حياة الفنانين الراحلين وأسرارهم بالفضائيات فراغ أم إفلاس؟!

نشر في 08-01-2017
آخر تحديث 08-01-2017 | 00:04
تشكّل سيرة النجوم الراحلين الذاتية وأسرارهم مادة ثرية تعتمد عليها فضائيات عدة لرفع نسبة مشاهديها، لا سيما أن شداً وجذباً بين أهل الفنانين وغيرهم يعقبان عرض أي أخبار في هذا المجال، مما يجعلنا نسأل هل هو «الفراغ أم الإفلاس» الذي يدفع الجميع إلى البحث في مواضيع مستهلكة؟
في برنامج «العاشرة مساء» مع وائل الإبراشي، انتقد محمد شبانة وثيقة عرضتها جانجاه حسني تظهر زواج سعاد حسني من عمه عبد الحليم حافظ، مؤكداً أنها مزورة لأسباب عدة ساقها في حواره.

وكانت جانجاه حسني، أخت سعاد حسني، أصدرت كتاباً بعنوان «أسرار الجريمة الخفية»، توضح فيه كيف قتلت سعاد، وتناقش أيضاً زواج الأخيرة من عبد الحليم حافظ، كما تزعم، حيث نشرت وثيقة تقول إنها ليست مزورة.

مشكلة أخرى أبطالها ورثة أحمد منيب في مقابل «الكينغ» محمد منير، إذ منعوه من الاستعانة بتراث منيب الفني، خصوصاً بعد مسلسل «المغني» الذي عرض في رمضان الماضي، وطالبوه بدفع مستحقاتهم عن حق الأداء العلني لأعمال الفنان الراحل.

الغريب أن في الذكرى السنوية لرحيل كثير من الفنانين تفتح البرامج التلفزيونية دوماً الملفات القديمة، أبرزها قصة الحب التي جمعت بين عمر الشريف والراحلة فاتن حمامة، أو الفنانة الراحلة صباح التي طاولتها الإشاعات في حياتها وفي أيامها الأخيرة وبعد رحيلها، ولم يتوقف الحديث حول تعدد زيجاتها... وغيرهم من النجوم الأكثر جدلاً سواء في حياتهم أو بعد رحيلهم.

آراء

يقول الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن تناول الإعلام أسرار الفنانين وحياتهم الشخصية بعد وفاتهم من خلال مناسبات عدة يفتقد إلى الأخلاق الإعلامية، إذ يتسبب في اختلاق موضوعات وحكايات وقصص عاطفية تفتقد إلى الدقة من بعض المتحدثين والضيوف، وهو أمر لا يتناسب مع القيم. ويوضح كيف أن ثمة من يتناول السيرة الذاتية لشخصية فنية، وبعد فترة يطل أقاربها لنفي وقائع صدرت خلال البرنامج، لذلك يجب التدقيق قبل أن ندخل في القيل والقال والنميمة، وهو ما يشير إلى إفلاس إعلامي وأن البرامج هدفها البيع والإثارة.

العالم يؤكد أن هذا الأمر يساهم في انتشار الإشاعات عموماً، إذ يتناول البعض سيرة الراحلين وأخباراً عنهم من دون أي دليل، فيما هم طبعاً يعجزون عن الدفاع عن أنفسهم، وهكذا تفتح وسائل الإعلام ذراعيها لأي شخص ليقول أي كلام لديه.

كذلك يوضح الدكتور محمود علم الدين، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن البرامج التلفزيونية تنظر إلى الفنانين كأشخاص محبوبين ولهم كثير من المعجبين، فتحاول البحث عن تاريخهم لجذب المشاهدين وتسرف في الأمر حتى أنها تعرض أموراً غير صحيحة عنهم، مشيراً إلى أن هذا النوع من الإعلام يختلق أحداثاً عن الفنانين عبر إعلاميين يعتقدون أنهم يملكون أسرار هؤلاء، وتتكرر هذه الظاهرة خلال مواسم مختلفة مثل ذكرى عبد الحليم حافظ أو سعاد حسني وزبيدة. يتابع: {لا يمكن تصنيف ذلك إلا في دائرة الإفلاس الفني، وهذه القضايا ما زالت تحتفظ بجذب جماهيري كبير تدفع البرامج ومقدميها إلى تناولها مرات عدة}.

إثارة الجدل

الناقد السينمائي طارق الشناوي يرى أن ثمة أشخاصاً قريبين من الفنانين يجذبون الجمهور والإعلام والصحافة، فنجد هذه الأيام مثلاً جانجاه حسني، أخت الراحلة سعاد حسني، التي استطاعت أن تثير هذه الأطراف كافة من خلال كتابها وظهورها في أحد البرامج. يتابع: «تتكرر هذه الأمور في حالات مماثلة كأنها صيحة لملء ساعات الإرسال الطويلة بمادة مثيرة للجدل تحظى بقبول جماهيري وتجذب الإعلانات، ذلك بعيداً عن المحتوى أو إضافة أي جديد للمتلقي».

back to top