خاص

رفسنجاني... التاجر ورجل الدين الذي شكّل إيران بعد الثورة (1/2)

• انخرط في السياسة بعد «الثورة البيضاء»
• حاز ثقة الخميني وتحالف مع خامنئي وأوصله إلى منصب المرشد
• أزاح الأحزاب غير الخمينية وبني صدر وجناح منتظري وألغى رئاسة الوزراء ونجح في طي حرب العراق

نشر في 10-01-2017
آخر تحديث 10-01-2017 | 00:07
في وقت تستعد إيران لتشييع رئيسها الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي توفي أمس الأول عن 82 عاماً، تستعرض «الجريدة» في حلقتين حياة هذا الرجل المؤثر في تاريخ إيران والمنطقة، التي تختزل قصة الثورة الإسلامية في إيران، وتظهر تعقيدات وتفاصيل الحياة السياسية الإيرانية التي غالباً ما تختبئ وراء شعارات سياسية ودينية، لتخفي صراعات وتناقضات متأصلة في أي مجتمع. رفسنجاني، الذي كتب في مطلع حياته سيرة «أمير كبير» تشبّه بحياة هذه الشخصية التاريخية، واختار أن يحكم إيران في الظل، وبقي هو الثابت الوحيد منذ انتصار الثورة، فيما الأشياء حوله تتغير.
توفي علي أکبر هاشمي بهرماني رفسنجاني إثر نوبة قلبية ألمت به في أحد مستشفيات شمال طهران عن عمر ناهز الـ 82 عاماً. ولد أكبر هاشمي رفسنجاني في 25 أغسطس 1934 في مدينة بهرمان بمحافظة كرمان، ضمن عائلة إقطاعية ثرية كانت تمتلك حقولا كبيرة لزراعة الفستق في منطقة رفسنجان، وكان والده ميرزا علي هاشمي، أكبر مصدر للفستق الإيراني إلى داخل البلاد وخارجها.

الدراسة في الحوزة

على الرغم من أن والده كان يفضل أن يسلك "أكبر" الذي غير فيما بعد اسمه إلى علي أكبر مسيرته في التجارة، لكن علي أكبر فضل أن يذهب إلى قم كي يتتلمذ في العلوم الدينية على يد شخصيات كبيرة في الحوزة العلمية، مثل آية الله حسين بروجردي، وآية الله روح الله الخميني، وآية الله شهاب الدين النجفي المرعشي، وآية الله محمد حسين طباطبائي، ووصل الى مرتبة حجة الإسلام التي تعتبر أول مرتبة علمية في الحوزة، وتزوج ابنة أستاذه آية الله مرعشي الذي أصبح مرجعا دينيا بعد وفاة بروجردي.

«الثورة البيضاء»

بدأ رفسنجاني معارضته السياسية العملية والعلنية بعد خطة الشاه لتقليص قوة الإقطاعيين ورجال الدين فيما عرف بـ "الثورة البيضاء" عام 1959، التي واجهت اعتراضا كبيرا من علماء الدين، إذ إن الشاه اقتطع الأراضي التي كانت ملكا لمنظمة الأوقاف التابعة للحوزات العلمية (تقدر بـ 20 في المئة من أراضي البلاد) وأراضي الإقطاعيين (تقدر بـ 50 في المائة من أراضي البلاد، وكانوا من أكبر ممولي المراجع الدينية) من ضمنهم عائلة رفسنجاني بالقوة، ووزعها على المزارعين الذين كانوا يعملون عليها. وكانت هذه المعارضة نواة تحركات اجتماعية أوصلت في النهاية الى انتصار الثورة في إيران.

شخصية سياسية

تأثر الشاب رفسنجاني بتوجهات أستاذه وصديقه آية الله الخميني السياسية، وسرعان ما تحول من طالب علوم دينية الى ناشط سياسي، وعاد للعمل في مجال تجارة عائلته وبناء العقارات في العاصمة طهران، ولكنه كان يصرف مدخوله على عمله السياسي.

سافر رفسنجاني الى بلدان مختلفة، من اليابان في الشرق الى الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية في الغرب لتوسيع تجارة عائلته، وخلال هذه الزيارات كان يلتقي شخصيات سياسية وثورية إيرانية وغير إيرانية خارج البلاد، وتأثر كثيرا بالتنظيمات الفلسطينية، وشارك في دورات تدريب عسكرية من قبل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، وتسببت أنشطته السياسية باعتقاله من قبل الشرطة السرية الإيرانية المعروفة آنذاك بـ "السافاك" عدة مرات، وسجن لأربع سنوات ونصف السنة.

ارتباطات متنوعة

ارتبط رفسنجاني بعلاقات وطيدة مع التنظيمات السياسية الإسلامية والماركسية الإيرانية قبل الثورة، ومنها "حزب المؤتلفة الإسلامي" الذي مازال ضمن أكثر الأحزاب المحافظة فعالية في البلاد، وانضم لمدة قصيرة لتنظيم "مجاهدي خلق" الماركسي، الذي تم إقصاؤه بعد الثورة. وبما أنه سجن في سجون السافاك، فإنه تعرف على العديد من الثوريين المعارضين للشاه من مختلف المشارب والمناطق، وارتبط معهم بعلاقات صداقة.

أول تكليف من الخميني

بعد إبعاد الخميني من البلاد، قام الأخير بتكليف رفسنجاني بالارتباط مع الثوريين والمعارضة في الداخل. وكونه رجل أعمال ناجحا، عينه الخميني مديره المالي لتمويل تحركاته السياسية. وقام بقية رجال الدين المعارضين لسياسات الشاه باعتماده مديرا ماليا لحملاتهم السياسية. وتمحورت أعماله على تمويل ونشر كتيبات وكتب معارضة لسياسات الشاه وإقامة جلسات دينية يقوم فيها الخطباء بانتقاد سياسات الشاه. وكان الى جانب ذلك يتكفل بعائلات الذين يتم اعتقالهم من قبل الأجهزة الأمنية، بسبب توجهاتهم السياسية الدينية وتأمين مصاريف عائلاتهم خلال وجودهم في السجن.

علاقته بعائلة خامنئي

وعلى هذا الأساس فقد عاشت عائلة المرشد الحالي علي خامنئي صديق وزميل رفسنجاني في الحوزة العلمية، في منزل رفسنجاني في السنوات التي كان خامنئي مسجونا فيها. في ذلك الحين، قام بكتابة كتابه المشهور بـ "أمير كبير" عن السيرة الذاتية لـ "ميرزا محمد تقي خان فراهاني"، الملقب بـ "أمير كبير"، والذي كان مستشار ورئيس وزراء الملك القاجاري ناصر الدين أمير، ولكنه كان يحكم البلاد في الظل، وكان يعمل على إصلاح وتطوير وازدهار البلاد، وتحويل إيران الى بلد متطور، واستطاع توحيد البلاد وتأسيس الجامعات والمصانع، ولكن حسد حاشية الملك أدت الى سوء ظن الملك به وإعدامه في النهاية.

ولم يخف رفسنجاني تأثره الكبير بشخصية "أمير كبير"، حيث كان يحب أن يلقب بـ "أمير كبير الثورة" و"باني إيران الحديثة" وحتى نهاية حياته، فضل البقاء كالرجل الثاني الأقوى في الظل.

صعوده بعد الثورة

بعد انتصار الثورة عام 1979 أصبح رفسنجاني من أقرب الشخصيات السياسية الى الخميني، وكان ينوب عنه في شتى المجالات، ومن ضمنها "لجنة الثورة الإسلامية" التي شكلت لإدارة البلاد في ظروف الثورة، وكان رفسنجاني أقوى رجل في هذه اللجنة، وكان يحظى بدعم كامل من الخميني، وتولى فيما بعد مسؤولية الإشراف على وزارة الداخلية.

بداية محافظة

أسس مجموعة "جامعة روحانيت مبارز" (مجموعة العلماء المناضلين) التي كانت ومازالت من المجموعات المحافظة، وتعتبر بجانب تنظيمات سياسية أخرى مثل حزب "المؤتلفة" و"أنصار حزب الله" و"اتحاد الطلاب المسلمين" و"الاتحاد الإسلامي لتجار البازار" من أركان الجبهة السياسية المعروفة اليوم بالمحافظين، والرئيس الحالي حسن روحاني عضو فيها.

قام رفسنجاني أيضا بتأسيس حزب "جمهوري إسلامي"، وانضم اليه كل من كانوا من مؤيدي الخميني آنذاك كي يكون هناك انسجام بين مناصري الخميني مقابل التنظيمات والأحزاب الثورية الأخرى، إبان الثورة التي شاركت فيها تنظيمات إسلامية وماركسية وليبرالية وقومية واشتراكية كانت لديها توجهات مختلفة، حيث إن البلاد كانت تواجه حربا داخلية بين هذه التنظيمات في بداية الثورة.

تأسيس الأجهزة الأمنية

أشرف رفسنجاني أيضا على تشكيل الأجهزة الأمنية والعسكرية الموالية للنظام من قبل الخميني بعد الثورة، ومن أشهرها الحرس الثوري الذي تم تشكيله عبر تجميع المجموعات المسلحة التي شكلت مع بداية الثورة للمحافظة على الأمن والنظام. شارك أيضا بتدوين الدستور وقانون الانتخابات، وتم انتخابه نائبا ورئيسا لأول مجلس شورى إسلامي (البرلمان) في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

شكل تحالفا إسلاميا قويا مقابل اليساريين في البلاد، وكان نتيجة هذا التحالف إقصاء أول رئيس جمهورية للجمهورية الإسلامية الإيرانية أبوالحسن بني صدر (الذي كان ذا توجه اشتراكي ومدعوم من منظمة مجاهدي خلق الإسلامية الماركسية) بالتعاون مع عدد آخر من رجال الدين، ومن بينهم خامنئي وبهشتي.

ثم استطاع حذف بقية التنظيمات السياسية المختلفة التي كانت تقف عقبة أمام سيطرة رجال الدين التامة على السلطة في البلاد من الساحة أو بالسياسة، أو بالحذف العسكري عبر الأجهزة الأمنية والعسكرية التي شكلها.

«مجلس التشخيص»

في أواسط عام 1981 اشتدت خلافات مجلس الشورى (البرلمان) مع مجلس صيانة الدستور على بعض القوانين التي اعتبرها الأخير منافية للشرع الإسلامي. واستطاع رفسنجاني تشكيل مجلس تشخيص مصلحة النظام بأمر استطاع أخذه من الخميني، كي يكون هذا المجلس وسيلة للاستدارة على مجلس صيانة الدستور، ورأس رفسنجاني هذا المجلس حتى وفاته.

الأقوى رغم الفضائح

رأس رفسنجاني مجلس الدفاع الأعلى إبان الحرب الإيرانية العراقية بعد اغتيال (مدربه العسكري في لبنان وصييقه) مصطفى شمران الرئيس السابق لهذا المجلس في معارك كردستان مع الانفصاليين الأكراد، عام 1981.

وبما أن رفسنجاني كان يحظى بدعم الخميني من جهة والأجهزة الأمنية والعسكرية من جهة أخرى، وكان ذا ذكاء حاد جدا، فقد استطاع أن يصعد سلالم القوة في البلاد بسرعة فائقة جدا، حيث أصبح أقوى شخصية في البلاد في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي. مع أنه واجه فضائح مختلفة، مثل فضيحة إيران كونترا (في أواسط الثمانينيات)، التي كشفت عن ارتباطات خلف الكواليس بين إيران والولايات المتحدة، لكنه كان جبلا لا تستطيع الرياح أن تزيحه.

التحالف مع خامنئي

استطاع رفسنجاني بالتعاون مع حلفائه بين أعوام 1981 و1986 إزاحة جميع خصومه السياسيين وحتى الدينيين في البلاد، وأشهرهم كان آية الله منتظري الذي كان نائبا للإمام الخميني حين ذلك.

وانقسم الشارع السياسي الإيراني في ذلك الحين بين داعم لرفسنجاني والمرشد الفعلي للنظام رئيس الجمهورية في ذلك الحين خامنئي، ومعارض لهما الذين كانوا مناصرين لمنتظري ومير حسين موسوي (رئيس الوزراء في ذلك الحين)، حيث تمت تسمية أنصار خامنئي ورفسنجاني بالمحافظين أو الأصوليين، وأنصار موسوي ومنتظري بالإصلاحيين فيما بعد.

كان الخميني يسيطر على الخلافات وتوازن القوى بين الطرفين، مع أنه كان يميل فكريا الى توجهات اليساريين أكثر من توجهات اليمينيين، ولكن بعد إزاحة منتظري بات موقف تحالف رفسنجاني وخامنئي أقوى في البلاد.

وكانت الخلافات بين الطرفين على التوجهات الفكرية والاقتصادية، حيث إن رفسنجاني وحلفاءه، الذين كانوا عموما من تجار البازار، وشخصيات براغماتية، كانت لديهم أفكار أكثر ليبرالية واتجاه رأسمالي، وكان خامنئي يعزف على وتر الانفتاح على البلدان الأخرى، في حين أن جناح منتظري وموسوي كان لديه توجهات اشتراكية ويسارية، وخاصة في الأمور الاقتصادية للبلاد، وكان يفضل سياسة بناء الجدار الحديدي حول إيران، على غرار ما قام به ستالين في الاتحاد السوفياتي السابق، حتى تستطيع البلاد النهوض بجهود صناعية واقتصادية داخلية وقطع حاجتها للخارج.

إقراره بركوب الموجة

مع أن رفسنجاني كان من مؤسسي الثورة، فإن توجهات الطلبة والثوريين في إيران في بداية الثورة كانت تميل الى اليسار أكثر منها الى التوجهات الليبرالية، وكان على رفسنجاني أن يركب الموجة ويسير مع مجرى النهر. وعندما قام الطلاب بمهاجمة السفارة الأميركية في طهران لقطع العلاقات بين طهران والغرب، اضطر رفسنجاني الى تأييدهم (1980)، لكنه عاد في عام 1990 واعترف بأنه كان يعتبر الهجوم خطأ كبيرا، وأنه كان مضطرا إلى التعامل مع الوضع.

القرار 598

وفي عام 1988، قام الخميني بتفويض قيادة القوات المسلحة لرفسنجاني، وعزا الجميع مسؤولية إقناع الخميني بقبول إيران قرار مجلس الأمن 598 الذي أنهى الحرب مع العراق على عاتق رفسنجاني، إذ إن قبول القرار تم بعد حوالي ثلاثة أشهر من تفويض قيادة القوات المسلحة له.

وعلى الرغم من أن رفسنجاني يمثل الإمام الخميني في صلاة الجمعة، وكان معروفا أن كل ما يتلوه من خطابات هي شبه بيان من الخميني، فإن إعلانه قبول القرار 598 واجه نقمة ونقدا داخليا واسعا اضطر الخميني إلى التدخل ودعم رفسنجاني بقوله الشهير إنه "هو الذي تجرع كأس السم وقبل بهذا القرار، وأن رفسنجاني كان يبلغ الرسالة فقط".

وقد توفي الإمام الخميني بعد هذا الموضوع بأشهر قليلة كي يقفل ملف الحرب.

تزكية خامنئي

استغل رفسنجاني إنابته للخميني في مناسبات عدة لدعم خامنئي، كان أولها في انتخابات الدورة الثالثة لرئاسة الجمهورية (أول دورة انتخب فيها خامنئي رئيسا)، حيث قال رفسنجاني إنه صوت لخامنئي، وإن صوته هذا هو ما يريده الخميني، ما أسهم في فوز خامنئي.

ويمكن القول إن أشهر موقف اتخذه رفسنجاني لدعم خامنئي كان بعد وفاة الخميني، حيث صرح في جلسة مجلس خبراء القيادة أن الخميني أكد له أن خامنئي جدير بنيابته، وكان لتصريحه هذا تأثير كبير في تعيين خامنئي قائدا للثورة ومرشدا أعلى.

التخلص من رئاسة الوزراء

بعد وفاة الخميني خلت الساحة لرفسنجاني وخامنئي. وقام الحليفان بخطوتهما التالية وهي التخلص من منصب رئيس الوزراء، عبر استفتاء عام على تغيير الدستور، وفق ما يناسب الحليفين، ثم ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية بدلا من خامنئي. وبات بإمكان الحليفين السيطرة على القدرة المطلقة في البلاد. وترأس رفسنجاني مجمع تشخيص مصلحة النظام كي يعلو صوته على صوت مجلس صيانة الدستور أيضا.

رفنسجاني... الرئيس الناجح

بعد انتخابه رئيسا للجمهورية عام 1989، بدأ رفسنجاني تنفيذ مشاريع اقتصادية كبيرة قلبت كل المقاييس السابقة للبلاد، واستطاع جذب استثمارات كبيرة، ومع أن البلاد خرجت من تقشف داخلي كان سببه الحرب وسياسات الحكومة اليسارية السابقة، فإن التضخم

والارستقراطية رافقت النمو والرفاه. وبما أن اليسار السياسي فقد قدرته في الحكم، فقد قام رفسنجاني بجذبهم الى جانبه في الحكومة، ودمج الشباب الذين كانوا يقاتلون في الجبهات في الحكومة كي لا يواجهوا بطالة في العمل.

الاستعانة بالعسكر

وكان رفسنجاني يعتمد كثيرا على حلفائه في الحرس الثوري في إدارة أمور البلاد، حيث فتح المجال لهم كي يدخلوا الحكومة ويتبوأوا مناصب سياسية وإدارية عليا في البلاد (الخميني كان يعارض مشاركة العسكر في السياسة). ومع أن رفسنجاني كان يتصور أنه يفضل على هؤلاء بإعطائهم مناصب سياسية وإمكانات اقتصادية، لكنهم في الواقع كانوا يتصورون أنهم مغبونون ويحقدون على السياسيين، إذ إنهم قاتلوا وجاهدوا في الجبهات، في حين أن السياسيين يتنافسون على المكاسب وهم على مكاتبهم.

على بعد خطوة من «أمير كبير»

كان رفسنجاني في ذلك الحين يتصدر المشهد السياسي والتنفيذي، وكان أقوى رجل حتى المرشد الأعلى لم يكن، رغم سلطاته، قادرا على منافسته. وكاد حلم رفسنجاني لإكمال طريق "أمير كبير" يتحقق، حيث لقبه أنصاره بـ "أمير كبير" و"البناء الكبير" الذي قام بإعادة بناء البلاد.

استغل رفسنجاني قوته التنفيذية بجدارة، وقام بإقالة وإبعاد كل معارضيه، وجرت عمليات اغتيال في الداخل والخارج، اتهم رفسنجاني بأنه أعطى الضوء الأخضر لتنفيذها.

ومع أن الغرب كان يعارض ظروف حقوق الإنسان خلال عهده، فإنه كان يحبذ التعامل مع شخصية براغماتية مثل رفسنجاني، ولهذا فإن علاقات إيران مع الغرب تطورت بشكل مشهود إبان حكمه.

احتلال الكويت

إضافة الى ذلك، استغل رفسنجاني سياسته البراغماتية وعلاقاته مع المناضلين العرب، وبنى جسور علاقات وطيدة مع أكثر الزعماء العرب يمكن القول إن أ-شهرها كان مع الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، والأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، حيث كانت لهذه العلاقات تأثير في إدانة إيران احتلال العراق للكويت، وأعطى رفسنجاني وقتها أمرا مباشرا للسفارة الإيرانية في الكويت لمساعدة الكويتيين للجوء الى إيران وتأمين حماية خاصة لكل من هم من العائلة الحاكمة أو الشخصيات السياسية الكويتية التي تريد اللجوء الى إيران.

إعادة انتخابه

تمت إعادة انتخاب رفسنجاني عام 1993 لولاية ثانية، بدأ خلالها البحث بإعادة العلاقات مع الولايات المتحدة وتوطيد العلاقات مع الغرب، لكن اتهامه من قبل محكمة المانية بالتورط في عملية "ميكونوس" الى جانب خامنئي وترت العلاقات بين إيران والغرب، وأدى ذلك الى توقف الجهود الرامية لإعادة العلاقات مع الولايات المتحدة.

حاول رفسنجاني إعادة بناء جسور علاقاته مع اليساريين ورجال الدين التقليديين، لكنه أدخل فلسفة حكومة دينية جديدة، كانت تناقض الفكر الذي كان يسمح بسيطرة رجال الدين على جميع نواحي الحياة، والتدخل في أمور المواطنين الشخصية والعائلية.

بدء الخلاف مع خامنئي

في ذلك الحين، بدأت بذور الخلاف بين رفسنجاني وخامنئي تنمو. إذ إن خامنئي تزعم رجال الدين التقليديين الذين كانوا يؤيدون خطوات رفسنجاني الاقتصادية وبرامجه لإعادة الإعمار، ولكنهم كانوا يعارضون توجهاته الاجتماعية والثقافية التي كانت تميل الى الثقافة الغربية، وكان على خامنئي أن يلحق بأفكار التيار الذي كان يتزعمه، رغم صداقته وتحالفه مع رفسنجاني.

في هذا الحين بدأ تشكيل نواة مجموعات اجتماعية وعسكرية، كان أشهرها مجموعة باسم "أنصار حزب الله" تحت قيادة خامنئي، تعمل على مواجهة النفوذ الثقافي الغربي. وبدأ خامنئي يبني قدرته السياسية من خلال جذب معارضي رفسنجاني وحماية رجال الدين التقليديين. لم يعر رفسنجاني هذا الموضوع اهتماما كبيرا، على العكس، قام بإعطاء اليساريين السابقين مناصب كبيرة في الحكومة. وهنا بدأت الهوة تتسع بين الحليفين السابقين.

خامنئي ينعى «رفيق النضال» رغم الخلافات

وصف المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني، بأنه «رفيق نضال» رغم «الخلافات».

وكتب خامنئي في رسالة نشرتها وسائل الإعلام: «بأسف، تبلغت الوفاة المفاجئة لرفيق نضال قديم. إن تعاوننا عمره 59 عاما. هذا الرحيل قاس للغاية»، مضيفا: «الخلافات لم تنجح أبدا في القضاء تماما على صداقتنا».

هاشمي بعمامة بيضاء

لا ينتمي الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني إلى بني هاشم، لذلك لا يلبس العمامة السوداء، وهو ليس من «السياد»، كما يطلق شيعة لبنان على الذين ينتسبون إلى أهل بيت الرسول الأكرم.

وجاء لقب هاشمي نسبة إلى جده هاشم، وهو من القلائل الذين يحملون لقب هاشمي في إيران، ولا ينتسبون إلى أهل البيت، حيث إن معظم الذين يلقبون بالهاشمي في إيران يرفعون نسبهم إلى الرسول.

أبناؤه يتنقلون بين السجون

ملاحقة فائزة

في عام 2012، أصدرت محكمة إيرانية حكما بالسجن 6 أشهر والحرمان 5 سنوات من النشاط السياسي والثقافي والإعلامي، على فائزة رفسنجاني، ابنة الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني، بعد إدانتها بتهمة «الدعاية ضد النظام».

الحكم على فاطمة

في عام 2014، حكم القضاء الإيراني على فاطمة رفسنجاني، نجلة رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، بالسجن 6 أشهر، لإدانتها بالإساءة لرئيس مجلس الشورى علي لاريجاني خلال الدفاع عن شقيقها مهدي في اجتماع للمجلس.

سجن مهدي

حكم القضاء على مهدي هاشمي، نجل الرئيس الأسبق، بالسجن 10 سنوات، بتهم الإخلال بالأمن القومي والاحتيال واختلاس أموال وتزوير.

وكان مهدي دعم بشكل فاعل المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي في انتحابات عام 2009، التي تلتها الثورة الخضراء. غادر هاشمي البلاد، ليستقر في المملكة المتحدة، قبل العودة في سبتمبر 2012 إلى طهران، حيث سجن مرتين.

حقق إنجازات اقتصادية وانفتح على الغرب والعرب

كلفه الخميني بالاتصالات السياسية بعد إبعاده من البلاد وعينه مديره المالي

استطاع بذكائه أن يصبح أقوى شخصية رغم الفضائح التي ارتبطت به
back to top