماء: «يبالغ مقدّم الهدية في تقدير معنى ردود الفعل العاطفية التي يبديها المتلقي. أما المتلقي فيفكر بتداعيات امتلاك الهدية».

صحيح أن مفهوم الالتزام بالعلاقة يشمل مقدّم الهدية والمتلقي معاً، لكن يخطئ الطرف الأول حين يظن أن المتلقي يعطي الأولوية لقدرة الهدية على تقوية علاقته به، مع أنه يفضّل الهدايا التي يستطيع استعمالها والاستمتاع بها شخصياً».

لكن كيف يمكن أن يحسّن الشخص الهدايا التي يختارها في هذه الحالة؟

كتب العلماء: «يجب أن يختار الفرد الهدايا استناداً إلى قيمتها بالنسبة إلى المتلقي طوال فترة امتلاكه لها، بدل أن يركّز على قيمتها حين يفتحها».

ألم تعتبر تلك المكنسة الكهربائية أو ذلك المصباح اليدوي الذي رفضتَه هدية عميقة بما يكفي؟ إذا كان المتلقي يحب الحفاظ على منزل نظيف أو يتجول مع كلبه في الظلام، قد يقدّرك على اختيارك تلك الهدايا مراراً وتكراراً. ربما اعتبرتَ انتقاء تذاكر السينما أو بطاقة الائتمان التي يمكن استعمالها في كل مكان خيارين شخصيين أكثر من اللزوم. لكن حين يشاهد المتلقي فيلماً كان ينتظره منذ فترة طويلة أو يستعمل البطاقة التي قدّمتَها له لشراء غرض يتوق إليه، سيتحسّن موقعك على مقياس تقديم الهدايا القيّمة.

لكن يجب أن يفكّر علماء النفس غالاك وجيفي وويليامز باحتمال أن تكون شخصاً حاقداً يتعمّد اختيار هدايا مخيّبة للآمال!

كتب العلماء: «تصبح هذه النصائح مفيدة على الأرجح إذا لم يدرك مقدّم الهدية أنه يركز على الجوانب الخاطئة». لكن يقدّم العلماء نصيحة بسيطة للشخص الذي يحمل أفضل النوايا لكنه يفشل بسبب تقييمه غير الدقيق لدينامية تقديم الهدايا: «يستفيد الشخص من وضع نفسه مكان متلقي الهدية كي يحدّد قيمة الهدايا بالنسبة إليه بعد تمزيق ورق التغليف».

أخشى أن تكون الصورة التي أحملها عن نفسي كشخصٍ يبرع في انتقاء الهدايا تضررت جدّياً! لكني ما زلت أطمح لتحسين سمعتي في هذا المجال وصرتُ أكثر اطلاعاً على الموضوع اليوم.

تعلّمتُ أن أشكر كلّ من يقدم لي هدية مفيدة وأعبّر له عن امتناني!

back to top