فرنسا: فيون يتقدم انتخابات «اليمين» وينال دعماً قوياً من المتطرفين

• أجواء مشحونة سبقت المناظرة الأخيرة
• تحركات داخل «الاشتراكي» لمنع ترشح هولاند

نشر في 25-11-2016
آخر تحديث 25-11-2016 | 00:03
جانب من تظاهرة «مطلبية» لرجال الإطفاء في ساحة «بلاس دو لا نسايون» بباريس أمس (أ ف ب)
جانب من تظاهرة «مطلبية» لرجال الإطفاء في ساحة «بلاس دو لا نسايون» بباريس أمس (أ ف ب)
تواجه المرشحان للانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي فرنسوا فيون وآلان جوبيه في مناظرة تلفزيونية أخيرة، مساء أمس الأول، وسط اجواء مشحونة مع اقتراب الدورة الثانية من الاقتراع التي سينبثق عنها الاحد مرشح اليمين للانتخابات الرئاسية في 2017، في وقت لا يزال فيون يتقدم بفارق مريح عن منافسه في استطلاعات الرأي.

والرهان كبير لرئيسي الوزراء السابقين إذ إن مرشح اليمين سيكون، حسب استطلاعات الرأي، في موقع جيد للفوز في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في مايو المقبل في مواجهة اليمين المتطرف، وتولي الرئاسة خلفا للاشتراكي فرنسوا هولاند الذي تدهورت شعبيته بشكل كبير.

جوبيه يهاجم

وسعيا لتقليص الفارق مع منافسه في الجولة الاولى من الانتخابات التمهيدية الاحد الماضي، شن آلان جوبيه (28.6 في المئة) هجوما شرسا على منافسه فرنسوا فيون (44 في المئة) ما دفع اكثر من 200 برلماني من اليمين والوسط للدعوة في مقال نشر أمس في صحيفة "لوفيغارو" المحافظة، الى "نقاش صريح لكن مع الاحترام المتبادل".

وبدا وكأن بونوا آبارو المتحدث باسم جوبيه نفسه غير راض عن هذه النبرة التي قال انها "تصاعدت (...) أكثر مما ينبغي برأيي".

وطلب جوبيه (71 عاما) من خصمه فيون (62 عاما) ان يبرر مواقفه من الاجهاض، منتقدا "رؤيته التقليديّة للغاية، إن لم تكن رجعية بعض الشيء" للمجتمع.

كما ندد بما اعتبره "وحشية" برنامجه "الليبرالي المتطرف" الذي ينص على إلغاء 500 ألف وظيفة في الدولة. وأخذ عليه "الافراط في مجاملة (الرئيس الروسي فلادمير) بوتين" وإغداق "دعم اليمين المتطرف" عليه.

وقال جوبيه مساء أمس الأول: "اتهموني بأنني ليّن أكثر مما ينبغي، لكنني أعتبر أن فرنسوا فيون أقسى مما ينبغي". ولخص مواقفه داعيا فيون الى "عدم تقمص دور التعفف". وقال أمس في مقابلة مع صحيفة لو باريزين: "سأكافح لأقول ان هناك تيارين، يمين انشقاقي ويمين جامع".

فيون يرد

ورد فرنسوا فيون: "ما كان يخطر على بالي إطلاقا أن ينحدر صديقي آلان جوبيه إلى هذا المستوى"، مضيفا: "انا ديغولي، هذا كل ما في الامر".

ورد فرنسوا فيون الذراع اليمنى السابق للرئيس نيكولا ساركوزي الذي دعمه اثر خروجه من السباق، انتقادات خصمه، واثقا من تقدمه عليه بفارق مريح، ووضع خصمه في خانة "العالم الضيق الذي يبقى على ما هو" و"يعتقد أنه يتكلم باسم الشعب الفرنسي".

وردا على اتهام مواقفه بالوحشية والتطرف، قال فيون، أمس في "لو فيغارو"، إن "الأمر الوحشي الوحيد اليوم هو البطالة (..) وانعدام الامن، وتزايد الفقر (..) والاعتداءات الارهابية (..) لدي مشروع يمكن أن ينهض البلد".

وتبنى فيون الكاثوليكي مواقفه بشأن الأسرة التي يعتبرها "قيمة" يجب أن يعيدها "الى قلب كل السياسات العامة".

وهذه القيم هي تحديدا ما جعله يكسب تأييد حركة "سانس كومان" (الحس السليم)، الحركة السياسية المنبثقة عن جمعية "مانيف بور توس" (التظاهر من أجل الجميع) التي نزل انصارها الى الشوارع بمئات الآلاف عام 2013 لمعارضة تشريع زواج مثليي الجنس. كما أنه كسب دعم ممثلين عن اليمين المتطرف.

ووجه موقع اليمين المتطرف المعادي للاسلام "ريبوست لاييك" (رد علماني) دعوة "من اجل التصدي لتصويت المسلمين، دعونا نصوت بكثافة مع فيون!".

وتردد بعض المواقع والشبكات الاجتماعية منذ اشهر هجمات على آلان جوبيه يعتبرها المرشح "مقززة".

ولقب على تويتر "علي جوبيه" ووصف بـ "مفتي بوردو الكبير"، وهي مدينته. ونشرت له صورة مركبة يظهر فيها مطلقا لحيته ومرتديا جلبابا. كما صوره موقع "ريبوست لاييك" منحنيا فوق حذاء الداعية الاسلامي المثير للجدل طارق رمضان.

وقال آلان جوبيه معلقا "هذا ترك اثرا مضرا". ومن المتوقع بحسب آخر استطلاع للرأي اجراه معهد "ايفوب-فيدوسيال" ونشر أمس الأول ان يفوز فيون بـ65 بالمئة من الاصوات مقابل 35 بالمئة لجوبيه.

في المقابل، يبدو أن الضغط بدأ يكبر على فرانسوا هولاند من داخل الحزب الاشتراكي لثنيه عن الترشح لولاية ثانية، وأن ما كان يقال همساً عبر التسريبات انتقل الى العلن وبشكل عنيف وقاس.

النائب الاشتراكي مالك بوطي المقرب من رئيس الوزراء مانويل فالس قال أمس لصحيفة لوفيغارو: "يجب منع فرانسوا هولاند من الترشح. على الرئيس أن يقتنع أن مشكلته ليست في استطلاعات الرأي، مشكلته هي في شخصه".

فيون يغضب اليهود
انتقد زعماء يهود المرشح الأوفر حظاً للفوز بانتخابات الرئاسة الفرنسية فرانسوا فيون بسبب تصريحات ألمح فيها إلى أن اليهود لم يكونوا راغبين في الماضي في احترام قواعد البلاد.

وكان فيون يتحدث إلى إذاعة "أوروبا 1" بشأن الحاجة لمكافحة التشدد الإسلامي، وقال في هذا السياق: "يتعين علينا أن نتصدى لتلك الأصولية بنفس الطريقة التي تصدينا لها بها من قبل. كافحنا بعض أشكال الأصولية الكاثوليكية وكافحنا سعي اليهود للعيش في مجتمع لا يحترم جميع قواعد الجمهورية الفرنسية".

وذكرت متحدثة باسم كبير حاخامي فرنسا حاييم كورسيا أنه تحدث لاحقاً مع فيون بشأن تصريحاته.

وقال كورسيا، إن المجموعات اليهودية ربما عاشت في الماضي في عزلة نسبية عن المجتمع الأوسع لكن ذلك "لم يكن بأي حال من الأحوال خيار المواطنين اليهود، لكن نتيجة لعدم قبول المجتمع الفرنسي لأقرانهم في ذلك الوقت".

وقالت ساشا غزلان رئيسة اتحاد الطلاب اليهود الفرنسيين "تلك التصريحات المفاجئة تثير أسئلة حول كيفية تعريف فرنسوا فيون للأصولية".

وكتب فيون لاحقاً على صفحته على "فيسبوك" أن تصريحاته أُسيء فهمها.

وقال: "لم أقصد مطلقاً أن أشكك في ارتباط المجتمع اليهودي بقيمنا المشتركة وباحترام قيم الجمهورية".

back to top