«حاصد الجوائز» المخرج تامر السعيد: «آخر أيام المدينة» ليس عن ثورة 25 يناير

نشر في 23-12-2016
آخر تحديث 23-12-2016 | 00:00
جائزة «منتدى السينما الجديدة» لأحسن فيلم في مهرجان برلين في دورته الـ 66 ليست أهم الجوائز التي نالها «آخر أيام المدينة» للمخرج تامر السعيد، فالفيلم يواصل طريقه في حصد الجوائز الدولية وأبرزها «الجائزة الكبرى» من مهرجان «نانت للقارات الثلاث» في باريس، كذلك يشارك في عدد من المهرجانات الدولية، وكأن القدر يعوض مخرجه عن استبعاده من المشاركة في «القاهرة السينمائي الدولي» في دورته الأخيرة.
عن الفيلم وإنجازاته ومشاكله والمعوقات التي واجهها، كان هذا الحوار مع مخرجه.
صاحب استبعاد فيلمك «آخر أيام المدينة» من مهرجان القاهرة الدولي السينمائي لغط كثير. ما هي الأسباب الحقيقية؟

أجهل الأسباب الحقيقية لاستبعاده، رغم احتفاء كل من رئيسة المهرجان ماجدة واصف والمشرف الفني للمهرجان يوسف شريف رزق الله به، وتأكيد الناقد السينمائي طارق الشناوي لي بأن المهرجان يرغب فعلاً في عرض الفيلم. وعليه، اتفقنا على تعليق مشاركته في أي مهرجان دولي إلى أن يُعرض في القاهرة، رغم أن «أكسفورد» و«نيكارغوا» رشحاه للعرض. بعدها فوجئت ومن دون سابق إنذار برسالة على بريدي الإلكتروني من إدارة المهرجان تفيد باستبعاد الفيلم نظراً إلى مشاركته في مهرجانات عدة، فكان السؤال الذي أبحث عن جوابه: إذا كان العمل شارك في أكثر من 19 مهرجاناً دولياً، فلماذا طلبتم مني عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي؟

تردّد أن سبب الاستبعاد أنك كمخرج لم تعرض الفيلم على الرقابة. ما تعليقك؟

شخصياً، لم أصرح بأن الفيلم مُنع لأسباب رقابية، ولا أعرف مصدر تلك المعلومة، فضلاً عن أن الرقابة مسؤولة عن الترخيص في حالة عرض العمل العام، أي مقابل أموال، ولا قانون يلزم أن يعرض الفيلم عليها قبل مشاركته في أي مهرجان. المؤكد أن ثمة تعنتاً من إدارة المهرجان ضده، خصوصاً أن عدداً كبيراً من النقاد السينمائيين طالبوا بعرضه، حتى ولو خارج المسابقة، لكن أحداً لم يستجب لهم.

كذلك تحدث البعض عن استبعاد الفيلم لارتباطه بثورة 25 يناير بشكل أو آخر. هل هذا الأمر صحيح؟

أولاً، تدور الأحداث في عام 2009، أي قبل الثورة بعامين، وتمزج بين الغربة وبين صراخ القاهرة المكتظة دائماً بالبشر، وسط انعدام الرؤية لحل مشاكلها. ثانياً، نعم يحمل الفيلم إسقاطات سياسية وهو أمر طبيعي، فالسياسة متوغلة في يومنا بشكل دوري، ولكنه لم يتطرق إلى ثورة 25 يناير.

مشاركات عالمية

هل فعلاً انتظر القيمون على مهرجان برلين إنجازك تصوير الفيلم ليشارك في المهرجان؟

صوّرت نسخة من الفيلم في 2015 وعرضتها على إدارة مهرجان برلين، ولكني شعرت بأن في إمكاني صناعة نسخة أفضل، لذلك اعتذرت عن عدم المشاركة، وأكّدت أنني سأعمل مجدداً على المشروع. فعلاً، انتهيت من النسخة الجديدة تزامناً مع بداية المهرجان، فشاركت في قسم «منتدى السينما الجديدة»، وحصد الفيلم جائزته.

ما أبرز المهرجانات التي شارك فيها الفيلم وأهم الجوائز الذي حصدها؟

تنقّل الفيلم بين أكثر من 25 دولة، وشارك في مهرجانات عدة، وآخر الجوائز التي حصدها كانت في «نانت للقارات الثلاث» الثامن والثلاثين بفرنسا، الأولى جائزة المنطاد الذهبي، والثانية الجائزة الكبرى الخاصة بلجنة تحكيم الشباب لأحسن فيلم. كذلك نال الشهر الماضي جائزة أحسن فيلم روائي في «الفيلم العربي» بسان فرانسيسكو، وحصد جائزة أفضل مخرج في «بافيسي الدولي» (في بوينس إيريس)، وهو أحد أهم مهرجانات أميركا اللاتينية، كذلك شارك خلال العامين الماضيين في مهرجانات مختلفة حول العالم أبرزهاNew Directors & New Films: بنيويورك، وIndielisboa في البرتغال، على أن تستمر رحلة عرض الفيلم إلى ما يقرب من 60 مهرجاناً على مستوى العالم.

ما الصعوبات التي واجهتك أثناء تصوير الفيلم؟

تمثلت أكبر صعوبة في رغبتي في فيلم مختلف، وهو تحدٍ كبير، لا سيما في بيئة تغيب فيها آليات دعم صناعة الأفلام، وذلك يعوق أي عمل سينمائي ويرهق أصحابه. أما مشروعي تحديداً فواجهتني صعوبة في اختيار طاقم العمل، ما استلزم وقتاً طويلاً في إنجازه.

أنت مخرج شاب، كيف استطعت إنتاج فيلمك وهل اعتمدت على التمويلات؟

بالنسبة إلى الإنتاج، كنت أتخيل سابقاً أن الفيلم الذي يحصل على تمويل لصناعته يبقى مهماً وقوياً. إلا أنني اكتشفت أنها «معاناة». بالنسبة إلى «آخر أيام المدينة»، ساعدني في إنتاجه زميلي الفنان خالد عبد الله، وهو أحد أفراد طاقم التمثيل، إلى جانب شركة «زيرو برودكشن»، بالتعاون مع «صاني لاند فيلم».

هل لديك مشاريع سينمائية مقبلة؟

نعم. أتعلم الموسيقى لرغبتي في صناعة فيلم يتحدث عنها، ولكن تفاصيله لم تحدد بشكل كامل بعد.

الروتين والاحتكار يقضيان على صناعة السينما

كيف ينظر المخرج تامر السعيد إلى مشكلة صناعة السينما في مصر، خصوصاً ما يتعلق بالشباب والمخرجين من جيله؟ يقول في هذا المجال: «للأسف، أنا لست شاباً، مقارنة بمخرجي أوروبا الذين يبدأون في سن أصغر بالتأكيد فيما تجاوزت الأربعين عاماً، وهي أزمة المخرجين العرب عموماً».

يتابع: «كي يقدّم المخرج في بلادنا فيلماً سينمائياً عليه أن يقتص من عمره سنوات طويلة، ذلك بسبب الروتين والبيروقراطية المتوغلة لدينا، خصوصاً في مصر. كذلك يتسبب الاحتكار باقتصار هذه الصناعة على أفراد محددين، فيما يُستبعد أصحاب الأفكار الجديدة التي تسعى إلى الخروج من الصندوق».

لا أعرف الأسباب الحقيقية لاستبعاد «آخر أيام المدينة» من مهرجان القاهرة
back to top