Moana يطلق العنان لمخيلتك

نشر في 01-12-2016
آخر تحديث 01-12-2016 | 00:00
 مشهد من الفيلم
مشهد من الفيلم
{موانا} (أولي إي كرافالو) ليست بطلة تقليدية من بطلات {ديزني}. أولاً، لا ترغب في حمل لقب {أميرة}. رغم أنها ابنة زعيم، كن على ثقة بأنها تفضل أن ندعوها {الدليل}، فهي بحارة ترشد السفن عبر المحيط الهادئ. وعندما تلتقي نصف الإله المذهل السريع الغضب موي (دواين جونسون)، لا تتردد في مواجهته.
تعكس شخصية «موانا»، التي يحمل اسمَها فيلمُ ديزني الأنيمايشن الجديد Moana المستوحى من جزر المحيط الهادئ، ثورة بطلات {ديزني} على مرّ السنين. مونا ذكية، وقوية، وواسعة الحيلة، وقادرة على إنقاذ نفسها وغيرها بفضل قوتها الفكرية والجسدية. تُعتبر بطلة نأمل أن تتمثّل بها الفتيات الصغيرات: متعاطفة، وواثقة من نفسها، وماهرة، ومجتهدة، ومندفعة لا تتردّد في مساعدة المحتاجين.

لكن ما قد تصعب محاكاته علاقتها الغريبة بالمحيط الذي يلفّ جزيرتها. لطالما شعرت مونا بجاذب يشدها إلى تلك المياه الزرقاء البلورية الخلابة (نجح معدو الفيلم في تصويرها بأبهى حللها)، مع أن والدها الزعيم توي (تيمويرا موريسون) يبعدها عن المحيط ويحضّها على تحمل واجباتها كقائدة على البر. لكنها تعجز عن مقاومة نداء المحيط، خصوصاً بعدما تتحدث جدتها تالا (رايتشل هاوس) المرحة والمتمردة عن أنه اختار موانا لتعيد قلب الإلهة تي فيتي، الذي سرقه نصف الإله موي المشاغب.

نتيجة لذلك، تبحر موانا إلى ما بعد الحيد البحري لتعثر على موي، وتستعيد عقيفته السحرية، وتعيد قلب تي فيتي، محاربةً بضراوة مقاتلي جوز الهند، والسلاطعين، ووحش الحمم تاكا.

تعقد موانا مع موي المتعجرف تحالفاً شائكاً يقوم على أهدافهما المشتركة، ويكتمل مع انضمام دجاجة غبية تُدعى هيهي (آلن توديك) إليهما، بعدما تختبئ خطأ في مركبهما.

مشاهد دافئة

تضفي الموسيقى الناعمة الدافئة جمالاً على جمال مشاهد الجزيرة بألوانها الزاهية المميزة. ألّفها النجم لين-مانويل ميراندا، معد Hamilton الحائز جائزة {توني}، والموسيقي الساموي أوبيتايا فواي، فضلاً عن المؤلف الموسيقي مارك مانسينا. ولا شك في أن نشيد مونا الحماسي والملهِمHow Far I’ll Go سيحلّ محل Let It Go من فيلم Frozen.

تُعتبر قصة الفيلم بسيطة، متناولةً مغامرة فتاة تسافر بعيداً لتنقذ موطنها. إلا أن أصوات الممثلين تضفي نكهة وتميزاً على العمل. على سبيل المثال، يشكّل أداء جونسون عنصراً فكاهياً ممتعاً مع موي الذي يتحدّث بسرعة ويخوض جدالات مستمرة مع الوشوم القبلية المتحركة على جسمه، التي تمثّل ضميره.

ولكن فضلاً عن المؤثرات البصرية المميزة، والبطولة الكبيرة، والموسيقى الكلاسيكية المبتكرة، يحقق Moana نجاحاً كبيراً من خلال العناية والاهتمام اللذين يوليهما معدوه للتفاصيل، مقدمين بالتالي عملاً عن تاريخ جزر المحيط الهادئ وثقافتها. ويبدو أنهم أجروا بحوثاً معمقة عن التراث الديني وتقاليد السفر التي تقوم عليها هذه القصة، معتمدين في المقام الأول على معلومات من شعوب تلك الجزر الأصلية.

ولتحقيق هذه الغاية، عمدت {ديزني} في خطوة مذهلة إلى اختيار كل دور كبير بين سكان جزر المحيط الهادئ من الشعوب الساموية (جونسون)، والماورية (كليمنت)، وشعوب هاواي الأصلية (كرافالو ونيكول شيرزنجير، التي تؤدي صوت والدتها سينا). وهكذا أصبح الفيلم أكثر غنى بفضل اهتمامه بالتراث، متخطياً الجمال السطحي ومؤسساً قصة Moana على القيم والمعتقدات التي تشكّل هذه الثقافة. نتيجة لذلك، سيملأ هذا العمل قلبك وروحك بدفء كبير ويدفع مخيلتك إلى التحليق فوق المحيط.

الموسيقى الناعمة الدافئة تضفي جمالاً على جمال مشاهد الجزيرة بألوانها الزاهية
back to top