فيون يتزعم اليمين الفرنسي... والاستطلاعات تقدمه على لوبن

• المرشح الرئاسي: سأغير «برمجة» فرنسا
• «الجبهة الوطنية»: توجهه الاقتصادي سيثير الفوضى

نشر في 29-11-2016
آخر تحديث 29-11-2016 | 00:04
بانتظار الانتخابات التمهيدية لليسار الفرنسي، أصبح فرانسوا فيون زعيماً لليمين الوسطي بمواجهة مرشحة أقصى اليمين مارين لوبن على منصب رئيس البلاد، حاملاً برنامجاً اقتصادياً تاتشرياً راديكالياً في ليبراليته، مع سياسة متشددة تجاه اللاجئين والتطرف الإسلامي الذي أطلق عليه اسم "الشمولية الإسلامية"، وسياسة محافظة على الصعيد الاجتماعي.
فاز فرنسوا فيون، رئيس الوزراء الفرنسي المحافظ في عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، ليل السبت ـ الأحد في الانتخابات التمهيدية التي ستقوده الى تمثيل اليمين الفرنسي في الانتخابات الرئاسية عام 2017، واضعاً نصب عينيه هدفا جديا في السباق إلى "الإليزيه".

وبينما اليسار الحاكم مشتت، قد يتنافس فيون (62 عاما)، الذي يحمل برنامجا اقتصاديا "تاتشريا" راديكاليا في ليبراليته ولديه توجهات خارجية قريبة من موسكو، ولا يرفض التعاون من إيران ونظام الرئيس السوري بشار الأسد، مع مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في مايو المقبل.

ووفقا لنتائج شبه نهائية فقد حصل فيون على 67.4 في المئة مقابل 32.6 في المئة لرئيس الوزراء السابق آلان جوبيه (71 عاما).

خطاب النصر

وتعهد فيون بتوحيد معسكره خلف مشروع يطبق إصلاحات عميقة في فرنسا، وذلك في خطاب النصر. وقال لأنصاره في مقر حملته "نهجي معروف: لا يمكن لفرنسا أن تتحمل تراجعها. إنها تريد الحقيقة والعمل". وأضاف: "سأضطلع بتحد غير تقليدي لفرنسا: قول الحقيقة وتغيير برمجتها تماما".

ولفت الى أن فوزه "مبني على قناعات"، مضيفا: "فرنسا تريد الحقيقة، فرنسا تريد أفعالا". وشكر الناخبين "الذين وجدوا في نهجه القيم الفرنسية التي يتمسكون بها: (...) فاليسار هو الفشل، واليمين المتطرف هو الإفلاس". وأضاف فيون الذي يتبنى برنامجا "الترا ـ ليبراليا" على الصعيد الاقتصادي "أنا على موعد مع جميع" الذين يفتخرون بأنهم فرنسيون.

أما جوبيه الذي كان يدافع عن برنامج سياسي أكثر اعتدالا، فقد عبر عن دعمه لفيون في الانتخابات الرئاسية عام 2017، مذكرا برسالته من أجل التهدئة والمصالحة.

وكان فيون الذي يهوى سباق السيارات، أزاح "رئيسه" السابق نيكولا ساركوزي في الجولة الأولى الاحد الماضي.

ويعتبر فيون الذي حقق فوزا مفاجئا في الدورة الأولى من انتخابات اليمين التمهيدية ليبراليا مؤيدا للحلول الصادمة من أجل تقليص دور الدولة في الاقتصاد، ويتبنى برنامجا اجتماعيا محافظا.

استطلاع

وأظهر استطلاع لمؤسسة "هاريس انترأكتيف" أن فيون سيهزم بسهولة الزعيمة اليمينية المتطرفة مارين لوبن في انتخابات الرئاسة. ورجح الاستطلاع بناء على المصوتين عبر "الإنترنت" أجري أمس الأول تقدمه على لوبن بنسبة 67 في المئة من الأصوات مقابل 33 في المئة للوبن.

وأظهر الاستطلاع أن الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند لن يحصل في الجولة الأولى إلا على 9% من الأصوات، كما سيحصل رئيس وزرائه مانويل فالس في حال ترشح بدلا منه على 9 في المئة فقط من الأصوات.

وقال الاستبيان إن إيمانويل ماكرون وزير الاقتصاد الفرنسي السابق سيحصل على نسبة تتراوح بين 13 و14 في المئة من الأصوات، وسيحصل اليساري المتطرف جان لوك ميلانشون على نسبة تتراوح بين 13 و15 في المئة.

«الجبهة الوطنية»

وقال مسؤول كبير في "الجبهة الوطنية" إن خطط فيون لتقليص الإنفاق العام وإصلاح الاقتصاد الفرنسي ستثير فوضى، ولن تحظى بدعم الشعب. ويريد فيون خفض الإنفاق العام ورفع سن التقاعد وإلغاء أسبوع العمل المؤلف من 35 ساعة وتقليص التأمين الاجتماعي.

وفي ظل قيادة مارين لوبن التي تولت رئاسة "الجبهة الوطنية" من أبيها جان ماري لوببن في 2011 تحولت "الجبهة" من حزب ليبرالي من الناحية الاقتصادية ومؤيد للمشروعات الصغيرة إلى حزب يتعهد بخفض سن التقاعد وضمان شبكة تأمين اجتماعي سخية لفرنسا.

وقال عضو "الجبهة الوطنية"، فلوريان فيلبوت، إن "مشروع فيون مختلف تماما عن مشروعنا، وهو مشروع صعب، ولن يستطيع جعل غالبية الفرنسيين يساندونه". وأضاف: "بالنسبة إلينا، فإنه مرشح عظيم لمواجهته في الانتخابات الرئاسية".

ويعتزم فيون خفض الإنفاق العام 100 مليار يورو على مدى خمس سنوات، وإلغاء ضريبة على الأثرياء، ورفع سن التقاعد إلى 65 عاما، إضافة إلى زيادة ضريبة القيمة المضافة على المبيعات.

وقال فيلبوت "إنه برنامج من الفوضى. من المستحيل ألا يثير هذا العلاج التقشفي فوضى"، وأضاف أن فيون الذي كان رئيسا للوزراء بين عامي 2007 و2012 يتحدث بشكل صارم عن الهجرة، ولكنه لن يتصرف بشكل صارم فور توليه السلطة.

«اليسار»

في غضون ذلك، تتجه الأنظار الى الحزب الاشتراكي (يسار) الحاكم في فرنسا الذي ينوي تنظيم انتخابات تمهيدية في يناير. وبعد 5 أعوام صعبة في السلطة شابتها معدلات بطالة كبيرة وسلسلة من هجمات الإسلاميين المتشددين، أصبح الاشتراكيون واليسار الأوسع منقسمين بشكل كبير. ونتيجة لذلك تشير نتائج استطلاعات الرأي إلى أن اليسار سيكون خارج المعادلة الرئاسية.

وأمام الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند أسبوعان لاتخاذ قرار بشأن خوضه الانتخابات التمهيدية. وفي مطلع الأسبوع، انتقد أبرز منافسيه المحتملين، وهو رئيس الوزراء مانويل فالس، الرئيس بشدة ورفض استبعاد أن يخوض المنافسة ضده.

وسعى المتحدث باسم الحكومة، ستيفان لو فول، إلى تهدئة التكهنات الإعلامية بتنافس ضار بين فالس وهولاند، وقال: "لمن يقولون إنه ستكون هناك انتخابات تمهيدية بين الرئيس ورئيس الوزراء أقول إنه لن تكون هناك انتخابات تمهيدية بينهما". ولكن متاعب اليسار لم تنته بعد في ظل ترشح ماكرون وميلانشون.

حملة لوبن تهاجم بـ«جردة حساب»
غداة فوز فرانسوا فيون بترشيح أحزاب اليمين ويمين الوسط إلى الانتخابات الرئاسية عام 2017، بدأت حملة زعيمة حزب «الجبهة الوطنية»، مرشحة أقصى اليمين الرئاسية، مارين لوبن، الناشطة بشكل واسع على وسائل التواصل، على الفور هجوماً على فيون، مستعرضة «جردة حساب» ما قام به خلال شغله منصب رئيس الحكومة في عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي.

واعتبر شريط مصور للحملة، أعادت لوبن نشره على حسابها في «تويتر» أن «فيون هو المسؤول عن 600 مليار يورو من الديون وعن تضخم البطالة وعن 200 ألف دخول غير شرعي وإلى وقف 12 الف وظيفة في الشرطة والجيش»، ويضيف الشريط، أن «فيون لم يقل لا للاتحاد الأوروبي ولا للتدخل في ليبيا، الذي دمر المنطقة وجعل تنظيم (داعش) يزدهر، وكان لديه توجهات أطلسية ضد التوجهات السيادية الوطنية».

«الاشتراكي» يستبعد مواجهة بين هولاند وفالس

استطلاع للرأي يمنح الاشتراكيين 9% من الأصوات مقابل 13 لميلانشون و13 لماكرون
back to top