ترامب يجر الجمهوريين إلى صراع مع الـ«سي آي إيه»

• الرئيس المنتخب يهاجم الاستخبارات... ويشكك في مواصلة سياسة «الصين الواحدة»
• مدير «إكسون موبيل» الأوفر حظاً لـ «الخارجية» مقرب من بوتين وجون بولتون قد يُعين مساعداً له

نشر في 12-12-2016
آخر تحديث 12-12-2016 | 00:05
ترامب أثناء حضوره فعالية رياضية خاصة بالجيش في مدينة بالتيمور بولاية ميرلاند أمس الأول ( أ ف ب)
ترامب أثناء حضوره فعالية رياضية خاصة بالجيش في مدينة بالتيمور بولاية ميرلاند أمس الأول ( أ ف ب)
بعد أكثر من شهر على الاقتراع الذي حمل الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى الرئاسة، ما زالت طبيعة التدخل الروسي تثير بلبلة سياسية، حيث نفى الحزب الجمهوري تدخل موسكو بالانتخابات لمساعدة ترامب، بعد أن نشرت صحيفة الواشنطن بوست تقريراً يفيد بأن لروسيا يداً خفية في الانتخابات. وتتزامن هذه الأنباء مع كشف الإعلام أن ريكس تيلرسون الأوفر حظاً للخارجية مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
نفى الحزب الجمهوري وفريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، أمس الأول، ما نقلته صحيفة واشنطن بوست الاميركية عن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) أن روسيا تدخلت في الانتخابات الرئاسية الأميركية لمساعدة الملياردير على الوصول إلى الرئاسة.

وقال المتحدث باسم الحزب الجمهوري شون سبيسر "وكالات الاستخبارات تخطئ. لم تكن هناك قرصنة روسية".

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" ان تقييما سريا لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه)، تم بعد أمر من الرئيس باراك اوباما بتقييم عمليات القرصنة أثناء حملة الانتخابات، كشف أن روسيا تدخلت في الانتخابات لمساعدة ترامب.

ورفض فريق ترامب فورا نتائج تحقيق السي آي ايه، مؤكدا أن المحللين الذين توصلوا الى ذلك "هم انفسهم الذين كانوا يقولون ان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين يملك اسلحة دمار شامل".

ولتوضيح الوضع قبل تسليم البيت الأبيض إلى ترامب في 20 يناير، طلب أوباما مطلع الاسبوع الجاري دراسة كاملة حول ما جرى خلال العملية الانتخابية لـ2016، على ما أوضحت مستشارة الرئيس للأمن الداخلي ليزا موناكو.

وبعد ساعات كشفت الصحيفة أن تقييما سريا لوكالة الاستخبارات المركزية توصل الى ان اشخاصا مرتبطين بموسكو قدموا الى موقع ويكيليكس رسائل الكترونية تمت قرصنتها من حسابات عدة يعود أحدها الى جون بوديستا المدير السابق لحملة المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون، وآخر الى الحزب الديموقراطي.

بيان مشترك

وقال أربعة أعضاء في مجلس الشيوخ، ديمقراطيين وجمهوريين رفيعي المستوى أمس، إن التدخل الروسي في الانتخابات يجب أن يثير انتباه كل أميركي، وعلى الكونغرس مواصلة التحقيق دون السماح بأن تصبح التحقيقات مسألة حزبية.

وفي بيان مشترك، قال الزعيم المقبل لكتلة الديمقراطيين تشاك شومر والسيناتور الديمقراطي جاك ريد ورئيس لجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري جون ماكين والجمهوري ليندسي غراهام: «سنسعى لجمع زملائنا حول هدف التحقيق ووقف التهديدات الخطيرة التي تمثلها الهجمات الالكترونية التي تقوم بها حكومات أجنبية تشكل تهديدا للأمن القومي».

ترامب

وأعلن ترامب أمس أنه لا يصدق استنتاجات الـ»سي آي إيه» حول تدخل روسيا لانتخابه.

وقال ترامب، في لقاء مع شبكة «فوكس نيوز» المحافظة: «أعتقد انه امر سخيف، انها ذريعة جديدة لا اصدقها»، مضيفاً: «لا يعرفون إذا كانت روسيا أو الصين أو أي جهة أخرى مارست القرصنة ضد هيئات سياسية خلال حملة الانتخابات الرئاسية».

وأوضح: «قد يكون شخصا كان في سريره في مكان ما، لا يعرفون شيئا بعد»، متابعاً: «الديمقراطيون هم من يعلنون ذلك لأنهم تعرضوا لاحدى أكبر الهزائم في التاريخ السياسي لهذا البلد».

ورداً على سؤال عما اذا كان الديمقراطيون يسعون الى اضعافه عبر ذلك، قال «هذا ممكن»، ملمحا الى ان وكالات استخبارات اخرى تشكك في هذه المعلومات، مبينا أن «بعض المجموعات قد لا تكون موافقة بالضرورة، لا اعتقد ان روسيا قامت بذلك، ولكن من يعلم؟ إنهم يجهلون وأنا لا اعلم».

وسئل ايضا عن التقارير التي تعرضها عليه وكالات الاستخبارات، فأجاب: «أتسلمها حين احتاج اليها»، مردفا: «لا احتاج إلى أن يقولوا لي الأمر نفسه والكلمات نفسها يوميا خلال الأعوام الثمانية المقبلة، لأن ذلك قد يستمر ثمانية اعوام».

وفي شأن آخر، شكك ترامب في إمكان مواصلة الولايات المتحدة تبني سياسة الصين الواحدة، مشترطا على بكين تقديم تنازلات في قضايا كالتجارة وغيرها.

وزير الخارجية

وتزامن ذلك مع حديث وسائل اعلام اميركية عدة، أمس الأول، عن أن رئيس مجلس ادارة مجموعة اكسون موبيل النفطية العملاقة ريكس تيلرسون الذي تربطه علاقات اعمال وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرشح لتولي منصب وزير الخارجية.

ونقل عن مصدرين قريبين من الفريق الانتقالي ان ترامب اختار تيلرسون وزيرا للخارجية على أن يكون مساعده جون بولتون، السفير الأميركي الأسبق لدى الامم المتحدة إبان عهد جورج دبليو بوش (2001-2009).

وقال ترامب لقناة "فوكس نيوز" نشر، أمس، إن تيلرسون "أكثر من رئيس مجلس ادارة مؤسسة (...) ما أقصده هو انه شخصية تتمتع بنفوذ في العالم". وأضاف: "يعرف عددا كبيرا من قادة العالم وبشكل وثيق".

وأوضح انه "ابرم صفقات ضخمة مع روسيا لمصلحة شركته وليس لمصلحته الشخصية".

ولإكسون موبيل انشطة في مجالي النفط والغاز في اكثر من خمسين بلدا، ووقعت خصوصا شراكات مع شركة روس نفط الروسية التي تملكها الدولة منذ 2011. وفي 2013، قلد بوتين تيلرسون وسام الصداقة.

ويقول الإعلام الأميركي ان العقود التي وقعتها المجموعة مع روسيا قد تبلغ عائداتها 500 مليار دولار.

ويعكس الاختيار المحتمل لتيلرسون التوجه الذي أعلنه ترامب خلال حملته الانتخابية لجهة تحسين العلاقات بين واشنطن وموسكو التي شهدت توترا في السنوات الاخيرة، خصوصا بشان الحرب في سورية.

انتقادات

ولكن تولي تيلرسون وزارة الخارجية يثير انتقادات حتى في المعسكر الجمهوري. وأعرب السيناتور جون ماكين عن قلقه للعلاقات التي يقيمها تيلرسون مع بوتين الذي يصفه السناتور بأنه قاتل ومارق. وعلى مجلس الشيوخ أن يوافق على هذا التعيين. كما أعربت منظمة غرينبيس فرع الولايات المتحدة عن قلقها على لسان المتحدث باسم المنظمة غير الحكومية كاسيدي كريغهيل، وقال في بيان: "في هذا الموقع سيسعى تيلرسون الى وقف المبادرات وحق وزراء العدل في الولايات الاميركية في تحميل المجموعات النفطية مسؤولية التقلبات المناخية".

وكان ترامب أثار اسيتاء المدافعين عن البيئة واوساط العلماء الاميركيين باعلانه تولي سكوت برويت المناهض لمكافحة الاحتباس الحراري رئاسة وكالة حماية البيئة.

الجمهوريون يوسعون أغلبيتهم في «الكونغرس»
وسّع الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة أغلبيته في مجلس الشيوخ بإضافة مقعد أمس بعد جولة الإعادة في ولاية لويزيانا.

وهزم المرشح الجمهوري وزير الخزانة الحالي في لويزيانا جون نيلي كينيدي بوضوح منافسه الديمقراطي فوستر كامبل في الانتخابات التي أجريت أمس الأول.

وتعزز هذه النتيجة سيطرة الجمهوريين في الكونغرس، وتمنحهم أغلبية بواقع 52 عضوا مقابل 48 عضوا للديمقراطيين في مجلس الشيوخ، إضافة إلى الأغلبية التي يتمتعون بها في مجلس النواب.

back to top