كاسترو... رحيل «آخر الشيوعيين»

نجا من 638 محاولة اغتيال

نشر في 27-11-2016
آخر تحديث 27-11-2016 | 00:12
فيدل كاسترو
فيدل كاسترو
بعد نجاته من 638 محاولة اغتيال، كتب الموت مساء أمس الأول نهاية آخر الشيوعيين «أبو الثورة الكوبية» فيدل كاسترو، الذي حكم الجزيرة بيد من حديد، وتحدى القوة الأميركية العظمى لأكثر من نصف قرن، قبل أن يسلّم السلطة لشقيقه راؤول.

وبناء على رغبة مرشد كوبا الروحي واليسار البوليفاري، فإن جُثّة كاسترو ستُحرق وسينقل رمادها ليجوب كل أنحاء البلاد على مدار أربعة أيام، تنظم بعدها جنازة رسمية في الرابع من ديسمبر في سانتياغو دي كوبا، مهد الثورة ومنصة إعلان انتصارها على الدكتاتور الكوبي المؤيد لواشنطن فولغينسيو باتيستا في الأول من يناير 1959.

ووفق لجنة شكّلت لتنظيم الجنازة، فإن رماد «الكومندانتي» سيوارى كما هو متوقع في مقبرة سانتا إيفيغينيا، التي تضم حتى الآن ضريح بطل الاستقلال الوطني خوسيه مارتي.

وفي بيان مقتضب، أعلن مجلس الدولة برئاسة راؤول كاسترو «الحداد الوطني تسعة أيام» اعتباراً من يوم أمس إلى الأحد المقبل، حزناً على الزعيم التاريخي للحزب الشيوعي الكوبي، الذي تحدى 11 رئيساً أميركياً، ونجا من مؤامرات لا تُحصى لاغتياله بلغت رقماً قياسياً نحو 638 محاولة بحسب موسوعة «غينيس»، إضافة إلى محاولة فاشلة لإنزال منفيين كوبيين مدعومين من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في خليج الخنازير جنوب كوبا في أبريل 1961.

اقرأ أيضا

وتوالت ردود الفعل على رحيل بطل الاستمرارية السياسية، وكان أولها من الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي دعا إلى «مواصلة إرثه، وذكّر بأن وفاة كاسترو أتت بعد ستين عاماً بالضبط من وصول مركب غرانما إلى المكسيك الذي شكّل بداية تمرد استمر 25 شهراً وانتهى بإطاحة باتيستا.

وفي برقية تعزية إلى راؤول، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بذكرى الزعيم الثوري الكوبي ووصفه بأنه «رمز لعصر في تاريخ العالم الحديث»، مؤكداً أنه «كان صديقاً وفياً لروسيا يمكنها الاعتماد عليه».

وبينما اعتبر رؤساء الصين وبوليفيا وفلسطين أن فيدل كاسترو واحد من «عمالقة التاريخ»، وسيبقى خالداً كما كان «مدافعاً صلباً عن قضايا الحق والعدل في العالم»، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى رفع الحظر عن كوبا «بشكل نهائي»، مؤكداً أن فيدل جسّد الثورة الكوبية «بآمالها وخيباتها».

وفي وقت استُقبل إعلان وفاة كاسترو، التي طوت صفحة حرب باردة أوصلت العالم إلى حافة نزاع نووي أثناء أزمة الصواريخ في 1962، بالفرح من ألف كوبي يعيشون في ميامي وبصيحات «كوبا حرة»، اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن «التاريخ سيحكم على التأثير الهائل» لـ»أبو الثورة الكوبية».

وأكد خليفته دونالد ترامب، الذي سيتسلم منصبه في 20 يناير، أنه سيبذل «كل ما هو ممكن» للمساهمة في تأمين «حرية» الشعب الكوبي، من دون أن يتطرق إلى سياسة الانفتاح التي انتهجها سلفه، معتبراً أن كاسترو، كان «ديكتاتوراً وحشياً قمع شعبه».

back to top