كيف يتخطى طفلك الخوف من الظلام؟

نشر في 10-12-2016
آخر تحديث 10-12-2016 | 00:04
No Image Caption
هل الخوف من الظلام مشكلة ذات جذور لدى الطفل، أم انها طارئة يختلقها بهدف الوصول إلى غاية أخرى؟
عندما يخاف الولد من العتمة، يصبح النوم لديه مسرحاً لجميع التخيلات: جنّية خبيثة تختبئ في الخزانة؛ ذئب شرير يقبع تحت السرير، وحش ذو لسان احمر يقف وراء الستائر... جميع هذه التصوّرات وغيرها كفيلة بأن تؤخر نومه لحظة تطفئين الضوء في غرفته. فمن أين يأتي هذا الخوف وما الذي يخفيه وراءه؟

الخوف من الأسود

الخوف من الأسود هو في غالب الأحيان تعبير لدى الصغير عن إحساسه بالقلق، وهذا ما يسميه الاختصاصيون «رهاب النوم»، ويرجعون أسبابه إلى انفصال الصغير عن أهله خلال الليل. فالأسود في هذه الحالة يصبح مرادفاً للانفصال، وبحسب رأي الطبيب النفساني المختص بالأولاد «ميكايل لامار»: «في العمق ليس اللون الأسود هو ما يخيف الأولاد عند العتمة، فإن عقلهم الباطني يتخذ من الأسود عذراً لتغطية القلق الذي ينتابهم عندما يصبحون وحدهم».

للتاكيد على هذه النقطة راقبوا ولدكم عندما يدخل إلى صالة السينما المعتمة، أو في نزهة مسائية في السيارة، أو خلال قيلولة صغيرة نهاراً في رياض الأطفال أو عند الأهل والأصدقاء؛ فإنه يتصرّف بشكل اعتيادي ولا يقلق بتاتاً. وزيادة في التأكيد فإن الولد يفضّل ترك باب غرفته مفتوحاً نصفياً على إضاءة مصباح صغير وغلق الباب، حيث يشعر بأن والديه قريبان منه.

فلماذا يشتغل عقل الصغير الباطني بهذه الطريقة؟ يجيب الدكتور «لامار»: «بين عمر السنتين والست سنوات يمر الولد بمرحلة بناء الشخصية. فهو يحتاج إلى الشعور بالاستقلالية وإلى اتخاذ بعض القرارات بنفسه كما إلى البقاء وحيداً. ومن الأسهل أن يدّعي الخوف من السّواد (العتمة) على أن يصرّح بأنه يحتاج إلى والديه».

كيف تهدئين من خوفه؟

احرصي، قبل أن ينام طفلك على أن تخصصي بعض الوقت له، وأن تعلميه بذلك. فإن فترة النوم لديه تعني انفصاله عن أمه، أو عن والديه، وهنا تكمن المشكلة.

ابقي قليلا إلى جانبه لمناقشة ما جرى معه خلال النهار، فهذا هو الوقت الأنسب كي يصارح الولد أمه بجميع ما يفكّر أو ما يحدث معه ويتأكّد أن في الغد سوف تكونان معاً.

عدم الاستهتار

إن ابنك لا يتظاهر بالخوف، علماً بان هذا الخوف يخبئ عموماً قلقاً آخر، ولكن بالنسبة إليه هو خوف حقيقي. ولكي تشعريه بأنك صدّقت ادعاءاته أخبريه بأنك مررت بالوضع عينه عندما كنت بعمره، أو اروي له بعض القصص التي تتحدث عن الموضوع نفسه.

قبل النوم فترة ممتعة

كما للأطفال كذلك للأولاد، اجعلي من فترة ما قبل النوم فترة شيّقة وممتعة يطالبونك بها بقراءة قصة لهم. ففي هذه اللحظة لا يتسلّط الخوف من العتمة على تفكير الصغير، بل تذهب مخيّلته نحو القصة التي سترويها والدته له، أو إلى الحوار مع إخوته وأهله.

المصباح الليليّ

في مختلف الأحوال المصباح الليلي ضروري ليخفف من شعوره بالخوف، وخصوصاً إذا كان للمصباح شريط يمكّن الصغير من قطع التيار أو وصله عندما يريد، وهذا ما يجعله مسيطراً على وضع غرفته.

امنحيه الطمانينة

لزيادة الطمأنينة لدى صغيرك، قومي بجولة صغيرة في غرفته قبل مغادرتك. افتحي أمامه باب الخزانة، ابحثي في الجوارير، انظري معه تحت السرير، ارفعي الستائر، اقفلي النافذة، واجعليه يتأكد أن لا شيء مما يحلم به موجود في غرفته، فلا جنيّة ولا وحوش مختبئة ولا شيء يمكنه جعل نومه مضطرباً.

إذا لم تنفع هذه المعالجة!

إذا لم تؤدّ هذه المعالجة إلى تحسين وضع الصغير وبقي خوفه من العتمة يسبب له أرقاً وذعراً من الليل وكوابيس مختلفة تتكرر دائماً بشكل يجعل حياة العائلة في اضطراب، فلا تترددي في مراجعة طبيب الأطفال أو طبيب العائلة ليهديك إلى الدرب الصحيح، ربما ثمة أسباب تحتاج إلى حلول أكثر تقدّماً.

back to top