مصر : حبس ضابط و3 شرطيين عذبوا وقتلوا «صاحب الكارو» القبطي

السيسي يعين قائدين جديدين للدفاع الجوي والبحرية ويزور أوغندا... وتحضيرات لمواجهة دبلوماسية مع إثيوبيا

نشر في 19-12-2016
آخر تحديث 19-12-2016 | 00:04
الرئيس الأوغندي مستقبلاً السيسي أمس
الرئيس الأوغندي مستقبلاً السيسي أمس
قام الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، بزيارة لأوغندا، في زيارة لم تُعلَن سابقاً، تستهدف إعادة الزخم إلى العلاقات المصرية الإفريقية، في حين قرر النائب العام نبيل صادق حبس نقيب شرطة و3 أمناء بقسم الأميرية، 4 أيام على ذمة التحقيق في واقعة تعذيب مواطن داخل القسم.
قرر النائب العام المصري، المستشار نبيل صادق، فجر أمس، حبس ضابط شرطة برتبة نقيب و3 أمناء بقسم الأميرية، 4 أيام على ذمة التحقيق في واقعة تعذيب المواطن مجدي مكين داخل القسم، ما أدى إلى وفاته، كما قرر إخلاء سبيل 4 أمناء آخرين بكفالة 3 آلاف جنيه لكل منهم، وإخلاء سبيل أميني شرطة بضمان محل إقامتهما.

وأسندت نيابة غرب القاهرة الكلية، إلى الشرطيين اتهامات تعذيب مواطن حتى الموت، بالضرب الذي أفضى إلى الموت، والإضرار العمدي بجهة العمل، وإحداث الإصابات الواردة بتقرير الطب الشرعي لرفقاء المجني عليه، والتزوير في محضر الضبط.

ونفى الضباط وأمناء الشرطة الاتهامات الموجهة إليهم، إلا أن النيابة واجهتهم بتقرير الطب الشرعي الذي أثبت واقعة التعذيب.

وقتل البائع المتجول مجدي مكين، صاحب عربة "كارو"، في سجن الأميرية (شمالي القاهرة)، بعد إلقاء القبض عليه من قبل شرطة القسم، وحاولت الشرطة التملص من الواقعة بالادعاء أن المجني عليه توفي نتيجة انقلاب عربة "كارو" كان يستقلها، واثنان آخران عقب مطاردة الشرطة لهم لإلقاء القبض عليهم، إلا أن تقرير الطب الشرعي أكد رواية أسرة مكين، وعدد من شهود الوقعة حول وفاته داخل قسم الشرطة.

وكشف تقرير الطب الشرعي تعرض مكين للتعذيب، وأن سبب الوفاة هو الوقوف على ظهره، ما أحدث له صدمة عصبية في الوصلات العصبية بالنخاع الشوكي، نتج عنه حدوث جلطات في الرئتين، وتسبب في وفاته، وتقدمت أسرة المجني عليه ببلاغ للنائب العام، تتهم فيه نقيب الشرطة بتعذيب مكين حتى الموت، وفتحت النيابة تحقيقا وأمرت بالقبض على الشرطي، ثم أفرجت عنه بكفالة مالية في 17 نوفمبر الماضي.

وأكد عضو هيئة الدفاع عن مكين، المحامي كمال أبوطويلة، أنه رفع دعوى تعويض مدني بمليون جنيه أمام النيابة العامة أثناء التحقيقات، مشددا على أن مدة العقوبة في تهمة التعذيب حتى الموت، تتراوح بين 10 و15 سنة لأنها جناية.

نشاط إفريقي

وفي زيارة لم يعلن عنها مسبقا، زار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، جمهورية أوغندا الواقعة قرب منابع نهر النيل في وسط إفريقيا، فجر أمس، في زيارة استمرت عدة ساعات، أجرى خلالها مباحثات مع نظيره الأوغندي يوري موسيفيني، تهدف لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية على جميع الصعد، في إطار المساعي المصرية لإعادة النشاط والزخم إلى ملف علاقاتها مع الدول الإفريقية، التي تعرضت لكبوة في العقود الأربعة الأخيرة.

وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية، علاء يوسف، بأن الزيارة استغرقت يوما واحدا، وتطرقت إلى عدد من القضايا الإفريقية ذات الاهتمام المشترك، خلال جلسة المباحثات المشتركة بين السيسي وموسيفيني في القصر الجمهوري بالعاصمة الأوغندية، عنتيبي، فضلا عن بحث في سبل الارتقاء بالتعاون الثنائي، ولاسيما على الصعد الاقتصادية والتجارية.

وعلمت "الجريدة" أن ملف مياه نهر النيل جاء على رأس أولويات السيسي خلال الزيارة، خاصة مناقشة اتفاقية عنتيبي الموقعة من عدد من دول منابع نهر النيل عام 2010، التي رفضت مصر والسودان (دولتا المصب) التوقيع عليها، لإضرارها بحقوقهما التاريخية في مياه النهر، وسط مطالب من القاهرة بضرورة العمل على حل النقاط الخلافية في الاتفاقية، والتي خلت من أي بند يمكن أن يرسل رسالة طمأنة إلى الشعب المصري بالحفاظ على حقوقه في مياه النهر، والتي تشكل نحو 95 في المئة من احتياجات مصر من المياه العذبة.

وتطالب الدبلوماسية المصرية بتعديل اتفاقية عنتيبي بشأن حصتها في مياه النيل، وفقا لاتفاقية عام 1958، والتي قدرتها بـ 55.5 مليار متر مكعب سنويا، وإضافة مادة تتضمن النص على ضرورة إخطار دولتي المنبع مسبقا بأي مشاريع تقيمها دول المصب على مجرى النهر، وكذا النص على أن تكون آلية اتخاذ القرار بالإجماع وليس بالأغلبية.

في السياق، كشف مصدر رفيع المستوى لـ "الجريدة"، أن مصر كثفت من تحركاتها الإفريقية خلال الفترة الأخيرة، فإضافة إلى تحرك السيسي، فإن وفدا من جهات سيادية سيقوم بزيارة لعدد من الدول الإفريقية، من ضمنها جنوب السودان، والكونغو، وتنزانيا، في إطار سياسة مصرية لاستعادة زخم العلاقات الإفريقية، تحسبا للمواجهة المحتملة دبلوماسيا مع إثيوبيا حول سد النهضة، الذي يتوقع أن يؤثر سلبا على حقوق مصر في مياه النيل.

تعيينات

وفي خطوة اعتيادية، أصدر الرئيس السيسي، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، قرارا جمهوريا أمس الأول، بتعيين اللواء أركان حرب علي فهمي محمد علي فهمي (57 عاماً)، قائدا لقوات الدفاع الجوي، خلفا للفريق عبدالمنعم التراس (64 عاماً)، الذي يعد آخر عسكري من قيادات الجيش ممن شاركوا في حرب أكتوبر 1973، وتم تعيين التراس مستشارا عسكريا لرئيس الجمهورية.

أما قائد قوات الدفاع الجوي الجديد، فهو ابن المشير محمد علي فهمي، الذي شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وكان أول قائد لقوات الدفاع الجوي المصري منذ 23 يونيو 1969، وظل قائدا لها أثناء حرب الاستنزاف ثم حرب أكتوبر.

كما أصدر السيسي قرارا آخر بتعيين اللواء بحري أركان حرب أحمد حسن سعيد (58 عاماً)، قائدا للقوات البحرية، خلفا للفريق أسامة منير ربيع (61 عاماً)، الذي تم تعيينه نائبا لرئيس هيئة قناة السويس.

انتشار أمني

ميدانيا، انتشرت قوات الأمن في شوارع العاصمة المصرية منذ ليلة أمس الأول السبت، بشكل ملحوظ في محيط الكنائس بالقاهرة والجيزة، لمتابعة الحالة الأمنية وزيادة عملية التأمين، خصوصا بعد حادث الكنيسة البطرسية بالعباسية، 11 الجاري، الذي راح ضحيته 26 شخصا معظمهم من النساء والأطفال، وقال مصدر أمني لـ "الجريدة"، إنه تم نشر القوات ووضع حواجز حديدية بمحيط الأديرة والكنائس الموجودة في الشوارع الرئيسية، وأيضا رفع السيارات المركونة، فضلا عن منع اصطفاف أي مركبة بالقرب من الكنائس.

انتشار أمني مكثف في محيط الكنائس المصرية لتأمين احتفالات عيد الميلاد
back to top