خاص

الجريدة• تحاور أول هجامة: تنكرت لمواجهة كاميرات المراقبة... وكيس بلاستيك كشفني

نشر في 13-01-2017
آخر تحديث 13-01-2017 | 00:06
بعد خمس سنوات ارتكبت خلالها العديد من جرائم السرقة، باعتبارها أول "هجَّامة" في مصر، وربما في العالم العربي، وبعد أن حارت الأجهزة الأمنية لتحديد هوية المجرم الذي يقتحم شركات وسيارات ليسرق ما خف وزنه وغلا ثمنه، سقطت سناء في قبضة الأمن صدفة.

ونجحت "الجريدة" في إجراء حوار معها، كشفت فيه سر قدرتها على التخفي والتبخر من مسرح الجريمة مثل حبة زئبق، وخداع كاميرات المراقبة بتغيير ملامحها بأدوات تبدو بسيطة: "مساحيق تجميل وشعر مستعار وإطلالات مختلفة". بملامح صبغها الذهول وصدمة الوقوع في قبضة الأمن، وبكلمات تأرجحت فيها المشاعر بين اليأس ودهشة المآل، قالت سناء، أو "الهجامة الغامضة"، كما يسميها رجال الأمن، "أنا دوّخت مباحث مصر كلها، ولم أكن أتخيل سقوطي صدفة كما حدث"، قالتها بطريقة توحي بعدم قدرتها على تخيل مصيرها المحتوم خلف الأسوار، بعد محاكمة قد تعاقبها بـ20 سنة سجنا نظير خطاياها.

الأوراق الرسمية تشير إلى ارتكاب سناء (36 عاماً) 27 جريمة سرقة، بين شركات كبرى وسيارات أجرة ونقل، لتنافس أعتى المجرمين من الرجال، دون أن تطالها يد الأمن، رغم وجود كاميرات مراقبة ترصدها ولا تتعرف عليها! أما السبب فهو كما تقول: "أحلى حاجة تكوني ست... ربنا قال (إن كيدهن عظيم) وعلشان كده قدرت أخدع رجالة كتير... أنا كنت أروح المكان اللي هاسرقه وأنا مذاكرة كويس وعارفة إن فيه كاميرات بتصورني، لكن كنت أغير ملامحي... ألبس عباية في الحتة اللي ساكنه فيها، ولما أنزل أسرق ألبس جينز وأغير ملامحي بالماكياج والباروكة".

وبنبرة واثقة تتابع: "طبعا البوليس لما يفرغ تسجيلات الكاميرا سيبدأ في البحث عن شخصية أخرى وهمية"، وبابتسامة خبيثة تضيف: "أنا بحب السينما... وأتوقع أن يتم تحويل قصتي إلى فيلم".

وحين تحول الحديث إلى أبنائها تبدلت مشاعرها إلى أم محطمة وقالت بهيستيريا: "ولادي الثلاثة أهم حاجة في حياتي... اشتغلت كده علشانهم... مايعرفوش أنا باشتغل ايه، يعرفوا اني اتاجر في العملة، أبوهم لا ينفق عليهم، الآن سيعرفون الحقيقة وسيكرهونني لأني جلبت لهم العار".

وتبرر ربة المنزل المتهمة سبب سيرها على درب الجريمة بأنها "تزوجت منذ 20 سنة من رجل لم يتحمل مسؤولياته، وبعد أن أنجبت منه أبنائي الثلاثة هجرهم وسافر إلى إحدى الدول العربية لتنقطع أخباره، وأصبحت وحيدة دون سند، وتخلت عني عائلتي رغم ظروفي الصعبة، فاستخدمت موهبتي في فك الأشياء وتركيبها لأسرق السيارات وخزائن الشركات، وكنت أتنكر بارتداء الشعر المستعار حيث اشتريت 6 باروكات لهذا الغرض".

وتواصل: "بعدما علم والدي وأشقائي الثلاثة بأول جريمة سرقة حققت لي ثراء مناسبا، شجعوني على مواصلة هذا العمل لأنفق عليهم، وهكذا استمر بي الحال بعيدا عن أعين الشرطة، قبل أن يتم القبض علي صدفة، حين اشتبهت بي دورية أمنية تابعة لقسم شرطة مصر الجديدة (شرق القاهرة)، واستوقفتني بعدما لاحظت ارتباكي أثناء محاولتي إخفاء كيس بلاستيكي فور رؤيتي سيارة الشرطة".

وبتفتيشها عثرت الشرطة داخل الكيس على 31 ألف جنيه، و10 آلاف دولار، و2500 يوان صيني، وبمواجهتها اعترفت بأنها سرقتها من إحدى الشركات، ليبدأ رجال المباحث استجوابها، وتنهار وتعترف بالسرقات.

back to top