هل يقف ماكين وراء تسريبات ترامب المحرجة؟

• جيب بوش طلبها من شركة يديرها جاسوس بريطاني خلال «تمهيدية الجمهوريين»
• كلابر ينفي تورط الاستخبارات بالتسريب
• «الأطلسي» يدين محاولات التأثير على الانتخابات

نشر في 13-01-2017
آخر تحديث 13-01-2017 | 00:05
الشرطة البريطانية أمام منزل ستيل بمدينة واكنغهام أمس 	(رويترز)
الشرطة البريطانية أمام منزل ستيل بمدينة واكنغهام أمس (رويترز)
لا تزال قضية التسريبات المحرجة التي تمس الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تطغى على الساحة الأميركية. وأشارت تحقيقات إلى أن الملف حول العلاقات بين ترامب وموسكو الذي يتضمن معلومات عن امتلاك موسكو معلومات حساسة ضد رجل الأعمال الأميركي قدمه السناتور النافذ جون ماكين لمكتب الـ «إف بي آي» وأن مجموعة جمهوريين بينهم جيب بوش كانوا يقفون وراء إعداد الملف.
أفادت التقارير بأن السناتور الأميركي النافذ جون ماكين، هو من قام بتسليم مدير مكتب التحقيقات الفدرالية "أف بي آي" جيمس كومي الشهر السابق ملفا يحتوي معلومات تشير إلى اتصالات سرية بين حملة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وموسكو، كما يتضمن معلومات تؤكد أن المخابرات الروسية لديها مواد محرجة تمس شخصيا ترامب.

جاسوس بريطاني

وبحسب التقارير، فإن الملف وضعه الجاسوس البريطاني السابق في جهاز "إم آي-6" كريستوفر ستيل (52 عاما) الذي يعمل حاليا مديرا لمركز "أوربيس بيزنس انتليجنس" للاستشارات.

جيب بوش والجمهوريون

وبحسب التقارير فإنه في البداية تعاقدت شركة للأبحاث السياسية في واشنطن اسمها "فيوجن جي. بي. إس" مع ستيل لإجراء تحريات عن ترامب لحساب مجموعة غير معروفة من الجمهوريين تريد منع ترامب من الفوز بترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة.

وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي) فإن جيب بوش، أحد منافسي ترامب الستة عشر في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري عام 2016 هو الذي تعاقد في البداية مع ستيل.

وأبقت شركة "فيوجن جي. بي. إس" على تعاقدها مع ستيل بعد فوز ترامب بترشيح الجمهوريين ووصلت معلوماته إلى شخصيات في الحزب الديمقراطي وبعض العاملين في حقل الإعلام.

وفي يوليو بدأت تعاملات ستيل مع مكتب التحقيقات الاتحادي فيما يتعلق بترامب.

وكانت الاستخبارات تعاملت سابقا مع ستيل الذي قدم لها معلومات عن فضيحة الفساد في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".

لكن ستيل قطع اتصالاته مع مكتب التحقيقات الاتحادي قبل حوالي شهر من انتخابات الرئاسة في الثامن من نوفمبر لأنه شعر بخيبة أمل من بطء ما يحرزه مكتب التحقيقات من تقدم.

المخابرات تتابع عمل ستيل

وقال مسؤولون مطلعون على سير التحقيقات إن مكتب التحقيقات الاتحادي فتح تحقيقات أولية في تعاملات ترامب وفريق العاملين معه مع الروس بناء على عدة عوامل من بينها تقارير ستيل.

ويشير أحد التقارير الذي يعود إلى يونيو 2016 إلى أن الكرملين رعى ودعم وساعد ترامب على الأقل في السنوات الخمس الأخيرة بهدف إحداث انشقاقات وانقسامات في التحالف الغربي.

ويضيف التقرير أن ترامب رفض صفقات عقارية عرضت عليه في روسيا خاصة بنهائيات كأس العالم 2018 ولكنهم واظبوا على استقبال معلومات استخباراتية من الكرملين بما في ذلك معلومات خاصة بالديمقراطيين والمنافسين السياسيين الآخرين.

بالإضافة إلى ذلك، يزعم التقرير أن خدمة الأمن الاتحادية ساومت ترامب من خلال أنشطته بصورة كافية بموسكو لتكون قادرة على ابتزازه.

اتهامات جنسية

كما ترددت معلومات عن وجود شريط جنسي يخص ترامب بحسب "بي بي سي"، التي قالت إنه شارك بـ"عرض تبول" في إحدى حفلات الجنس المنحرفة في موسكو.

وقال التقرير ان ترامب استأجر الجناح الرئاسي في فندق "ريتز كارلتون" بموسكو الذي علم أن الرئيس الأميركي باراك أوباما وزوجته ميشيل استخدماه أثناء مكوثهما في موسكو في احدى الرحلات. وقرر أن يلوث السرير الذي ناما عليه من خلال استخدام مومسات قمن بعرض للتبول على السرير.

ونفى ترامب بقوة هذه الاتهامات وتابع: "كيف لكم أن تصدقوا ذلك فأنا لدي وسواس النظافة؟!".

هروب ستيل

وخوفا على حياته، أكدت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن الجاسوس البريطاني ستيل غادر منزله بمنطقة سوري جنوب شرق إنكلترا الذي تصل قيمته 1.5 مليون دولار، بعد تصاعد تأثير التقرير الذي أعده عن ترامب، موصيا أحد جيرانه بالاعتناء بقطته بعد مغادرته المنزل. وأكد شهود أن المخابراتي المطارد ترك المنزل في عجلة من أمره حتى أنه اضطر لترك اضاءة المنزل دون اطفائها.

كلابر ينفي

من جانبه، عبر مدير الاستخبارات الاميركية جيمس كلابر أمس الأول لترامب عن استيائه الكبير لتسريب تفاصيل عن تقرير يتضمن معلومات استخباراتية لم يتم التحقق من صحتها عن وجود علاقات سرية بين الرئيس الأميركي المنتخب وروسيا، نافيا أن تكون أجهزته ليست مصدر تسريب هذه المعلومات.

وأوردت وسائل إعلام أميركية عديدة أن قادة أجهزة الاستخبارات أبلغوا الرئيس المنتهية ولايته باراك اوباما والرئيس المنتخب وأعضاء في الكونغرس نهاية الأسبوع الماضي بوجود معلومات تفيد بأن روسيا تملك ملفا محرجا للرئيس المنتخب وبوجود تواطؤ بين أوساط ترامب والكرملين، وعرضوا عليهم ملخصا من صفحتين عن وثيقة من 35 صفحة نشر موقع "بازفيد" مضمونها بالكامل.

وأكد كلابر إنه بحث هذه المزاعم أمس الأول مع ترامب وقال في بيان "تحدثت مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب للبحث في المعلومات الصحافية الاخيرة بشأن اجتماعنا يوم الجمعة الماضي".

وأضاف "اعربت عن استيائي الكبير للتسريبات التي نشرت في الصحف واتفقنا على أنها مضرة إلى حد كبير بأمننا القومي".

ونفى ترامب أمس الأول خلال مؤتمر صحافي الادعاءات أن يكون على اتصال بروسيا وهاجم وكالات الاستخبارات الاميركية والاعلام بشأن هذه المعلومات، ملمحا الى أن الاجهزة تقف خلف التسريبات.

لكن كلابر قال إنه اكد لترامب انه من المستبعد ان تكون هذه التسريبات صدرت عن اجهزة الاستخبارات.

وقال "شددت على ان الوثيقة ليست من صنع الاستخبارات الاميركية وانني لا اظن أن مصدر التسريبات الاستخبارات الاميركية".

وأضاف "لا تعتقد الاستخبارات الاميركية ان المعلومات الواردة في هذه الوثيقة موثوقة ولم نستند اليها بتاتا في استنتاجاتنا".

الحلف الأطلسي قلق

من جانبه، اعتبر الأمين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ أمس أن القيام بمحاولات للتأثير على انتخابات وطنية من الخارج، أمر غير مقبول.

وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي عقده في بروكسل: "نحن بالطبع نشعر بالقلق حول الأمن الالكتروني"، مشيرا إلى الهجمات المعلوماتية التي تعرض لها "عدد كبير من الحلفاء في الحلف الأطلسي".

وأضاف أن "كل محاولة للتدخل والتأثير على انتخابات وطنية من الخارج مسألة غير مقبولة، ولذلك يسعى حلف الاطلسي إلى تعزيز دفاعه في مواجهة القرصنة المعلوماتية".

back to top