جلسة حلب... والروهينغا

نشر في 31-12-2016
آخر تحديث 31-12-2016 | 00:02
 حمد الهزاع

رغم أن العين لا تخطئ دلالتها، فقد كنا نتوجس خيفة من أن تتحول "جلسة حلب" إلى تراشق طائفي، فتخرج عن النص، وتأخذ منحى بعيداً عن هدفها الإنساني، إلا أن أعضاء مجلس الأمة كانوا على قدر المسؤولية، ووضعوا مصلحة الوطن نصب أعينهم، فخرجت الجلسة بتوصيات بالاستمرار في دعم الشعب السوري، كما تمت الإشادة بدور الكويت السياسي تجاة الأزمة السورية.

وكان لقاء السلطتين على مأدبة الغداء، التي أقامها حضرة صاحب السمو، حفظه الله ورعاه، قبل "جلسة حلب" أتت بنتائج إيجابية، ومثمرة، وهو ما انعكس من خلال أداء أعضاء مجلس الأمة في تلك الجلسة، حيث حث صاحب السمو النواب على الابتعاد عن كل ما يسيء إلى الآخرين ويضر بمصلحة الوطن، فضلاً عن توصياته السامية بالمحافظة على الوحدة الوطنية، مع معرفة حجمنا في المحيط الإقليمي الملتهب.

كلمات سموه كانت كفيلة بتذكير الجميع بأن بداية الفتنة شرارة إن تطايرت فإنها لن تبقي ولن تذر، وستهلك كل شيء، وتقطف أرواح البشر كحصاد أينع ثمره، فشكراً لك حضرة صاحب السمو، حفظك الله ورعاك، القائد والربان لهذا الوطن، وشكراً لكم ممثلي الشعب على رقي طرحكم للقضية السورية الإنسانية.

***

قبل أربع سنوات تقريباً كتبت تحقيقاً عن المجازر التي يتعرض لها الروهينغا، وهم شعب مسلم يقطن ولاية أراكان في بورما، حيث يتعرض هذا الشعب المغلوب على أمره، منذ عام 1978 وإلى يومنا هذا لشتى أنواع الاضطهاد والتنكيل والقتل الوحشي والتهجير على يد الحكومة البورمية، والتي فاقت كل الحدود، وأصبحت تنافس "داعش" وتتفنن في قتل المسلمين، وحرقهم أحياء، ولا أعرف سبباً لهذا الصمت الدولي المريب حول انتهاكات وجرائم حكومة ميانمار، ولم أرَ من منظمة التعاون الإسلامي سوى التحرك الخجول والمخزي، الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، ولا يردع المعتدي، ولا ينتصر للمظلوم، فيجب على الدول الإسلامية المؤثرة التحرك بالضغط على تلك الحكومة، لإيقاف المذابح والتشريد بحق مسلمي الروهينغا.

ثم أما بعد،،،

أسال الله أن يستمر اتفاق وقف إطلاق في كل أرجاء سورية، وأن تحقن دماء الأبرياء ويعود الشام بلد أمن وأمان، وكم اشتقت يا دمشق أن أشاهدك من فوق قمة جبل قاسيون.

back to top