وثيقة لها تاريخ : بن مشعل باع بقية حوطته على المستشفى الأمريكاني بمبلغ 1900 روبية

نشرنا في الأسبوع الماضي وثيقة جميلة يرجع تاريخها إلى عام 1929م، تثبت ملكية المرحوم إبراهيم بن مشعل لأرض بجانب أرض المستشفى الأمريكاني الذي تأسس في عهد الشيخ مبارك الصباح. وأشرنا إلى أن ورقة الملكية الأصلية قد ضاعت، وتم إصدار الوثيقة التي نشرناها الأسبوع الماضي بدلاً منها بشهادة اثنين من رجال الكويت المعروفين آنذاك. واليوم ننشر تتمة الموضوع، حيث باع إبراهيم بن مشعل أرضه التي نتحدث عنها على الجمعية الخيرية الأميركية، التي تملك المستشفى الأمريكاني. وقد حددت الوثيقة موقع الأرض، ووثقت أسماء الجيران، وبينت قيمة البيع، وهو 1900 روبية وذلك في عام 1929م. وإليكم نص الوثيقة:

"السبب الداعي الى تحرير هذه الاحرف الشرعية هو انه قد باع ابراهيم بن مشعل من حاملي هذا الكتاب جمعية خيريت المريكانين وهم ايضا قد اشتروا منه ما هو ملكه وتحت تصرفه وهو الربع القبلي بقية حوطته الواقعة في محلة النفود يحد المبيع قبلة ملك المشترين جمعية خيريت المريكانين والجدار يخص المريكانين وشمالا بيت عبدالعزيز بن محمد السهلي والجدار لعبدالعزيز الا قدر الباب فهو للمشترين وجنوبا حوطة الفلاح والجدار للفلاح بثمن قدره وعدده الف وتسعماية ربية سكة مسلمة من يد المشترين الى يد البائع ابراهيم المذكور قبضه بالوفا والتمام قبضا برئت به ذمة المشترين جمعية خيريت المريكانين براءة شرعية ومن حين البيع رفع البائع يده عن المبيع ووضع المشترين يدهم عليه فكان بيعا صحيحا شرعيا وشراء محررا مرعيا مشتملا على الرضا والقبول خاليا من الموانع الشرعية فبموجب ما ذكر من البيع وتسليم الارض صار الربع القبلي بقية حوطة ابراهيم بن مشعل مالا وملكا للمشترين جمعية خيريت المريكانين من سائر املاكهم يتصرفون فيها تصرف اهل الاملاك في ملكهم واهل الحقوق في حقوقهم لا ينازعهم بها منازع ولا يعارضهم بها معارض بوجه ولا سبب من الاسباب وعليه جرا تحريرها في يوم الحادي عشر من ذالقعدة لسنة الف وثلثمائة وثمانية واربعين هجرية على صاحبها افضل صلاة وازكى تحية في 11 ذالقعدة سنة 1348".

ويمكن القول إن هذه الأرض تقع فيما يعرف بين الناس بفريج الخرافي والساير، حيث توجد عدة منازل للأسرتين الكريمتين بعضها مقابل ساحل البحر مباشرة وأمامها نقع بحرية لرسو السفن. ومن المفيد أن ننشر مع هذه الوثيقة صورة جوية للحي القبلي لمدينة الكويت توضح موقع الأرض والبيوت المحيطة بها، كما يبدو أيضاً المستشفى الأمريكاني بعد توسعته، والمستوصف القبلي الذي تم هدمه مؤخراً، وضمت أرضه إلى مجلس الأمة ومسجد الساير القبلي وغير ذلك.