خاص

الفن في مصر يحارب التطرّف والعنف... جامعة القاهرة بدأت المبادرة

نشر في 22-12-2016
آخر تحديث 22-12-2016 | 00:00
«الفنون هي القوة الناعمة»، حقيقة لا تقبل الجدل أو الشك، نحارب بها مظاهر الجهل والتطرف والعنف التي يشهدها المجتمع منذ فترة، مما دفع البعض إلى مطالبة مؤسسات الدولة في مصر مثل المدارس والجامعات ووزارة الثقافة باستعمال هذه «القوة» لمواجهة المشكلات التي يعانيها المجتمع، والعالم برمته.
اتخذت جامعة القاهرة، برئاسة الدكتور جابر نصار، مجموعة كبيرة من الخطوات تجاه نشر الفن والثقافة، ذلك من خلال نشاطات عدة قامت بها على مدار العامين السابقين، في مقدمها مجموعة من الحفلات الموسيقية لفنانين كبار، أبرزهم هاني شاكر، ومحمد منير، والموسيقار الكبير عمر خيرت، والنجمة آمال ماهر، وغيرهم، وحضرها عشرات الآلاف من الطلاب.

وكانت الخطوة الأكثر أهمية التي أعلنها رئيس الجامعة أخيراً وهي إنشاء مجمع دور سينما داخل الحرم الجامعي والمدن الجامعية، والعمل السريع للانتهاء منه في أقرب وقت.

كيف يساهم ذلك في مواجهة المشكلات في المجتمع ويثري الحياة الفنية في آن؟ يجيب الناقد السينمائي طارق الشناوي بأن هذه الفكرة فاعلة جداً في هذا المجال لأن الفن هو «القوة الناعمة»، ويثني على جهود الدكتور جابر نصار، مشيراً إلى أن الأخير يمضي قدماً نحو التنوير والقضاء على بؤر الإرهاب، بدءاً من إغلاق زوايا الصلاة المنتشرة في أرجاء الجامعة كافة وضمها في مسجدين لمناهضة الجماعات المتطرفة من دون عرقلة قيام الصلاوات، وصولا إلى تعاقده مع مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ليضمن مشاهدة الطلاب الأفلام كافة.

ويوضح الشناوي أن نصار أكّد أن الفن هو السبيل لمحاربة التطرف الذي انتشر من خلال الجماعات الإرهابية، وهو أصرّ على أن تكون مشاهدة الطلاب الأفلام مدفوعة بطريقة رمزية حتى يعرفوا أن للفنون قيمة وليست مجرد عروض سهلة المنال، فضلاً عن أنه أعلن عن إقامة المجمع السينمائي.

كذلك يشير الناقد إلى أن الحفلات التي أقامتها الجامعة في الفترة الأخيرة كانت في غاية الرقي والتنظيم، وكلها محاولات للقضاء على التطرف والعنف ونشر الفكر والثقافة عبر الفنون.

نشر الثقافة

تحدث جابر نصار لـ «الجريدة» بأن الجامعة تنوي فعلاً إنشاء مجمع دور عرض من ثلاث قاعات واحدة كبيرة، وأخرى متوسطة، وقاعة صغيرة، وتابع: «نهدف من خلال هذه القاعات إلى نشر ثقافة السينما، واستخدام هذه التقنية لعرض الأفلام، خصوصاً التي تتناسب مع التخصصات من محاماة وطب وغيرهما، فتوافر الفنون في الجامعة (نادي السينما والفرق المسرحية) يوسّع مدارك الطلاب، لا سيما من خلال ندوات نستضيف فيها فنانين ومخرجين.

جابر كان وقع بروتوكولاً للتعاون مع إدارة مهرجان القاهرة لتيسير حضور الطلاب الفعاليات والحفلات المختلفة، فشهد حضوراً طلابياً كبيراً، ما دفع الجامعة إلى المضي قدماً في تنظيم حفلاتها الغنائية والموسيقية، لعل أبرزها حفلة «الكينغ» محمد منير التي نجحت ولم تواجهها أي مشكلات، لا سيما مع التدابير الأمنية التي وفرتها الجامعة للطلاب.

حول هذه الفكرة، يقول الناقد الفني إيهاب التركي إن جامعة القاهرة تقوم بمهام كان على وزارة الثقافة إنجازها من خلال المسارح ودور الأوبرا، متسائلاً: «هل ستقدم الجامعة أفلاماً وعروضاً وحفلات مختلفة تضيف إلى الطالب فعلاً؟»، ويؤكد أن الفكرة إيجابية، وتساهم في التعريف بأنواع راقية من الفنون بشرط أن يدرك القيمون عليها أن الطلاب يتابعون أشكالاً مغايرة ومتطورة على الإنترنت، ما يعني اختلافهم عن طلاب الستينيات والسبعينيات.

الندوات الفنية التي تقيمها جامعة القاهرة توسّع مدارك الطلاب د. جابر نصار
back to top