الكسول

نشر في 17-12-2016
آخر تحديث 17-12-2016 | 00:08
 دانة الراشد يجلس الطالب الكسول في آخر مقاعد الفصل، حيث يغالبه النعاس والخمول مصحوباً باليأس؛ فقد سئم الرسوب في المواد وإعادة نفس الأخطاء سنوياً، لكنه لا يقوى على كسر روتين عاداته السيئة.

مع أن الحل بسيط وهو المثابرة والاجتهاد، غير أن الطالب الكسول يختلق شتى الأعذار لتبرير فشله وتأخره عن بقية أترابه. يتعذر بالظروف القاهرة الخارجة عن إرادته، فهو الضحية "عبد المأمور"، لا يتحمل مسؤولية ما يحدث له إطلاقاً!

يتعذر بالمرض حيناً ويلوم الطقس السيئ حيناً آخر... وبينما يجتهد وينجز زملاؤه حاصدين أعلى المراتب، يضيع وقته في اللوم، يرفض أن ينظر إلى نفسه ويعترف بتقصيره وأخطائه! والويل كل الويل لمن يقوم بانتقاده أو إسداء النصيحة إليه!

والأدهى من ذلك أنه من عشاق نظرية المؤامرة! فهو يعتقد أن الأستاذ يكرهه ويتعمد سقوطه، بل يتوهم تآمر الطلبة المجتهدين ضده، وأن "الشاطر" لم يحصل على تلك المرتبة الرفيعة إلا عن طريق التملق ومجاملة الأستاذ. تصل شكوكه إلى درجات قصوى من التوهم، فيعتقد أنه حتى تلاميذ وأساتذة الصفوف المجاورة يتآمرون ضده! مسكين، فهو لا يعلم أنهم في الواقع يرونه بعين الشفقة!

حكمته المفضلة هي: "تعالنا باجر!"، يعد ولا يفي بوعوده، فغداً سيتغير! وغداً سيعمل! لكن ذلك الغد لا يأتي أبداً! سلوكه تعويضي، فهو يبالغ في الإنفاق على السيارات والملابس والكماليات الباهظة الثمن، ويحب المفاضلة على أساس المادة والنسب، ظناً منه أن تلك المظاهر السطحية ستداري فشله!

له زميل قد تدارك نفسه بالعمل الجاد، فصار في عداد المتقدمين "الشطار"، يكتفي بالتحسر على حاله والإعجاب بذلك الصديق بالمراقبة الصامتة.

يرقد "الطالب الكسول" داخل كل شخص فينا، حيث أصبح ثقافة جمعية تبقينا في مكاننا دون حراك، فمتى يستيقظ الطالب الكسول؟

back to top