المخرج اللبناني إيلي ف. حبيب: ليس هدفي تقديم فيلم يُركن على الرف

وقّع هذا العام ثلاثة أفلام «بينغو» و«ولعانة» و«لأني بحبك»

نشر في 23-11-2016
آخر تحديث 23-11-2016 | 00:05
إيلي ف. حبيب
إيلي ف. حبيب
غيابه المتقطّع عن الدراما التلفزيونية سببه ميله إلى السينما التي يكرّس لها وقته في السنوات الأخيرة، حتى إن العام الراهن سيأفل على ثلاثة أفلام بتوقيعه.
المخرج اللبناني إيلي ف. حبيب، بعد النجاح الذي حققه فيلم «بينغو» الذي عُرض مطلع هذا العام أصدر فيلمه الثاني «لأني بحبّك» مطلع شهر نوفمبر على أن يصدر «ولعانة» الشهر المقبل.
عن السينما وأفلامه تحدث إلى «الجريدة».
ما أصداء انطلاقة فيلم «لأني بحبَّك» (تأليف كريستين بطرس، وإنتاج مروى غروب)؟

ممتازة جداً بالنسبة إلى هذا النوع من الأفلام المختلف عن الأعمال التي قدّمتها سابقاً. إنه فيلم عائلي يتوجه إلى المراهقين خصوصاً.

إلى أي نوع ينتمي؟

ينتمي إلى النوع الرومانسي وتتخلله دراما وكوميديا خفيفة.

ما مختصر قصتّه؟

يعود شاب (وسام صليبا) إلى لبنان لبيع أملاك والده فيصطدم برفض شريكه زير النساء (هشام حدّاد) حتى يتعرف إلى (كريستينا) التي يتفق معها على مساعدته لإقناع شريكه بالبيع، فيُغرمان ببعضهما بعضاً.

وتفاصيل «ولعانة» (تأليف كلود صليبا، وإنتاج «إيغل فيلمز»).

ينتمي إلى كوميديا المغامرة. يحكي عن انضمام ثلاث شخصيات (ماغي بو غصن، وكارلوس عازار، وسام صبّاغ) إلى الدفاع المدني في لبنان لتنفيذ مهمات معيّنة لا تخلو من مواقف واقعية طريفة.

تسويق

يختار صانعو الأفلام عادة وجوهاً فنيّة معروفة لاستقطاب الجمهور فيما «كريستينا» وجهاً جديداً في «لأني بحبك».

أبطال الفيلم ثلاثة من بينهم «كريستينا»، فوسام صليبا وهشام حداد معروفان ولهما جمهورهما الخاص. نفتقد راهناً إلى الوجوه الشبابية الجديدة، وما دامت «كريستينا» جميلة ومتخصصة في التمثيل في الولايات المتحدة الأميركية، أي غير دخيلة على المهنة، فما المانع إذاً من مشاركتها؟

لكن «ولعانة» يضمّ نجوماً من الصفّ الأول، مثال ماغي بو غصن وكارلوس عازار ووسام صبّاغ؟

عندما يكون ملصق الفيلم جيداً مثل «ولعانة»، من الطبيعي أن يستقطب نسبة كبيرة من الجمهور في أول أسبوعيْ عرض، فإذا كان جيّداً استمر نجاحه وازداد عدد جمهوره. أمّا فيلم «لأني بحبك»، فلا نتوقع عدداً كبيراً من الجمهور له في أول أيام العرض لكننا نأمل بأن يزداد تدريجاً بفعل تناقل الخبر.

ما أهمية التسويق في هذا الإطار؟

إنه مهم جداً ويمهّد أمام تحقيق نسبة كبيرة من الجمهور. ثمة أفلام تتكلّ على تناقل الخبر فتبدأ خجولة ليزداد نجاحها تدريجاً فيما أفلام أخرى تنطلق بنسبة مشاهدين مرتفعة انطلاقاً من عملية التسويق التي تقوم بها شركة الإنتاج، وإذا استوفت عناصر النجاح استمرت.

للمرة الثانية يجتمع كل من كارلوس عازار وماغي بو غصن في فيلم سينمائي تحت إدارتك، كيف ترى أداءهما؟

لا يحتاجان إلى شهادتي لأنهما ممثلان متمكّنان من أدائهما ويحققان ثنائية ناجحة في كل مرّة يجتمعان فيها.

إدارة الممثل... والإنتاج

لاحظنا أن أداء وسام صليبا السينمائي اختلف عن أدائه التلفزيوني؟

سمعت تعليقات كثيرة في هذا الإطار، لكنني صراحة لا أستطيع إبداء الرأي لأنني لم أشاهد أداءه عبر الشاشة بعد. على كلٍ، عملنا بضمير وحققنا نجاحاً في هذا العمل.

إنه دليل إلى أهمية إدارة الممثل في موقع التصوير.

إدارة الممثل ليست أمراً مهمّاً بل هي واجب مفروض على أي مخرج. لأن الممثل يُترجم أفكاره فيما تُعتبر حركة الكاميرا صوته. في النهاية، يأتي الفيلم أو المسلسل نتاج جهد فريق عمل يقوم كل فرد فيه بواجباته لتكتمل العناصر ويتحقق النجاح.

ثمة تداخل بين ممثلي السينما وبين ممثلي التلفزيون في لبنان، كيف تفسّر ذلك؟

عندما تتحقق الصناعة السينمائية تنفصل الأمور بشكل تلقائي اقتصادياً ومعنوياً. في الشق المعنوي، يفضّل بعضهم العمل تقنياً في السينما لا التلفزيون، أمّا في الشق الاقتصادي فلا يمكن انتظار أربع سنوات لتقديم فيلم سينمائي وتأمين لقمة العيش. عندما تتحقق الصناعة السينمائية تنفرج الأمور تلقائياً وهذا أمر ينطبق على المخرجين اللبنانيين أيضاً الذين يعملون في مجالات فنية مختلفة، من كليب إلى دراما فسينما، إنما يميل كل منهم إلى دفّة أكثر من أخرى مثلما أميل شخصياً إلى السينما.

هل جماهيرية الممثل في التلفزيون تمهدّ أمام اختياره لبطولة فيلم سينمائي؟

من منظار التسويق نعم، إنما ثمة معيار فني أيضاً يجب أخذه بعين الاعتبار، أي مقدار ملائمته الدور وهنا قد يحدث اختلاف إيجابي في الرأي بين المنتج والمخرج، لأن الأول يقيس الأمور من منظار تسويقي جماهيري والثاني من منظار فنّي أدائي، حتى يحصل توافق على فنان يجمع حداً أدنى من الاثنين، لأن لا نفع للجماهيرية من دون الأداء الجيد كما لا نفع للأداء من دون النجومية.

يُنسب الفيلم السينمائي إلى المخرج فيما المسلسل الدرامي إلى الكاتب، ما السبب؟

طبعاً، تُسلّط الأضواء في المسرح على الممثل وفي التلفزيون على الكاتب وفي السينما على المخرج، ذلك لسبب بسيط جداً وهو أن هؤلاء الثلاثة قادرون على تحقيق تغيير جذري في العمل المنسوب إليهم. فالعناصر الثلاث متوافرة في أي عمل إنما غياب الممثل لأي سبب كان عن المسرحية يعطّلها، وكاتب المسلسل قادر على إحياء شخصية أو تغييبها، أمّا في الفيلم فيكون المخرج قادراً على صناعة نجم أو إفشاله، وبالتالي إمّا ينجح الفيلم أو يفشل لأنه هو من يدير العمل لذا يرتبط باسمه فيما يشكّل النص أحد عناصر الفيلم.

«بينغو» و«ولعانة» و»لأني بحبك» ثلاثة أفلام بتوقيعك هذا العام، كيف تحقق ذلك؟

لن أعيد الكرة! تعبت كثيراً وفقدت الاستمتاع بالعمل بسبب الضغط النفسي والعبء الذي رافقني هذه الفترة لتقديم ثلاثة أعمال متساوية فنياً.

تعاملت مع شركتين، فهل تختلف نوعية العمل السينمائي وفق قدرات الشركة الإنتاجية؟

طبعاً، إنما أرفض التنازل عن معايير فنيّة معيّنة إذ لا يمكن التراجع عن المستوى الذي قدمناه سابقاً. من هذا المنطلق توّفر كل شركة ما يلزم للعمل انطلاقاً من قدراتها الإنتاجية لتوفير مشروع جيّد مكتمل العناصر.

هل يمكن أن تؤسس هذه الأفلام لصناعة سينمائية مستقبلية؟

طبعاً، لأن تنشيط العجلة الإنتاجية السينمائية على صعد مختلفة يؤدي إلى الصناعة مثلما حصل في الدراما التلفزيونية.

تغيير وفيلم تجاري

قدّمت منذ انطلاقتك ثمانية أفلام سينمائية، ما التغيير الذي تحقق من حينها؟

نضجت 15 عاماً. عندما قدّمت أوّل ثلاثة أفلام كانت حركة السينما اللبنانية خجولة جداً. أمّا في السنوات الأخيرة، وتحديداً منذ فيلمي Bebe، فنشهد حركة كثيفة. حتى أنني أتذكر أنه تزامن مع عرض فيلم “فيتامين” 11 فيلماً لبنانياً. أتمنى أن تستمر هذه العجلة حتى نبلغ 15 فيلماً لبنانياً سنوياً، فيمكن الحديث حينها عن صناعة سينمائية، وإن تفاوت مستواها الفنيّ.

متى موعد فيلمك الخاص إخراجاً وتأليفاً؟

لم أتفرّغ له بعد. يحتاج الأمر إلى تمكين الثقة بيني وبين الناس حتى أستقطب الجمهور لأن الفيلم الذي لا يتوجه إلى أفراد العائلة في لبنان لا يستردّ كلفته ولن يكون فيلمي لمن هم دون الـ16 عاماً. ما أقوم به راهناً يشكّل مرحلة تأسيسية تمهيداً لفيلمي الخاص.

لكن أفلامك شعبية لا تدخل ضمن الموسوعة التاريخية للأفلام اللبنانية.

لا يزعجني الأمر، ليس هدفي تقديم فيلم يُركن على الرف، بل فيلم يجمع بين التجارة والفكر، علماً بأن الفيلم التجاري لا يقلّ شأناً عن سواه من أفلام.

ما تعريفك للفيلم التجاري؟

أصبح تفسير الفيلم التجاري بشعاً، على رغم أنه باختصار فيلم يستقطب الجمهور ويحقق الأرباح وفي الوقت نفسه مستوفٍ الشروط الفنية، تأليفاً وإخراجاً وتنفيذاً. فهل أفلام مصر كلها نخبوية؟ طبعاً لا، فقليلة هي الأفلام المصرية النخبوية وتطغى هناك الأفلام الهابطة إنما أحد لا يعلن ذلك.

«مسا»... ومسلسل رمضاني

تألقت ابنة ايلي حبيب «مسا» في بطولة فيلم «بينغو»، فهل من مشروع جديد لها؟ يقول في هذا السياق: «طبعاً وقريباً جداً. أشجعها على الاستمرار في هذا المجال لأنها شغوفة بالتمثيل. والمفارقة أنها رغم صغر سنّها لا تتعب في موقع التصوير، وتتغلّب على النعاس لاستكمال المشاهد بكل نشاط ومهنيّة».

أما عن مشاريع المرحلة المقبلة فيوضح حبيب: «أحضّر لمسلسل رمضاني نتحدث عن تفاصيله في حينه».

أنا في مرحلة تأسيسية لفيلم من تأليفي وإخراجي

الفيلم التجاري لا يقلّ شأناً عن سواه من أفلام
back to top