الكاتبة والتشكيلية ثريا البقصمي: أكتب ليلاً وأرسم نهاراً

«زمن المزمار» استغرقت 10 أعوام لإنجازها و«شموع السراديب» ترجم إلى 6 لغات

نشر في 01-12-2016
آخر تحديث 01-12-2016 | 00:00
في حديث حول تجربتها في مجالي الأدب والرسم، بيّنت الكاتبة والتشكيلية ثريا البقصمي أنها تفضّل ممارسة الكتابة ليلاً، وتخصص وقت النهار للرسم مترجمةً مشاعرها في لوحات فنية.
استضاف «الصالون الثقافي» الفنانة التشكيلية والأديبة ثريا البقصمي، أمس الأول، للحديث عن تجربتها الإبداعية في لقاء مفتوح مع رواد الصالون.

بدأت البقصمي كلامها بالإشارة إلى فترة طفولتها التي أمضتها في لبنان، موضحةً أنها أثرت في حياتها كثيراً، لأنها جاءت من بيئة صحراوية جافة إلى بيئة تتمتّع بالجبال والسهول والطبيعة، ما ترك أثراً طيباً داخل نفسها. لكنها على الجانب الآخر، كما قالت، كانت تعاني الحرمان من الأهل، لافتةً إلى أنها مرّت بفترة دراسية قاسية هناك، من خلال ارتيادها مدرسة كنسية متزمتة. حتى جاءت أزمة الحرب في لبنان عام 1958، بعدها عادت إلى الكويت عن طريق «الصليب الأحمر».

وعن فترة دراستها، قالت البقصمي: «كنت أهتم كثيراً بالرسم أثناء الحصص الدراسية. كذلك كنت متفوقة في اللغتين الإنكليزية والفرنسية». واللافت أنها كما ذكرت واجهت ضعفاً في اللغة العربية، «حتى وجهتني إحدى المدرسات السوريات إلى موهبة الكتابة، بعدها تحوَّلت إلى فتاة شغوفة بالقراءة، وكان أول كتاب أقرأه «تحت ظلال الزيزفون»، وهي رواية فرنسية عرّبها الكاتب المصري مصطفى المنفلوطي».

وتابعت: «بعدها شاركت في مسابقة للقصة القصيرة بالكويت، وفزت بالمركز الأول. كنت آنذاك في الصف الثاني المتوسط، وبدأت اكتشف أن الكتابة عالم مختلف عن الرسم، وإن كان الأخير الهدف الرئيس في حياتي».

الفنون الجميلة

استطردت الفنانة ثريا البقصمي في حديثها عن دراستها، قائلة: «بعد انتهائي من المرحلة الثانوية سافرت إلى القاهرة لدراسة الفنون الجميلة بقسم التصوير. لاحقاً، جاءت فترة الزواج، فرافقت زوجي لإكمال دراسته في روسيا، وكانت تجربة قاسية ومفيدة في حياتي، كتبت على أثرها أول رواية في حياتي بعنوان «زمن المزمار الأحمر»، استغرقت عشرة أعوام».

وأضافت: «رغم أنني عشت سنوات طويلة من الغربة في روسيا وأخرى في إفريقيا، فإنني «ما تأفرقت ولا تروست»، ثم كتبت بعد ذلك مجموعة قصص قصيرة بعنوان «العرق الأسود»، من وحي الحياة التي عاشها والداي قبل ظهور حقبة النفط»

وأشارت إلى أنها قدّمت مجموعات قصصية أخرى هي «السدرة» و«امرأة مكهربة» و«شموع السراديب»، «وترجمت الأخيرة إلى ست لغات، ثم كتاب «مذكرات فطوم للأطفال» الذي ترجم إلى الفارسية، بعدها أصدرت ديواناً شعرياً بعنوان «في كفي عصفورة زرقاء»، وأتبعته بـ«خواتم النسيان»، ثم «عباءة عشق على كتف القمر»، فمجموعة قصصية بعنوان «سمكة تقود دراجة».

وأوضحت أنها «رغم التجارب كافة والإصدارات الأدبية والجوائز الكثيرة التي فزت بها داخل الكويت أو خارجها، فإنني لم أفز حتى الآن بجائزة الدولة التشجيعية، ما أحزنني لأن ثمة كتاباً شباباً حصلوا عليها مع أنهم لم يصدروا سوى كتاب واحد»، موضحةً «أن قضية الجوائز تحكمها المزاجية، فضلاً عن أن عدم الفوز بها لا يعني أن الكاتب سيئ، والآن طموحي الحصول على جائزة الدولة التقديرية».

الكتابة الصحافية
قدَّمت ثريا البقصمي ومضات مختصرة حول تجربتها في الكتابة الصحافية، إضافة إلى أنها مارست العمل التطوعي الإنساني، ووصفت نفسها بأنها فنانة «نهارية»، فهي تحب ممارسة الرسم خلال النهار، لكنها تفضل الليل أثناء ممارسة الكتابة، واختتمت حديثها قائلةً: «عندما يعجبني أحد أعمالي الفنية، فإنني أغني له، حتى أنني أرقص له أحياناً».

رغم التجارب والإصدارات الأدبية لم أفز حتى الآن بجائزة الدولة التشجيعية

عشت سنوات غربة طويلة في روسيا وإفريقيا حافظت على هويتي
back to top