بالعربي المشرمح: ماذا بعد «داعش»؟!

نشر في 07-01-2017
آخر تحديث 07-01-2017 | 00:08
 محمد الرويحل يبدو أن نهاية تنظيم «داعش» قد اقتربت، فمعظم قياداته لقوا حتفهم أو غادروا إلى جهة ما، ولم يبقَ منهم سوى مجاميع متناثرة، منها من آمن بفكرته وفكره، ومنها من تورط ولا يستطيع التراجع، وسيتم القضاء عليه ليضمحل كما اضمحل تنظيم القاعدة، ولكن ماذا عن الميليشيات الأخرى التي أكدت عدة تقارير استخباراتية وإعلامية وجودها في مناطق النزاع، وغالبيتها ينظر إليها الغرب على أنها أيضاً إرهابية، وإن كانت تحارب «داعش» ومدعومة من أنظمة كإيران وسورية والعراق؟

فليس من المنطق أن تستثنى تلك المنظمات الإرهابية من الحرب على الإرهاب، وإن كانت حالياً مستثناة بسبب محاربتها لـ«داعش» ولسان حال أميركا والغرب يقول «حيلهم بينهم ولنا الصافي»، وهو أمر سيكون عائقاً لهما في المستقبل القريب، وخاصة بعد القضاء على «داعش»، وبدء مرحلة إعمار المناطق المدمرة في سورية والعراق التي ينتظرانها بفارغ الصبر لتنمية اقتصاد بلدانهما، حيث ستكون تلك الميليشيات الإرهابية خطراً جديداً على شركاتهما في المرحلة المقبلة، الأمر الذي يجعلنا نتكهن بوجوب القضاء عليها أيضاً، وتأمين المنطقة وتهيئتها للشركات الأميركية والغربية لإعادة إعمارها، ولكن كيف سيتم القضاء على تلك الميليشيات وهي مدعومة من دول تملك القرار السياسي والعسكرى في المناطق المخطط لإعمارها؟!

نعتقد، كمراقبين، أن الأمر في سورية والعراق لم ينتهِ بعد حتى وإن تم القضاء على «داعش» تماماً، فواقع الحال يستلزم معه تأمين المنطقة كلها وتنظيفها من كل الميليشيات الإرهابية، حتى وإن كانت تحارب «داعش»، لذلك نعتقد أن المرحلة المقبلة ستستغرق بعض الوقت لتحقيق الهدف، والسؤال هنا: كيف سيتخلص الأميركان والغرب من تلك الميليشيات؟! بمعنى أن أميركا والغرب استغلا تلك الميليشيات وروسيا في حربهما على «داعش» بدلاً من قيامهما بهذه المهمة، وبالتالي حافظا على أرواح جنودهما وأموالهما بهذه الحرب، فهل سيفعلان ذات الفعلة مع تلك الميليشيات، ومن الذي سيحل بدلاً منهما في محاربتها؟

يعني بالعربي المشرمح:

ما بعد «داعش» سيكون الدور على الميليشيات الإرهابية التي حاربت هذا التنظيم والمدعومة من إيران والعراق وسورية، للقضاء عليه، وسيحدد الأميركان والغربيون من الذي سيقوم بهذا الدور، وبهذا يكونون قد طبقوا نظرية الحرب البديلة، وحققوا أهدافهم دون خسائر من جانبهم، كما حصل لهم في حربهم على أفغانستان والعراق، وما نخشاه أن يكون البديل هو قوات درع الشمال التي شارك فيها أكثر من 20 دولة عربية وإسلامية بقيادة الشقيقة الكبرى السعودية.

back to top