إيوان ماكغريغور: أرغب في الوقوف وراء الكاميرا منذ فترة طويلة ولم آخذ عطلة منذ 20 سنة!

نشر في 06-01-2017
آخر تحديث 06-01-2017 | 00:00
دخل الممثل الاسكتلندي إيوان ماكغريغور عالم الإخراج عبر فيلم American Pastoral (الريفية الأميركية) المقتبس من رواية فيليب روث. مقابلة معه للتحدث عن مسيرته المهنية...
من بولنسكي إلى وودي آلن وريدلي سكوت وتيم بورتون، عملتَ مع كبار المخرجين. هل أخافتك تلك التجارب أم ألهمتك وجعلتك تمشي على خطاهم؟

كنت أرغب في الوقوف وراء الكاميرا منذ فترة طويلة، قبل أن أتعاون مع هؤلاء المخرجين الكبار. سُئلتُ في إحدى المقابلات التلفزيونية القديمة: «أين ترى نفسك بعد عشرين سنة»؟ فأجبتُ أنني أرى نفسي كممثل ومخرج. كنت محقاً!

لماذا بدأتَ تحقق حلمك اليوم؟

لا أريد التذمر من طبيعة حياتي لكني لم آخذ عطلة حقيقية منذ عشرين سنة. تبقى الاستراحات نادرة في حياة الممثلين. تلاحقت الأفلام ولم أجرؤ على أخذ استراحة بعد عمل معيّن. بل كنت أنتظر أي سيناريو جيد. لكني كدتُ أقتبس رواية Silk (الحرير) لأليساندرو باريكو منذ 15 سنة، إذ استوقفتني قصة بائع دود القز الفرنسي الذي يقع في حب محظية سيّد محلي في اليابان خلال القرن التاسع عشر. في نهاية الرواية، سنفهم أن الكتاب يروي قصة حبه لزوجته التي بقيت في فرنسا. انفطر قلبي وشعرتُ بأن القصة تعنيني.

لماذا لم تنفّذ المشروع؟

قرأتُ مقابلة ذكر فيها كاتب القصة أن الرواية لا يمكن أن يقتبسها إلا أستاذ كبير في عالم السينما. لم أعتبر نفسي كذلك وتخلّيتُ عن الفكرة. نُفّذ الفيلم من دوني ولطالما ندمتُ لأنني لم أؤمن بالمشروع بدرجة كافية. كان يجب أن أصرّ على فكرتي. بسبب تلك التجربة، قررتُ تنفيذ فيلم American Pastoral. كان يمكن أن أسمع هذه المرة أيضاً الصوت الخافت الذي يدعوني إلى التخلي عن المشروع لكني كنت أعلم أنني سأندم على ذلك طوال حياتي.

يتناول فيلم American Pastoral عواقب حرب فيتنام في الولايات المتحدة خلال الستينيات. لكن أصبح موضوع التجنيد والتطرف السياسي معاصراً أكثر من أي وقت مضى. هل هذا الأمر ما جذبك إلى المشروع؟

لم يكن هذا الجانب دافعي الأول لكن من اللافت أن نستنتج أنّ الكتاب الذي ألّفه روث في عام 1997 لسرد قصة غير معروفة عن الإرهاب خلال الستينيات يحاكي أحداث الحاضر بدرجة كبيرة. لطالما ظننتُ أن أول عمل إرهابي يستهدف الولايات المتحدة وقع في 11 سبتمبر! تعمّدتُ اختيار صورٍ من أرشيف أعمال الشغب في عام 1967 كونها تعكس حوادث راهنة مثل تظاهرات فيرغسون... لكن حتى لو لم أحاول التعليق على حوادث العالم في عام 2016، يمكن مقارنة القصة بحالات فقدان الأبناء بسبب التطرف أو الجهاد.

سياسة

تريد أن تثبت الجانب المظلم من الالتزام حين يبلغ مستويات متطرفة. هل تفضّل الابتعاد عن عالم السياسة؟

بل العكس صحيح! يجب أن نغوص في هذا العالم ونتحرّك اليوم أكثر من أي وقت مضى، فقد تهجّر أكثر من 65 مليون شخص! يتعامل معهم السياسيون وكأنهم مجرّد أرقام فيقسّمونهم عشوائياً على البلدان. يجب أن نتعامل معهم كبشر وليس كرؤساء شركات!

سافرتَ حديثاً إلى مخيّم للاجئين في شمال العراق... هل تحرص على عدم حبس نفسك في فقاعة هوليوود؟

لا أعيش في فقاعة مطلقاً بل أرافق بناتي إلى المدرسة في كل صباح وأعيش حياة عائلية طبيعية. يتصور الناس أن العيش في هوليوود يشبه المشاركة في حفلات هيب هوب متواصلة، لكني لم أحضر يوماً أي حفلة منها! منذ عام 2004، أعمل مع منظمة «اليونسيف» وأعتبر هذه التجربة من أفضل ما قمتُ به في حياتي. أؤمن كثيراً بما نقوم به. في العراق مثلاً أدركتُ مدى أهمية عمل المنظمات غير الحكومية بالنسبة إلى اللاجئين. لولاها كان هؤلاء الأشخاص ليموتوا في الصحراء. أثور غضباً حين أفكر بكل من ينتقد النجوم الذين يدعمون الأعمال الخيرية لأن نشاطات «اليونسيف» في العراق لا غنى عنها.

أبوة

يقدم فيلم American Pastoral رؤية قاتمة جداً عن الأبوة. إلى أي حدّ تأثرتَ بهذا الرجل الذي ينهار حين تختفي ابنته بما أنك والد أربع فتيات؟

أشكر الله لأنني لم أعش تجربة مريعة بهذا الشكل. إذا اختفت واحدة من بناتي، سأتوقف عن العيش حرفياً. تبلغ ابنتي الكبرى كلارا 20 عاماً وغادرت للتو منزل العائلة كي تدرس في إحدى جامعات نيويورك. لا تزال جزءاً من حياتنا طبعاً لكننا ما عدنا نراها يومياً. لا بد من أن يتكيف كل أب مع هذه المرحلة. نفكر دوماً بهذه الفترة ونتوقعها ويجب أن نتقبّلها في أحد الأيام. عدا قصة تطرّف الابنة التي تختار الإرهاب، أكثر ما أثّر بي في الفيلم هو ذلك الحداد الطبيعي الذي يعيشه جميع الأهالي في مرحلة من حياتهم، فيشعرون بأن شيئاً لن يعود إلى سابق عهده.

يبدو أنك تستمتع بكسر صورة «الفتى الذهبي» عبر تغيير شخصية الأب النموذجي. هل شعرتَ أحياناً بأن شخصية «جيدي» اللطيفة في سلسلة Star Wars (حرب النجوم) ألقت بثقلها عليك؟

لا بل إنّ أكثر ما أزعجني هو الاضطرار إلى التمثيل إزاء شاشات خضراء! إنها عملية تقنية ولا يستمتع بها الممثل كثيراً. لكني لم أواجه أي مشاكل شخصية أو مهنية بسبب المشاركة في هذه الأفلام، فقد أعطتني فرصة التقرّب من جمهور جديد: الأولاد. عند صدور تلك الأعمال، لا يحبذ الناس من عمري الأجزاء التي تسبق أحداث السلسلة الأصلية لأنها لا ترتبط كثيراً بالثلاثية الأولى. لكن في المقابل يعشق الشباب هذه الأفلام التي اكتشفوها منذ 12 أو 13 سنة ويقولون إنها أفلامهم المفضلة ويعتبرونها ثلاثية جيلهم!

«مراقبة القطار»

بعد 20 سنة على صدور فيلم Trainspotting (مراقبة القطار) الذي كان السبب في شهرته، اجتمع إيوان ماكغريغور مجدداً مع المخرج داني بويل في الفترة الأخيرة لاستكمال القصة. يقول في هذا الشأن: «بدأنا التصوير في الصيف الماضي في اسكتلندا، غداة آخر يوم من مونتاج فيلم American Pastoral. كان تقمّص شخصيةٍ تركتُها قبل 20 سنة عملاً مدهشاً وغريباً جداً. أتذكّر كل يوم أن عشرين سنة مرّت: يستحيل أن ندّعي أننا لم نتقدم في السن [يضحك]».

أرافق بناتي إلى المدرسة كل صباح وأعيش حياة عائلية طبيعية

إذا اختفت إحدى بناتي فستنتهي حياتي حرفياً
back to top