وأد فتنة في سوهاج... وإخلاء سبيل متهمي «سجن المستقبل»

● اكتشاف بئر نفطية بطاقة 1000 برميل ومليون قدم غاز يومياً
● مقتل 5 إرهابيين ... ووفد عسكري إلى واشنطن

نشر في 27-11-2016
آخر تحديث 27-11-2016 | 00:03
قوات الأمن المصرية تسيطر على حريق اندلع في منطقة السيدة عائشة بالقاهرة أمس
قوات الأمن المصرية تسيطر على حريق اندلع في منطقة السيدة عائشة بالقاهرة أمس
تمكنت قوات الأمن من وأد بوادر فتنة طائفية في إحدى قرى محافظة سوهاج بصعيد مصر، أمس، حيث انتشرت القوات في القرية، فضلاً عن توقيف 14 شخصاً من المسؤولين عن الأحداث، فيما أخلت محكمة «جنح مركز أبوصوير» أمس، سبيل المتهمين في قضية هروب سجناء من سجن المستقبل في أكتوبر الماضي.
شهدت قرية النغاميش، التابعة لمركز دار السلام في محافظة سوهاج - 460 كيلومترا جنوب القاهرة، أمس الأول، اشتباكات طائفية بين مسلمين وأقباط، نتج عنها احتراق دار ضيافة يملكها أقباط، وتحطيم عدد من المنازل.

وأعلنت مديرية أمن سوهاج، أمس، السيطرة على الأوضاع الأمنية في القرية، وتوقيف 14 من المتسببين في الواقعة، بعد ساعات من تجمع مسلمين متشددين في القرية، عقب صلاة الجمعة، أمام مضيفة «مبنى خدمي تابع للكنيسة الأرثوذكسية»، وأشعلوا النيران فيه، ما أدى إلى تلفيات في عدد من المنازل القبطية، من دون خسائر أو إصابات.

وقال محافظ سوهاج أيمن عبدالمنعم في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط: «يتم الإعداد لإجراء جلسة صلح، بعدما سيطرت أجهزة الأمن على بوادر أحداث طائفية بين أهالي قرية النغاميش، وقوات الحماية المدنية سيطرت على الحريق الذي اشتعل في المضيفة، وتم ضبط المتسببين في الواقعة، وإحالتهم إلى التحقيق، حيث إن المبنى مرخص دار ضيافة لا كنيسة». ورغم إقرار البرلمان المصري قانون بناء وترميم الكنائس أخيرا، فإن مراقبين قللوا من أهمية التعويل عليه في إنهاء حالة الاحتقان الطائفي، طالما لم تنشر الدولة ثقافة المواطنة والتعايش وإعلاء مبدأ سيادة القانون.

وحملت حركة «شباب كرستيان»، الحكومة مسؤولية اندلاع الأحداث الطائفية الأخيرة، وقالت في بيان أمس، رغم اعتراضنا على بعض مواد قانون بناء الكنائس، فإن الحكومة تماطل في تطبيقه، وكنيسة «الكشح» الرئيسية طلبت في وقت سابق من المسؤولين تحويل المبنى، محل الخلاف، في قرية النغاميش إلى مبنى كنسي، لخدمة أقباط القرى، لكنها لم تتلق ردا. وأشار المفكر القبطي كمال زاخر إلى أن أغلب الكنائس بالصعيد غير مرخصة، بسبب مماطلة الدولة وعدم إعطائها تراخيص بناء، فيما قال المحامي نجيب جبرائيل لـ«الجريدة»: «قانون بناء الكنائس حبر على ورق، وأحداث النغاميش ستتكرر، طالما لم تلتزم الدولة بتطبيق القانون، وتُحيل المتسببين في الواقعة إلى جهات التحقيق».

إخلاء سبيل

في سياق آخر، أجَّلت محكمة «جنح مركز أبوصوير» في مدينة الإسماعيلية أمس، نظر قضية هروب متهمين من سجن المستقبل أكتوبر الماضي، والمتهم فيها 22 ضابطا وأمين شرطة، من قوة تأمين السجن، إلى جلسة 10 ديسمبر المقبل، وأصدرت قرارا بإخلاء سبيل جميع الضباط والأمناء المتهمين على ذمة القضية.

ويحاكم المتهمون بالإهمال الجسيم في أداء واجباتهم الوظيفية في تأمين السجن، ما ترتب عليه هروب عدة سجناء شديدي الخطورة باستخدام الأسلحة الآلية، منهم عناصر من تنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابي، واستشهاد رئيس مباحث مركز أبوصوير الرائد محمد الحسيني، الذي كان ضمن القوة الأمنية الملاحقة للهاربين.

وكان سجن المستقبل شهد هروب 6 متهمين، منهم 3 في قضايا مخدرات وسرقة بالإكراه وسطو مسلح، و3 من «أنصار بيت المقدس» الإرهابي، مستخدمين الأسلحة الآلية، وفروا هاربين إلى منطقة كثيفة الزراعات، وأطلقوا وابلاً من الأعيرة النارية على القوة الأمنية الملاحقة لهم.

كشف بترولي

على صعيد آخر، أعلنت وزارة البترول المصرية، أمس، عن كشف بترولي جديد في شرق «جبل الزيت» في منطقة خليج السويس، وقالت الوزارة: «برنامج الاختبار المتكامل الذي تقوم به شركة فيجا بتروليوم ليمتد الإنكليزية، أوضح أنه باختبار البئر أسفر عن إنتاج 1000 برميل زيت ومليون قدم غاز مصاحب يوميا».

وأوضحت الوزارة، أنه جارٍ استكمال برنامج الاختبار لتجهيز البئر لوضعها على الإنتاج، مشيرة إلى أن الاحتياطيات الأولية للكشف تقدر بنحو 250 مليون برميل قابلة للزيادة، وأنه وفق التقرير الذي تلقاه وزير البترول طارق الملا من رئيس شركة جنوب الوادي القابضة للبترول، من المتوقع أن يصل إنتاج البئر إلى 3000 برميل يومياً.

وشدد الخبير البترولي إبراهيم زهران على أهمية مواصلة الحكومة أعمال التنقيب على حقول الغاز والبترول، إلا أنه أشار إلى أن الكشف الجديد لن يُسهم بشكل رئيس في سد احتياجات السوق المحلي، إذ إن مصر تستورد ألف مليون قدم غاز يوميا من الخارج.

وفد عسكري

في الأثناء، وفي إطار العمليات العسكرية بمحافظة شمال سيناء، شنت قوات أمن شمال سيناء حملات مكثفة في إطار ملاحقة العناصر التي شاركت في الهجوم على كمين «الغاز» الخميس الماضي، وأسفرت الحملة عن مقتل 5 إرهابيين وإصابة جنديين خلال اشتباكات عنيفة مع المسلحين، فيما علمت «الجريدة» أن وفداً عسكرياً مصرياً رفيع المستوى، برئاسة مساعد وزير الدفاع للعلاقات الخارجية اللواء محمد الكشكي، بدأ أمس زيارة إلى واشنطن، يجري خلالها مباحثات متعددة الجوانب مع الجانب الأميركي.

وقال مصدر مطلع: «الزيارة تأتي بالتزامن مع وجود إدارة أميركية جديدة برئاسة دونالد ترامب، والوفد يبحث مسار العلاقات الثنائية، وسبل دفعها للأمام على الصعيدين الاقتصادي والعسكري، وجهود مكافحة الإرهاب، لاسيما في بعض مناطق شمال سيناء».

back to top