خاص

السفير مؤمن لـ الجريدة•: للكويت أيادٍ بيضاء في جيبوتي ونطمح لجذب الأموال لدينا

«أتوقع زيارة رئيسنا للكويت خلال النصف الأول من هذا العام»

نشر في 07-01-2017
آخر تحديث 07-01-2017 | 00:05
أكد سفير جيبوتي لدى الكويت محمد مؤمن أن بلاده جزء من العالم العربي، وتعمل ضمن إطار جامعة الدول العربية، مبيناً أنها تحترم القرارات الدولية بشأن اليمن وتدعم الحكومة الشرعية هناك.
وقال السفير مؤمن، في حوار مع «الجريدة»، إن بلاده ترفض التدخل الخارجي في شؤون أي دولة، مشدداً على أن لا علاقة بينها وبين إيران، وأن كل ما يشاع عن تدريب سفن إيرانية في جزر جيبوتي عارٍ تماماً من الصحة.
وأشار إلى أن المنظمات الخيرية الكويتية لها دور كبير في تطوير المرافق الحيوية في جيبوتي، وتعمل على تحديث البنية التحتية لها، وتساهم في توفير مواد الإغاثة اللازمة للاجئين اليمنيين الذين يتوجهون إليها بسبب الحرب الدائرة في بلادهم... وفيما يلي تفاصيل الحوار:

• نبدأ بالعلاقات بين الكويت وجيبوتي... كيف تقيمونها وهل ثمة جهود لتعزيزها؟

- العلاقة بين البلدين تاريخية وليست وليدة الأمس، فمن جهة كان أهل الكويت أهل بحر وتواصل، ونحن كذلك في القرن الإفريقي على ضفاف البحر الأحمر كنا أهل تواصل، إذ كان أجدادنا وآباؤنا يتواصلون دائما مع الدول المطلة على البحر والخليج العربي مثل الكويت، ومن جهة أخرى ازدادت هذه العلاقة عندما طالبت جيبوتي باستقلالها، وكانت الكويت من أشد الداعمين لنا، ونادت بحصولنا على حريتنا، وكانت مع تنميتنا، وكما هو معلوم فإن سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد كان في تلك الفترة وزيراً للخارجية الكويتية، وكان له دور ملموس ومؤثر في هذا الإطار سواء على مستوى الدول العربية أو منظمات المؤتمر الإسلامي أو الأمم المتحدة، كما كان لجيبوتي موقف واضح من تعرض الكويت للاعتداء العراقي، إذ طالبت بخروج الغازي والمعتدي، ونادت باسترداد أهل الكويت سيادتهم وشرعيتهم، ومن هنا نستطيع القول إن العلاقة بين البلدين على أعلى مستوى في هذا الإطار بدعم من قيادة الجانبين صاحب السمو ورئيس جيبوتي.

وكذلك على مستوى الوزراء من خلال المؤتمرات العربية والإسلامية التي تعقد داخل الكويت وخارجها، فمسؤولو البلدين على تواصل دائم، إذ زار النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد جيبوتي مرتين تقريبا منذ افتتاح السفارة، كما زار وزير خارجيتنا الكويت أيضا بدعوة من الخالد، ونطمح في وقت قريب أن يزور رئيس الجمهورية الكويت لتكون هي الزيارة الأولى له بعد تنصيبه رئيسا، وأتوقع أن تكون في النصف الأول من العام الحالي.

ويقوي العلاقات بين البلدين ويدعمها وجود المنظمات الخيرية الكويتية في جيبوتي، ولابد هنا من الإشارة إلى دور الصندوق الكويتي المشهود بعد استقلال جيبوتي من الاستعمار الفرنسي، إذ ساهم في تطوير أهم مرفق في البلاد وهو ميناء جيبوتي، ومازال يساهم في إنشاء وتطوير الطرق والجسور والموانئ داخل الدولة.

• بناء على تلك العلاقات القوية... ما أوجه التعاون بين البلدين؟

- للتمثيل الدبلوماسي في هذا الجانب دور بارز، لكننا نطمح من الكويت كدولة استثمارية وصاحبة خبرات كبيرة في التجارة الإقليمية أن تولي وجهتها الاستثمارية قِبَلَ جيبوتي، ورغم أن دولتنا صغيرة في مساحتها فإنها تعتبر مدخلا كبيرا لكثير من الأسواق، وتعد الميناء الأول للتجارة الإفريقية إذ يمر عبرها نحو 95 في المئة من هذه التجارة، وبالتالي فإن الاستثمار فيها هو منفذ لدول القارة.

أما في مجال التعاون العمالي، فجيبوتي دولة غير مصدرة للعمالة، بل على العكس هي تستورد عمالة من الدول المجاورة لها، لكننا نطمح قريبا أن نصدر للكويت بعض العمالة المدربة فنيا، كما بدأنا مع السعودية وقطر في هذا الإطار، رغم أن التعاون الفعلي بين جيبوتي وقطر يتمحور حول الاستثمار.

• بالحديث عن الاستثمار، ما الفرص المتاحة لديكم في ذلك؟

- فرص الاستثمار لدينا كبيرة ومتعددة، كالاستثمار في القطاع اللوجيستي والصناعي، فجيبوتي قبل الاستقلال كانت تملك ميناء واحدا فقط، وبعد استقلالها أصبح لديها أكثر من 4 موانئ، ولديها ثلاثة محاور رئيسية، وكل ذلك يحتاج إلى نوع من المتابعة اللوجيستية، كما تعد جيبوتي منطقة مؤهلة للصناعة وتصديرها للدول المجاورة، ويمكن أن تكون محطة مهمة لتصدير الصناعات للدول المجاورة لها مثل إثيوبيا التي يقدر عدد سكانها بنحو 100 مليون نسمة، ومن ثم فهي تمثل سوقا كبيرا للاستثمار، كما أن جيبوتي عضو في دول الكوميسا وهي سوق مشترك لدول شرق إفريقيا يقدر عدد سكانها بنحو 450 مليون نسمة، وهي تقريبا نحو 19 دولة بحاجة فعلية لاستيراد الصناعات التي يمكن إنجازها على أرض جيبوتي باستثمارات كويتية، ولقد تمت دعوة وزير المالية والاقتصاد المكلف بالصناعة مع وفد كبير لتغطية هذا الجانب في نوفمبر 2014، ونظمنا يوماً مفتوحاً في غرفة تجارة وصناعة الكويت برئاسة علي الغانم.

• هل لمستم تقبلاً من القطاع الخاص في الكويت لهذه الفكرة؟

- كانت هناك رغبة منه، لكن هناك نوعاً من التحفظ والخوف من القارة الإفريقية بسبب ما يشاع عنها، ومن هنا أقول لا داعي للخوف فالمستثمرون في القارة كثيرون، وقانون دولتنا في الاستثمار، على سبيل المثال، قانون مميز، كما أن جيبوتي هي الدولة الوحيدة التي نجت من ربط الاستعمار الفرنسي عملتها به منذ أربعينيات القرن الماضي، فالفرنك الجيبوتي ثابت القيمة وقابل للتحويل في أي وقت وأي مكان، والمستثمر يملك الحرية في تحويل المكاسب، وهو ما ليس متوفراً في أي دولة أخرى، لأن عملتنا مرتبطة بالدولار، وبالتالي هذه ميزة مهمة للمستثمرين، كما أن التسهيلات البنكية موجودة.

وللدول العربية نصيب من الاستثمار لدينا، وأولها الإمارات التي تعد المستثمر الرئيسي في جيبوتي، وكذلك القطاع الخاص الأردني الذي يطمح عبر جيبوتي للاتصال بدول الكوميسا بدعم من حكومة عمان.

ونحن في إطار إنهاء الاتفاقيات الخاصة بالتجارة الحرة مع الأردن، ونطمح لأن يحدث الشيء نفسه مع الكويت، رغم أن الاتفاقيات التجارية معها موجودة منذ عهد رئيس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد ولكنها لم تفعّل بالشكل المطلوب.

وبشأن الخوف على رأس المال، أحب أن أوضح أن جيبوتي عضو في جامعة الدول وهناك مؤسسة عربية مقرها بالكويت تسمى مؤسسة ضمان الاستثمار والتجارة وجيبوتي عضو فيها، وهي مؤسسة معنية بحماية الاستثمار من المخاطر السياسية.

• هل هناك ما يجعل المستثمر يخشى الذهاب إلى جيبوتي؟

- لا، والواقع أن ذلك يحدث بسبب الهالة الموجود حول القارة دون علم، ونحن نرحب بكل من يريد معرفة بلادنا على أرض الواقع.

وقريبا سيزور جيبوتي وفد تجاري من رجال الأعمال الأردنيين.

وقبل شهرين أسسنا اللجنة العليا للاستثمار ويتولى رئاستها رئيس الجمهورية، وفي هذا دليل على الاهتمام الكبير بهذا الجانب من الدولة، واليوم الأتراك والصينيون في طريقهم لإنشاء منطقة اقتصادية خاصة بهم في جيبوتي، ولكن لا ندري لماذا التردد من أشقائنا العرب وجيبوتي على مرمى حجر من دولهم وصاحبة موقع متميز.

• رغم امتلاك جيبوتي الطبيعة السياحية الرائعة لم نرَ أي سائح فيها ولم نسمع عن رحلات سياحية لها... ما تعليقكم؟

- لدينا عدد لا بأس به من السياح ولكنه متخصص في مجالين من السياحة هما الغوص والصيد البحري.

وقافلة الملح التي كانت تخرج من بحيرة، مثل البحر الميت تعد الأولى في إفريقيا من حيث الانخفاض، إذ كان أهل المنطقة قديماً يحملون الملح على جمالهم ويذهبون به إلى هضبة الحبشة لتبادل البضائع مع غيرهم، ومازال هذا موجودا إلى الآن ولكن على شكل سياحي.

• هل من محاذير معينة تمنع تنمية قطاع السياحة لديكم إلى الآن كبيع الخمور مثلاً كما هو الحاصل في السعودية؟

- لا توجد لدينا محاذير من مثل ذلك، لاسيما في الأماكن السياحية الكبيرة والفنادق، ولكن العقبات تكمن فقط في الاستثمار بذلك القطاع، وأعتقد أن الصينيين قريبون من ذلك ونحن منفتحون على الاستثمارات العربية في مجال السياحة، ولدينا أجمل قاعة بحر في إفريقيا تشبه الحديقة اليابانية.

• هل تسمحون بالصيد البري مثل السودان؟

- لا للأسف، فهذا النوع من الصيد غير متاح لدينا.

•سياسياً... سمحت الحكومة أخيراً بإقامة قاعدة سعودية، ما دلالات ذلك وما دور جيبوتي في حرب اليمن؟

- اليمن دولة جارة وشقيقة ويربطنا بشعبها تاريخ عريق وطويل جدا وامتداد سكاني، وما يضرهم يضرنا، ونحن أكثر الناس تأثرا بمشاكلهم، فقديما استقبلنا لاجئين وأجانب منها، وفي منتصف التسعينيات كذلك، واليوم نستقبل لاجئي اليمن ومن أراد الذهاب إلى الدول الأخرى عبر جيبوتي، فنحن الدولة الوحيدة التي فتحت بوابتها البحرية لليمنيين كلاجئين أو لاتخاذها معبراً لدول أخرى.

وموقفنا من القضية اليمنية واضح جدا وهو ما اتخذته الجامعة العربية كدعم الحلف العربي، وقرارات الأمم المتحدة من دعم الحكومة الشرعية.

وبالنسبة إلى السعودية فعلاقتنا بها متميزة مثلها مثل الكويت، وكان لها دور أيضا في استقلال جيبوتي وعملية التعريب داخلها من خلال التعليم العربي، فضلاً عن الدعم الاقتصادي على مستوى البنية التحتية.

والقاعدة الموجودة في مياهنا لفرنسا وأميركا، لكن لدينا تسهيلات بحرية لدول أخرى مثل الصين واليابان، ونرحب بالمملكة إذا ما أرادت مثل هذه التسهيلات، وفي الأخير القرار سيادي.

وأعتقد أن الموضوع فيه مصلحة مشتركة نظرا لأهمية حماية مضيق باب المندب وهو الممر التجاري الحيوي، وسلامته مهمة للبلدين ولجميع الدول العربية، وليس بغريب إذا ما أعطيت السعودية تسهيلات في ذلك الجانب.

• بعض التقارير تذكر أن جيبوتي استقبلت مساعدات إيرانية لإدخالها اليمن... ما تعليقكم؟

- لا يوجد تعاون بيننا وبين إيران، وليس لطهران تمثيل دبلوماسي حاليا في جيبوتي، لأننا قطعنا العلاقات معها بعد عاصفة الحزم الأخيرة، وكل ما يجمعنا بها الآن هو الاشتراك في منظمة دول التعاون الإسلامي، ولا مصالح مشتركة بيننا.

• لكن وكالة فارس تحدثت عن سفن إيرانية في جيبوتي.

- بعض الصحف تخلط بين جيبوتي ودول أخرى في المنطقة، ربما لعدم معرفتها بدولتنا أو لأسباب أخرى، ومن ضمن ذلك إقحام جيبوتي في موضوع تدريب السفن الإيرانية، وكل ما نرجوه في هذا الصدد، أن تتحرى وسائل الإعلام الدقة قبل نشر اخبار مثل هذه، وضرورة معرفة الأخبار من مصدرها الصحيح. كما لا يجوز أن تتناول الصحافة الأمور بالسخرية من بعض الدول أو شعوبها، وعموما لا علاقة لجيبوتي بإيران.

• أنتم متضامنون مع العرب؟

- أمر تلقائي وبدهي، وإن لم نفعله فلن يقبله شعبنا، فاليمن بلد شقيق ونرفض الاعتداء عليه.

• إذاً كيف تنظرون للتهديات الإيرانية للمنطقة وخصوصاً دول الخليج؟

- نحن نطالب دائما بعدم التدخل في شؤون الدول سواء كان ذلك من إيران أو غيرها، لأن الشعوب حرة في اختيار سياساتها المناسبة لها، لذا يجب احترام المواثيق الدولية، وأعتقد ان الوحدة الوطنية الموجودة في دولة مثل الكويت تعد حصانة من أي شيء آخر، فالشعب الكويتي متكاتف ومتضامن تحت قيادة واعية حكيمة وكذلك كل شعوب الخليج.

وأرى أنه مادام المجتمع متحداً ومتكاتفا فلا خوف عليه، كما أعتقد ان دول الخليج لديها رادع قوي ضد أي تدخل إيرانيا كان أم أجنبياً، والدليل التضامن الذي رأيناه في قضية اليمن.

•أين تقف جيبوتي من القضية السورية خصوصا أن العالم العربي منقسم بين مؤيد لرحيل بشار ومعارض لذلك؟

- جيبوتي مع الإجماع العربي، وتلتزم بقرارات الجامعة العربية التي علقت عضوية سورية فيها، كما تفخر بأنها الدولة الوحيدة وفق تقارير الأمم المتحدة التي لا تملك مقاتلا منها لدى الجماعات المتطرفة او لدى نظام بشار، ونهجنا واضح في المشاكل التي تحدث حولنا وهو الالتزام بالمواثيق الدولية وقرارات المنظمات التي نحن أعضاء بها، ولا نؤمن بالعنف بل نحبذ دائما التفاوض والحوار لحل الأزمات.

• كيف وجدت إقامتك في الكويت؟

- أنا في بلدي الثاني، ومستمتع بإقامتي بين أشقائي وأهلي، ومعجب كثيرا بتقاليد الكويتيين، إذ زرت ديوانياتهم، وهذه هي السنة الخامسة لي هنا، وأشارك أهل البلد في الأفراح والأحزان، كما أن جو الكويت ممتع في الشتاء، ونتمتع هنا برعاية المسؤولين بدءا من صاحب السمو وكذلك وزير الخارجية ونائبه خالد الجارالله.

• كلمة أخيرة.

- قبل أن أختم حديثي لابد من الإشادة بدور الجمعيات الأهلية الكويتية في جيبوتي وهي التي دعمت انتفاضة شعبنا لنصرة اليمنيين بتوفير ما يحتاجون إليه من مواد إغاثية وغذائية، كما فتحت قرى كانت مخصصة لأبناء جيبوتي للنازحين من اليمن والذين يقدر عددهم بنحو 20 ألفا منهم خمسة آلاف في المعسكر و15 في العاصمة.

وفي النهاية، أشكر لـ "الجريدة" حرصها على التواصل ومعرفة ثقافة شعب جيبوتي، ونقل صورتها للعالم العربي.

لا علاقات لنا مع إسرائيل

أكد السفير الجيبوتي أن دولته لا تربطها أي علاقات مع إسرائيل سواء اقتصادية أو سياسية، وليس لدينا تمثيل لها سواء في الخفاء أو العلن، ومنذ استقلالنا لا علاقة لنا بها.

واضاف: «بلدنا جزء من العالم العربي، وعضو في الجامعة العربية ونعمل في هذا الإطار».

ورغم معوقات التواصل التي خلفها لنا الاستعمار مثل صعوبة تعلم اللغة العربية، لكن الروابط بيننا وبين الدول العربية موجودة، وكوادر الدولة تتحدث "العربية" وكذلك الوزراء والسفراء.

وطموح رئيس الجمهورية منذ اليوم الأول لتنصيبه هو أن تندمج جيبوتي مع محيطها العربي والإفريقي ليس سياسياً فقط بل اقتصادياً أيضا، وهو ما يؤدي إلى ديمومة العلاقات مع الدول العربية والإفريقية المجاورة.

ونطمح إلى الوصول بواردات الصناعة إلى جنوب السودان والكونغو والدول المجاورة، ونحن نملك القدرة على ذلك من وسائل نقل وموانئ وطرق تخدم ذلك الاتجاه وبنية تحتية.

ندعم قرارات الجامعة العربية والحكومة الشرعية في اليمن

قطعنا علاقاتنا بإيران بعد عاصفة الحزم... ولا تدريب لسفنها على جزرنا

شعبنا انتفض نصرة لليمن بدعم من منظمات الكويت الخيرية

مع السعودية في الحفاظ على مصالحها وأمنها القومي ونقدم لها ما تريد من تسهيلات
back to top