قضايا المرأة تتصدّر أولويات الدراما المصرية

نشر في 04-12-2016
آخر تحديث 04-12-2016 | 00:05
تشكّل قضايا المرأة وتحديات تمرّ بها على المستويات كافة محور أعمال فنية عدة تشهدها الساحة الدرامية في مصر أخيراً. ما سرّ هذه الحماسة المفاجئة لمشاكل «نون النسوة»؟ خصوصاً أنها متداولة منذ زمن بعيد ولم يعرها كثيرون أي اهتمام. بتعبير أدق، لماذا انتبه القيمون على الفن الآن لمشاكل النساء؟
انطلق أخيراً عرض «ستات قادرة»، ويدور حول ثلاث نساء يحاولن التغلّب على ضغوط الحياة ومصاعبها. يرى مؤلف المسلسل وليد خيري أن المرأة عمود المجتمع ولو أصابها أي مكروه أو وجع سيتأثر المجتمع كله، لذا لا بد من إلقاء الضوء على المشكلات التي تعانيها.

يتابع خيري موضحاً أن المرأة هي قلب المجتمع النابض الذي إذا اشتكى فيه عضو تداعى له سائر الجسد. وأضاف أنه كان معنياً في تجربة «ستات قادرة» بإيضاح كيف يفرز مجتمع الرجال بما فيه من ظلم نماذج «ستات قادرة» لا يستطيع أحد منعها من استعادة حقوقها المهدورة، بما فيها الميراث الذي شرّعه الله.

خيري أكّد أن المسلسل لم يعجب رجال كثيرين كونه يطرح نموذجاً لامرأة صاحبة رأي وصوت، فيما نال إعجاب النساء بكثافة لأنه يناقش قضاياهن بصدق، خصوصاً أنهن يمثلن أكبر جمهور للدراما التلفزيونية.

مسلسل «السبع بنات» يناقش أيضاً أهم المشكلات التي تتعرض لها النساء عموماً مركزاً على قصص سبع شخصيات لفتيات في المجتمع المصري. كذلك يدور الجزء الثاني من «حكايات بنات» الذي يبدأ تصويره قريباً في الإطار نفسه، وترصد أيضاً الكاتبة هالة الزغندي من خلال «حجر جهنم» مصاعب تواجه النساء. وتشارك في البطولة الممثلات: شيرين رضا، ريم مصطفى، كندة علوش، أروى جودة، وأميرة هاني.

بدورها تعود بوسي بمسلسل جديد بعنوان «بيت السلايف» لمناقشة قضايا نسائية داخل البيوت المصرية، خصوصاً التي تسكن فيها العائلة بأكملها، وستعرض سمية الخشاب بدورها بالتعاون مع سوسن بدر مشكلات عدة تواجه نساء الأحياء الشعبية في مسلسلها الجديد «الحلال» من إنتاج صادق الصباح.

سينمائياً، تحرص الفنانة إلهام شاهين على التصدي لقضايا المرأة سواء في اختياراتها الفنية كممثلة أو إنتاجاتها، وهو ما ظهر واضحاً في فيلمها الأخير «يوم للستات» الذي يناقش قضايا النساء وهمومهن، خصوصاً من كتب عليهن العيش على هامش الحياة والأحلام.

رأي النقد

الناقدة السينمائية ماجدة موريس تؤكّد حاجة الدراما إلى مناقشة هذه القضايا التي تمسّ شريحة كبيرة تمثّل نصف المجتمع، مشيرة إلى أن العبرة ليست في «التناول فحسب» بل في ماهيته، أي ماذا سيقدم وكيف؟ وهل وصل إلى درجة عالية من الدقة؟ موضحة أن أهم العناصر تكمن في المعالجة الدرامية المتميزة والقصة والفكرة، وهل تصبّ في قلب القضايا الحقيقية أم يتناولها العمل هامشياً لتنال تعاطف الجمهور؟

وتشرح موريس أن المعالجة السيئة تأخذ المسلسل إلى منحنى مغاير للمطلب المقصود، مبينةً أن طريقة تناول الموضوعات هي الفيصل في الانتصار أو التقليل من شأن القضية المتوخاة، وأن ثمة أعمالاً تحمل أفكاراً براقة إلا أن التناول غير الجيد والافتقاد إلى الحبكة السليمة يضران بها ويقللان من شأنها. بتعبير أدق، يكون تأثيرها سلبياً في المشكلة ومن يتضرّر منها، لذا تؤكد الناقدة أهمية تحري الدقة والمصداقية قبل تناول أية قضايا ومحاولة تقديم رؤية جديدة لها.

«نور»
بعيداً عن الدراما إنما في سياق قضايا المرأة نفسه، أطلق كل من مغني الراب زاب ثروت والفنانة أمينة خليل أغنية «نور»، وتتحدث عن فتاة تحملت مسؤولية ورشة عمل والدها، وأخواتها الصغار وأمها بعد وفاته واستطاعت أن تكمل دراستها وتصبح مهندسة واستلمت وظيفة يحلم بها الجميع نالتها عن جدارة.

وقف خلف الأغنية المجلس القومي للمرأة، وهيئة الأمم المتحدة لشؤون المرأة، وسفارة اليابان في القاهرة، ونالت إشادات واسعة داخل المجتمع المصري، كذلك حققت مشاهدات تخطت المليون بعد يومين من إطلاقها.

back to top