لا مشروبات محلاة اصطناعياً للحوامل!

نحاول الحد من السعرات المستهلكة عبر تناول مشروبات محلاة اصطناعياً على اعتبار أنها تخلو من السعرات الحرارية. لكن وفق دراسة نُشرت في مجلة {جاما} لطب الأطفال، يبدو أن تلك المشروبات قد تعطي نتائج عكسية.

للقيام بتلك الدراسة، حلل باحثون في كندا وضع أكثر من 3 آلاف حامل واكتشفوا أن المرأة التي تناولت مشروبات محلاة اصطناعياً تميل إلى إنجاب طفل أثقل وزناً. تراجعت قوة ذلك الرابط حين راقبوا وزن الأم تزامناً مع عوامل أخرى يمكن أن تؤثر في اكتساب الوزن (مثل الميل العام إلى استهلاك السعرات أو نوعية الحمية الغذائية)، ومع ذلك بقي الرابط قائماً. يبدو أن المشكلة تتعلق بعنصر موجود في مواد التحلية.

تسود مخاوف منذ فترة مفادها أن مواد التحلية الاصطناعية قد لا تكون فكرة ممتازة للسيطرة على الوزن. في إحدى الدراسات، كسب الناس الذين تناولوا مشروبات غازية خاصة بالحمية وزناً إضافياً مقارنةً بمن شربوا نسخة عادية من المشروبات الغازية. لسنا واثقين بالكامل من حقيقة ما يحصل. ربما يشعر الناس بأنهم يقومون بالصواب حين يتناولون مشروبات خاصة بالحمية فينتهي بهم الأمر باستهلاك سعرات أخرى. أو ربما تتعلق المسألة بالحلاوة المفرطة التي تتّسم بها مواد التحلية الاصطناعية، فتتغيّر أذواقنا بطريقةٍ تجعل المأكولات الأقل حلاوة (حتى الفاكهة) غير لذيذة بالقدر نفسه. أو ربما تتعلق المشكلة بطريقة الجسم في هضم المنتجات والتفاعل مع المواد الكيماوية الموجودة في مواد التحلية.

بغض النظر عن السبب، يجب أن تتخلى المرأة الحامل عن المشروبات الخاصة بالحمية. قد تظن أنها تساعدها على الحد من اكتساب الوزن، لكنها لا تفعل. من الأفضل أن تشرب الماء ومشروبات غير محلاة أخرى. لا بأس بتناول مشروب غازي أو عصير ليموناضة من وقت لآخر (السكر ليس ساماً!) طالما تبقى الحمية الإجمالية صحية (الإكثار من الفاكهة والخضار والبروتينات غير الدهنية والحبوب الكاملة) وطالما تحرص المرأة على ممارسة تمارين منتظمة.

قد يكون الطفل الممتلئ ظريفاً لكن لا يُعتبر وضعه صحياً. بات ثلث الأولاد والمراهقين بدينين أو أصبح وزنهم زائداً، وقد يؤدي هذا الوضع إلى مضاعفات مريعة على مستوى صحتهم المستقبلية وراحتهم عموماً. للوقاية من بدانة الأطفال، تزداد الأدلة على ضرورة البدء في مرحلة مبكرة، حتى قبل ولادة الطفل. صحيح أنك تأكلين عن شخصين خلال الحمل لكنه ليس عذراً للإفراط في الأكل، بل إنه سبب وجيه كي تأكلي بطريقةٍ تحافظ على صحتكما معاً.