فيون إلى حسم «تمهيدية اليمين» ويطرح نفسه مرشح التغيير

عبر عن مواقف متشددة في الاقتصاد والسياسة الخارجية وحيال المهاجرين

نشر في 26-11-2016
آخر تحديث 26-11-2016 | 00:01
فيون وجوبيه خلال المناظرة مساء أمس الأول	(أ ف ب)
فيون وجوبيه خلال المناظرة مساء أمس الأول (أ ف ب)
يبدو أن مرشح أحزاب يمين الوسط الأوفر حظاً لتمثيل هذه الأحزاب في انتخابات الرئاسة العام المقبل قد قرر التشدد بمواقفه باتجاه أكثر يمينية، محاولا ركوب موجة الانعزال العالمية، لينافس مرشحة أقصى اليمين مارين لوبن.
تشهد فرنسا غدا الدورة الثانية من الانتخابات التمهيدية لأحزاب يمين الوسط وأكبرها حزب «الجمهوريين»، لتحديد مرشح هذه الأحزاب الى انتخابات رئاسة الجمهورية المقررة في عام 2017، بمواجهة مرشحة أقصى اليمين، مارين لوبن، زعيمة حزب «الجبهة الوطنية» المتطرف التي تجمع كافة استطلاعات الرأي أنها ستجتاز الدورة الأولى من الاقتراع الرئاسي.

ويتجه رئيس الحكومة السابق المرشح المحافظ فرانسوا فيون الذي يحمل مشروعا اقتصاديا راديكاليا «ثاتشريا»، والذي بدأ يعتمد لغة متشددة ضد المهاجرين وضد «الإرهاب التوتاليتاري الإسلامي»، وينادي بسياسة خارجية ندية مع الولايات المتحدة، للفوز بالدورة الثانية، بعد أن فاز بالدورة الأولى بفارق مريح على منافسه الليبرالي الاجتماعي رئيس الحكومة السابق آلان جوبيه، وتمكن من إقصاء «معلمه» رئيس الجمهورية السابق نيكولا ساركوزي، الذي أعلن تقاعده من السياسة، وأكد أنه سيصوت لفيون.

تقدم مريح

ويبدو أن المناظرة التلفزيونية الأخيرة التي جرت بين المتنافسين مساء أمس الأول، وحضرها حوالي 8.5 ملايين متابع، قد حسمت الأمور لمصلحة فيون، الذي بقي متقدماً بفارق مريح في استطلاعات الرأي.

وكشف استطلاع للرأي أجري بعد المناظرة أن 57 في المئة من المشاهدين اعتبروا فيون مقنعا أكثر، مقابل 41 في المئة لخصمه. وتتوقع آخر استطلاعات للرأي فوز فيون بـ65 في المئة من الأصوات.

وقال جوبيه أمس إن «الانتخابات التمهيدية الأحد المقبل هي في الحقيقة الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، والكل يشعر بذلك جيدا»، واصفا نفسه بأنه المرشح «الليبرالي الاجتماعي» في مواجهة فيون الذي يصفه بأنه «ليبرالي متطرف».

الاقتصاد

وفي المناظرة الأخيرة مساء أمس الأول، قال فيون إنه لا يريد أن يمر الاقتصاد الفرنسي بأكمله بين «أيدي قطر وصناديق التقاعد الأميركية»، مضيفا: «برنامجي الاقتصادي هو الأكثر راديكالية، لأنني بنيته ليجيب عن غضب الفرنسيين وسخطهم».

الوظائف

وخلال المناظرة هيمن حجم الإصلاحات التي يوصيان بها على النقاشات التي افتقرت الى الحماس. ويعد فيون (62 عاما) «بخفض البطالة» خلال خمس سنوات، وبجعل فرنسا «القوة الأوروبية الاولى» خلال 10 سنوات، عبر فرض تقشف على البلاد. وهو يتحدث عن إصلاح شامل لقانون العمل وتمديد فترة العمل وإصلاحات في نظام التقاعد وإلغاء نصف مليون وظيفة حكومية، مؤكدا أنه يريد أن يخلق «حافزا نفسيا» ليظهر للفرنسيين وكذلك «للخارج» أن فرنسا تستطيع إصلاح نفسها.

ورد آلان جوبيه (71 عاما) أن «إلغاء 500 ألف وظيفة أمر غير ممكن». وأضاف الرجل الذي يؤيد «إصلاحات عميقة جديرة بالصدقية»، لكن «بلا قسوة»، انه «لا يمكن أن يطلب من موظف أن يعمل أكثر ليكسب أقل». وعلق فيون «لا أقول ان الأمر سهل، لكنه ممكن»، متهما خصمه بأنه «لا يريد فعليا تغيير الأمور».

هل يشارك «اليساريون»؟

كان من بين الـ4.5 ملايين مشارك في الدورة الأولى من الانتخابات التمهيدية لليمين 15 في المئة من اليسار، بحسب تقديرات وسائل الإعلام.

وشارك هؤلاء بهدف واحد هو إخراج عدوهم اللدود نيكولا ساركوزي من السباق.

وبعد تحقيق هذا الهدف، كان العديد منهم يعتزم الاكتفاء بهذا القدر، غير أن تصدر فيون، الذي يعتبرونه ليبراليا متطرفا رجعيا، أثار التعبئة من جديد في صفوفهم. ويمكن لأي فرنسي يدفع 2 يورو، ويوقع على برنامج قيم سياسية أن يشارك في الاقتراع.

تقليدي

وانتقد جوبيه خصمه على خطه «المتمسك بالتقليدية» مشيرا الى أنه أبدى تحفظات شخصية عن مسألة الإجهاض، التزاما منه بإيمانه الكاثوليكي، وأنه يحظى بدعم معارضين لزواج مثليي الجنس وحتى قسم من اليمين المتطرف.

ويرفض فيون الذي اقترح تقييد تبني الأزواج المثليين للأطفال أن يتم «تصويره بسخرية على شكل محافظ من القرون الوسطى»، مؤكدا «لن أعتذر عن امتلاكي قيما»، ويقول إنه ضحية «مجتمع ضيق مغلق» تسوده الأفكار التقليدية والمراعاة.

«الاشتراكي» يستعد لـ «التمهيدية»

بدأ الحزب الاشتراكي الفرنسي (يسار الوسط) تسريع الحملة لتنظيم انتخابات تمهيدية في يناير، ويطلب من الذين ينوون الترشح فيها أن يتقدموا قبل 15 ديسمبر المقبل.

ولم يعلن الرئيس فرانسوا هولاند، الذي تدنت شعبيته كثيرا، إن كان يعتزم الترشح لولاية ثانية، غير أنه ينظر بارتياح على ما يبدو إلى تقدم فيون، إذ يرى بحسب أوساطه أن برنامجه سيحفز ناخبي اليسار.

وبدأ اليمين بالفعل يلعب على وتر عزل هولاند وتشتيت اليسار، وبدأ الترويج لتحركات واسعة لرئيس الحكومة الحالي مانويل فالس للترشح.

السياسة الخارجية

على المستوى الخارجي، صرح جوبيه التقليدي بما يخص السياسة الخارجية الفرنسية انه «صدم» عندما قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ «اختيار مرشحه»، عندما تحدث عن علاقات جيدة جدا مع فيون. وحاول فيون التخفيف من أهمية علاقته مع الرئيس الروسي، وقال: «حدث أن عملنا (هو وبوتين) معا لأنني كنت رئيسا للوزراء لخمس سنوات، وكان رئيسا للوزراء لخمس سنوات». وأضاف «انها العلاقة الوحيدة التي تربطنا».

وبعد أن أكد قبل يومين انه لا مفر من التعاون مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، دعا فيون في المناظرة الأخيرة الى الحوار مع سورية وإيران في الأزمة السورية للتوصل الى ائتلاف دولي ضد الإرهاب، ما يعني أن الائتلاف الحالي بقيادة الولايات المتحدة ليس فاعلا.

ورغم أنه لا يريد التخلي عن «تحالف» فرنسا مع الولايات المتحدة، ولكنه يطالب بعلاقات ندية وليس تبعية. وقال فيون في المناظرة انه يريد فرنسا قوة توازن قادرة على الحديث مع كل الدول.

ويرفض جوبيه الذي تلقبه بعض المواقع وشبكات التواصل الاجتماعي منذ أشهر بـ «علي جوبيه» لاعتباره قريبا من الإسلاميين و«مفتي بوردو الكبير»، وهي مدينته، الاستسلام لمشاعر «الخوف» حيال الإسلام، داعيا الى «هوية سعيدة». ويرفض فيون رؤية «متعددة الثقافات» لفرنسا، بينما يؤكد جوبيه أن «هوية فرنسا هي بالمقام الأول التنوع» في أصولها وألوان بشرتها ودياناتها.

وطالب فيون في المناظرة من «الغرباء» الذين يأتون للإقامة في فرنسا بضرورة الاندماج واحترام التراث الثقافي والحضاري لفرنسا.

«داعشي» يقيم على حدود سورية والعراق أمر بضرب فرنسا

أعلن المدعي العام لباريس فرنسوا مولانس، أمس، أن عناصر مجموعة مسلحة يشتبه بأنها سعت إلى تنفيذ اعتداء في الأول من ديسمبر في المنطقة الباريسية «بايعوا» تنظيم «داعش» وكانوا على اتصال مع «شخص أصدر الأمر من منطقة العراق وسورية بواسطة تطبيقات مشفرة».

وكان مصادر، قالت إن اعضاء الخلية بحثوا على الإنترنت عن «حوالي عشرة مواقع» يمكن أن تكون شكلت أهدافاً محتملة، منها مقر الشرطة القضائية وسط باريس، ومعرض عيد الميلاد على جادة الشانزيليزيه ومنتزه «ديزنيلاند» باريس في ضواحي العاصمة، وأرصفة مقاه في شمال شرق العاصمة، ومحطة مترو باريسية وعدة كنائس كاثوليكية ومعابد يهودية.

back to top