فيون... «تاتشري» ينوي إنهاء «الدولة الاجتماعية»

يميني كاثوليكي محافظ مؤيد لموسكو ومتشدد ضد «الإسلام التوتاليتاري»

نشر في 22-11-2016
آخر تحديث 22-11-2016 | 00:05
No Image Caption
يملك فرانسوا فيون، الذي حقق مفاجأة بفوزه في الدورة الأولى من انتخابات أحزاب يمين الوسط الفرنسي، وأبرزها حزب الجمهوريين، الصفات الفطرية لسياسي محافظ.

وخلف سلوكه الدمث والمهذب، فإن الرجل البالغ من العمر 62 عاما يتمتع بشخصية قوية، وعاقد العزم على تقليص النفقات الحكومية من خلال إلغاء الكثير من الوظائف في القطاع العام.

ويملك الرجل المؤهلات، فهو من المعجبين برئيسة الوزراء البريطانية الراحلة مارغريت تاتشر، وواجه خلال عمله وزيرا للعمل والشؤون الاجتماعية احتجاجات في الشوارع في 2003 ضد إصلاحاته لرفع سن التقاعد.

وصفه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي في 2007 بأنه مجرد موظف بقوله "أنا الرئيس". وعلى مدى خمس سنوات قاد فيون الحكومة في ظل الرئيس القوي بعيداً عن الكاميرات.

بعد ذلك بعشر سنوات، تخلص الرجل المتكتم والجاد والبسيط، الذي وصف نفسه بأنه يصعب اغضابه، من تلك الوصاية القاتلة.

وقال فرانسوا فيون، الواثق من نفسه هذا الأسبوع، انه يمكنه الاعتماد على "تصويت في العمق، تصويت بالانضمام الى برنامج قوي" وصفه بأنه "توليفة بين اليمين الليبرالي واليمين التسلطي".

عندما هزم ساركوزي في انتخابات 2012 حاول تولي رئاسة حزب الحركة الشعبية سابقاً، لكن منافسه جان فرنسوا كوبيه فاز في الانتخابات رغم اتهامه بالغش. فكر في الانشقاق لكنه بقي في الحزب الذي أصبح في ما بعد حزب الجمهوريين، وعمل بصمت على الاعداد للانتقام.

وخسر ساركوزي الانتخابات الرئاسية أمام الاشتراكي فرانسوا هولوند في 2013، لكن فيون نجا من السخط الذي تراكم على رئيسه.

نقاط مهمة في برنامجه
• زيادة ساعات العمل من 35 إلى 39 ساعة.

• حذف مفهوم الدوام القانوني في القطاع الخاص.

• تأخير سن التقاعد إلى 65 سنة.

• كبح الضريبة على الثروة.

• زيادة الضربية المضافة.

• وقف نصف مليون وظيفة عامة في غضون 5 سنوات.

• ضخ 12 مليار يورو إضافية لتعزيز أدوات الشرطة، بما في ذلك توفير 16 ألف مكان جديد في السجون.

• حظر عودة الجهاديين الذين يقاتلون في الخارج، وترحيل أي أجنبي ينتمي إلى "حركة إرهابية".

• تقييد إجراءات التبني للأزواج المثليين.

وبوضعه الإفراط في الإنفاق الحكومي على رأس أولوياته، سعى فيون لينأى بنفسه عن ساركوزي عندما اندلعت الأزمة المالية العالمية في 2008، ووصف بلاده بأنها "مفلسة".

وعاد هذا التصريح ليصبح العمود الفقري لبرنامجه الانتخابي الذي يطالب بتخفيض للنفقات على نطاق لا يجرؤ منافسوه على التعهد به في بلد لديه واحد من أعلى معدلات الإنفاق العام في أوروبا.

ولد فيون في منطقة سارت الواقعة على بعد نحو 200 كيلومتر غربي باريس، حيث تبقى الجذور الكاثوليكية لفرنسا العلمانية قوية. وفيون متزوج من بينولوب المولودة في ويلز، ولهما خمسة أولاد، وكان أصغر عضو بالبرلمان الفرنسي حين انتخب أول مرة قبل 35 عاماً.

ويقول فيون إن خطته لخفض الإنفاق قابلة للتطبيق إذا زاد عدد ساعات عمل العاملين في القطاع العام إلى 39 ساعة من 35 حالياً. وفي بلد قتل فيه أكثر من 230 شخصاً في هجمات شنها متشددون إسلاميون على مدى العامين المنصرمين أحجم خصوم فيون السياسيون عن اقتراح مثل هذه التخفيضات الحادة، خشية اتهامات بأنها قد تشمل العاملين بجهاز الشرطة.

إنهاء "الدولة الاجتماعية"

ويطرح برنامجاً اقتصادياً ليبرالياً في واحدة من أكثر البلاد رعائية في العالم، كما انه يقدم رؤية محافظة للمجتمع الفرنسي الذي طالما تميز بتحرره.

ويقدم فيون خطابا يمينيا يلامس "التاتشيرية" على المستوى الاقتصادي، ويشمل قطيعة مع التسوية التاريخية التي أنجزت في فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية، والتي أرست مفهوم "الدولة الاجتماعية". وينطلق جوهر موقف فيون من مكان يرى أن فرنسا تأخرت 30 عاما في التخلص من العبء الاجتماعي، إذ إنه يرى أنه حين وصلت مارغريت تاتشر إلى السلطة في بريطانيا، وحين وصل رونالد ريغان إلى البيت الأبيض، كانت فرنسا خارج السياق التاريخي مع انتخابها لليساري الاشتراكي فرانسوا ميتران.

ويريد كذلك خفض الهجرة "الى الحد الأدنى".

مؤيد لروسيا

أما على المستوى الخارجي فيقول إن هاجسه الأوحد هو "السيادة الوطنية"، ومكانة فرنسا على الساحة العالمية، وهو ما يدفعه الى رفع صوته في معارضة الولايات المتحدة والدعوة الى التقارب مع روسيا.

ويدعو إلى التقارب مع روسيا، ولا يعارض التعاون مع إيران، كما لديه مواقف فاقعة في تأييد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ووصفت صحيفة "لوموند" الفرنسية السياسية الخارجية لفيون بكلمة واحدة "مؤيدة لروسيا".

وفي كلمة له الخميس الماضي في قاعة "لو باليه دو كونغريه" (قاعة المؤتمرات)، قال فيون: "حان الوقت لفرنسا والأوروبيين أن يفهموا أنهم يجب أن يكونوا أصدقاء للولايات المتحدة، لا تابعين لها".

«التوتاليتارية الإسلامية»

وفي اللقاء نفسه قال فيون انه طالما نادى بضرورة مواجهة ما اسماه" التوتاليتارية الإسلامية"، التي تهدد بحسبه باندلاع حرب عالمية، مضيفاً: "اننا نحتاج الى الكثير من الحلفاء للفوز بهذه الحرب، ومن بين الحلفاء موسكو التي مازلنا نفرض عليها عقوبات، بينما من الأجدى أن نقف جميعاً ضد داعش".

لا يدعو فيون الى الخروج من أوروبا ولكنه يلتزم الحذر، وهو يقول إنه طالما كانت فرنسا ضعيفة فإنها تخضع لأوروبا، بينما إذا كانت قوية فإنها تقودها. ويستشهد بمقولة للجنرال ديغول يقول فيها إنه للعب دور خارج الحدود يجب أن تكون فرنسا قوية في الداخل.

بعض مواقفه الخارجية
• حان الوقت لفرنسا والأوروبيين أن يفهموا أنهم يجب أن يكونوا أصدقاء للولايات المتحدة، لا تابعين لها.

• أريد رقابة إدارية صارمة على الدين الإسلامي.

• في سورية معسكران؛ معسكر نظام الرئيس بشار الأسد، ومعسكر تنظيم "داعش"، وعلى الغرب اختيار معسكر الأسد.

• علينا التعاون مع روسيا وإيران لمواجهة "داعش".

• السعودية ودول الخليج جزء من المشكلة في سورية، وعلى فرنسا إعادة النظر في علاقتها مع هذه الدول.

• روسيا هي القوة العالمية الوحيدة التي قاتلت فعلاً "داعش".

• مسيحيو الشرق يدعمون الأسد، لأنهم يدركون أن سقوطه يعني قيام دكتاتورية سنية تمثل تهديداً لهم ولكل الأقليات.

back to top