انتحاري نفذ «مجزرة الكاتدرائية»... وجنازة حاشدة للضحايا

• المتهم شارك في «رابعة» وأوقف بتهمة حيازة سلاح... وكاميرات الكنيسة كشفت ملامحه
• السيسي: الهجوم يعبر عن إحباط الإرهابيين
• عبدالعال: سنعدل الدستور

نشر في 13-12-2016
آخر تحديث 13-12-2016 | 00:05
بعد نحو 24 ساعة من عملية تفجير الكنيسة البطرسية، أمس الأول، كشف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس، هوية الشخص المنفذ للعملية، وقال إنه يُدعى محمود شفيق محمد مصطفى، نافياً وجود أي تقصير أمني، ومشيداً بدور الشرطة والجيش في حماية المصريين.
وسط أجواء جنائزية حزينة، تقدم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وبابا الأقباط بطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس التاني، وكبار رجال الدولة، أمس الجنازة الرسمية، للعشرات من ضحايا الأقباط، الذين قضوا نتيجة العملية الإرهابية التي استهدفت "الكنيسة البطرسية" الملحقة بالمقر الباباوي بالكاتدرائية المرقسية، أمس الأول.

وقدم السيسي تعازيه للبابا تواضروس، كاشفا عن هوية مرتكب العملية الإرهابية، وقال إنه انتحاري ارتدى حزاما ناسفا، ويبلغ من العمر 22 عاما، ويدعى "محمود شفيق محمد مصطفى"، وتابع: "تم القبض على 4 أشخاص بينهم سيدة، وبقي اثنان آخران".

الرئيس المصري، الذي بدا واثقا بقدرات الأجهزة الأمنية، شدد على أن العملية لم تتم نتيجة خلل أو اختراق أمني، مشيرا إلى أن العملية تستهدف النيل من وحدة المصريين، وأنها تعكس حالة الإحباط لدى الجماعات الإرهابية التي فشلت في إحداث الوقيعة والفرقة بين المصريين خلال الفترة الماضية، وتابع قائلا: "الضربة وجعتنا، بس عمرها ما هتكسرنا، والحرب دي هنكسبها".

وطالب السيسي الحكومة والبرلمان بالإسراع في تعديل القوانين، لافتا إلى أن القضاء لن يبقى مكبلا أمام ما يحدث، إذ يتعين التعامل مع هذه الأحداث بشكل حاسم"، داعيا البرلمان والحكومة إلى تعديل قوانين الإجراءات الجنائية"، وقال: "في كلام كتير مش بنقوله، وأنتم لا تعلمون حجم النجاح الذي تحقق في سيناء".

كان السيسي قد عقد اجتماعا صباح أمس، بحضور رئيس الحكومة شريف إسماعيل، ووزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، ووزير الداخلية مجدي عبدالغفار، ومدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، ورئيس هيئة الأمن القومي، ورئيس جهاز الأمن الوطني، لمتابعة الموقف في ضوء الحادث الإرهابي، وقال الناطق باسم الرئاسة السفير علاء يوسف: "الرئيس تلقي تقريرا عن ملابسات الحادث الإرهابي، وما توصلت إليه الأجهزة الأمنية من أدلة، وما تقوم به من جهود لضبط مرتكبي الحادث.

وفي استجابة سريعة، قال رئيس مجلس النواب علي عبدالعال، إن البرلمان عاقد العزم على مواجهة الإرهاب بالتدابير والتشريعات المناسبة، حتى لو تطلب الأمر تعديل الدستور، مضيفا خلال لقاء مع محررين برلمانيين، أمس: "سنقوم بتعديل الدستور بما يسمح للقضاء العسكري بالنظر في قضايا الإرهاب والبت فيها".

رصد الكاميرات

وقد كشفت التحقيقات التي باشرتها نيابة أمن الدولة العليا في الحادث، أن الانتحاري منفذ التفجير، مضى بخطوات سريعة إلى داخل الكنيسة، قبيل أداء الصلوات، على نحو أثار ارتياب أحد أفراد الأمن الإداري في الكنيسة، فتعقبه حتى دخلا من باب القاعة الخلفي، المخصص لصلاة السيدات، وبعد أقل من 10 ثوان من دخوله فجر نفسه.

وعقب تفريغ كاميرات المراقبة، التي تم التحفظ عليها، تبين أن الشخص الانتحاري، وهو شاب في العقد الثالث من العمر، ظهر مرتديا بنطلون جينز أزرق اللون، (وتي شيرت) رمادي، وجاكيت طويل أسود اللون، وظهرت ملامحه بوضوح في اللقطات المصورة، التي التقطتها الكاميرات، حيث بدا واضحا "تضخم الجاكيت" الذي يرتديه بصورة غير طبيعية، على نحو يقطع بارتدائه حزاما ناسفا.

وأظهرت التحقيقات وجود 25 جثمانا، من بينها جثمان فرد الأمن الإداري بالكنيسة الذي تتبع الشخص الانتحاري، ودخل وراءه إلى قاعة الصلاة، وأن الأطباء الشرعيين، قاموا بتجميع أشلاء الانتحاري، (الرأس بعد انفصالها عن الجسد)، وبقية أجزاء الجسم وتركيبها، فتم تحديد ملامح الانتحاري.

وعلمت "الجريدة" من مصادر مطلعة أن محمود شفيق، المتهم بالوقوف وراء الحادث، كان تم القبض عليه عام 2014 بتهمة حيازة سلاح من دون ترخيص والانضمام إلى جماعة محظورة، ثم خرج بعد عام ونصف العام، لينضم إلى تنظيم "أنصار بيت المقدس"، بحسب معلومات أمنية.

شهداء... صائمون

كانت جثامين ضحايا "البطرسية"، وصلت إلى كنيسة السيدة العذراء مريم في ضاحية مدينة نصر، شرق القاهرة، وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط، إن الأجهزة المعنية نصبت 3 سرادقات للعزاء بطريق النصر، بجانب النصب التذكاري للجندي المجهول.

وأعلنت الكنيسة المصرية، مساء أمس الأول، إقامة قداس الجنازة أمس، على الضحايا في كنيسة العذراء والقديس إثناسيوس في مدينة نصر، برئاسة قداسة البابا تواضروس، وقال البابا لمواساة أسر الشهداء: "إن الله أراد أن يكرم الضحايا بأن يكونوا شهداء وهم صائمون ويصلون، كما أن الجميع يودع هذه النفوس في بداية شهر التسبيح والفرح".

وأضاف خلال كلمة ألقاها أمام الأقباط بعد انتهاء القداس الإلهي: "نودع هذه النفوس وكلنا رجاء، وقدر كنيستنا المصرية أن تقدم الشهداء، ولذلك تم تسميتها كنيسة الشهداء منذ القرون الأولى"، وتابع: "منذ بدأت مسيحيتنا قدم عدد كبير من الأطفال نفوسهم واعتبرناهم باكورة شهدائنا، وهم أطفال بيت لحم"، ودعا الأقباط إلى التصبر والثبات، والصلاة دائما، مضيفا: "علينا جميعا أن ندرك أن الموت ينتظرنا في أي وقت... استعدوا جميعا إلى الموت والأبدية، وليحفظ الله بلادنا من كل شر".

back to top