والٍ خفي يقود «داعش سيناء»... و8 مسؤولين ينفذون المهام

الضباط الأربعة الملتحون المتورطون في مخطط اغتيال السيسي شاركوا في «رابعة العدوية»

نشر في 22-11-2016
آخر تحديث 22-11-2016 | 00:02
لاتزال الساحة المصرية مشغولة بما أظهرته التحقيقات التي كشف عنها أخيراً مع خلايا إرهابية، وما تم الإعلان عنه من إحباط محاولتي اغتيال للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. ومن أبرز ما أثارته نتائج التحقيقات هو الشخصية الغامضة لوالي "داعش مصر"، حيث لم يستطع أحد الكشف عن هويته.
بعد نحو عامين من الكتمان والسرية، التي فرضها تنظيم ما يعرف بـ «ولاية سيناء» الفرع المصري لتنظيم «داعش»، على هيكله التنظيمي، بدأت تتكشف خفايا هذا الكيان الإرهابي، الذي لم يتورع عن ذبح العشرات من المواطنين، والإجهاز على ارتكازات الجيش والشرطة المنتشرة في محافظتي شمال ووسط سيناء، خلال العامين الماضيين.

بالتزامن مع النجاحات الميدانية التي حققها الجيش في معاقل التنظيم في سيناء، ودخوله قريتي «بلعة والتومة»، سقطت ورقة التوت التي كانت تخفي هيكل التنظيم، أمس الأول، بعد ما كشفته التحقيقات التي باشرتها نيابة أمن الدولة العليا مع 292 إرهابياً من المنتمين للتنظيم، ووجهت لهم النيابة محاولة اغتيال الرئيس عبدالفتاح السيسي، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف.

تطرقت التحقيقات لأول مرة، إلى الكشف عن هيكل التنظيم، فضلاً عن الإشارة إلى مراحل تنفيذ العمليات الإرهابية، لتكون المفاجأة هي أن زعيم تنظيم «ولاية سيناء» المعروف بـ»الوالي» غير معروف لبقية قيادات التنظيم، حيث أشارت اعترافات المتهمين إلى أن «الوالي» هو أعلى منصب في الهيكل، يليه مسؤول «نقل التكليفات» (أبو عمر).

ووفقاً لخبراء الحركات الأصولية، فإن ذلك يعني أن قائد التنظيم خفي غير معلوم للجميع، وأن التواصل معه يتم عبر مسؤول «نقل التكليفات»، وأن المدعو أبو أسامة المصري الذي ظهر في العديد من فيديوهات التنظيم، هو أحد المنظرين الشرعيين، وليس القائد كما كان شائعاً.

وأشارت التحقيقات إلى وجود مسؤول «الأمن الداخلي للتنظيم»، والمسؤول «العسكري»، ومسؤول «العمل الميداني» (جمع المعلومات ورصد التحركات)، وأن مسؤول «الإعلام» هو الجهادي السيناوي شادي المنيعي، وأن هناك مسؤولا عن «تصنيع العبوات المتفجرة»، وآخر عن «تأهيل العناصر الانتحارية»، ومسؤول عن «التجنيد»، وأخير عن «الخطاب الشرعي».

اللافت للنظر أنه على الرغم من التسلسل الهرمي لهيكل التنظيم إلا أن الجماعة الإرهابية تعتمد بشكل رئيسي على العمل العنقودي وليس الجماعي، ما أضفى على التنظيم هالة كبيرة من الغموض والسرية.

وأوضحت التحقيقات أن التنظيم قسم عناصره إلى عدة خلايا تنتشر في مناطق شبه جزيرة سيناء، بين محافظتي «شمال ووسط سيناء»، وأن لكل منطقة مسؤولا، وكل منطقة مقسمة إلى مجموعات، يتولى كل مجموعة منها مسؤول، كما أن لكل منطقة معسكرات التدريب البدنية والنفسية والتدريب على استخدام أنواع السلاح المُختلفة «الخفيفة والمتوسطة والثقيلة» والتدريب على استخدام مقذوفات الهاون و»RBJ» و»الكورنيت»، فضلاً عن التدريب على عمليات التفخيخ والتلغيم والتشريك.

وعن الطريقة التي يتبعها التنظيم في عملياته الإرهابية، أشارت التحقيقات إلى أنه يتم تقسيم العناصر المشاركة في عمليات استهداف الكمائن الأمنية إلى 6 مجموعات، مجموعة «الانتحاريين» تتولى اقتحام المواقع بالمركبات المُفخخة، ومجموعة «الانغماسيين» تتولى اقتحام المواقع واستهداف القوات المتبقية، ومجموعة «الدعم» لتقديم العون لعناصر المجموعة الثانية، والمجموعة الرابعة «الإسعافيين» وتتولى إسعاف من أصيب من عناصر المجموعتين الثانية والثالثة.

أما المجموعة الخامسة، فهي «قطع الإمداد» وتتولى منع وصول التعزيزات لأفراد الجيش، والمجموعة السادسة والأخيرة هي «مجموعة الإعلاميين» وتتولى توثيق مجريات العملية.

التحقيقات

كما كشفت تحقيقات أجرتها أجهزة الأمن المصرية، أمس الأول، في ملف قضية تنظيم «ولاية سيناء»، ومحاولتي اغتيال السيسي مفاجآت مدوية، بينها انخراط عدد من المتهمين في فعاليات اعتصام «رابعة العدوية»، المناصر للرئيس «المعزول» محمد مرسي، أغسطس 2013.

التحقيقات التي تضمنت إحالة 292 إرهابياً إلى النيابة العسكرية، في تهم محاولة اغتيال السيسي كشفت أن تحريات قطاع الأمن الوطني في وزارة الداخلية، هي التي توصلت إلى هوية جميع المتهمين، وفي مقدمتها تحديد وكشف النقاب عن تفاصيل المخطط الإرهابي الذي استهدف اغتيال السيسي، أثناء أدائه مناسك العمرة، وولي العهد السعودي، عام 2014.

أوراق التحقيقات قالت إن جهاز الأمن الوطني أول من حذر من خطورة مجموعة ضباط الشرطة الملتحين، والذين تبين اشتراكهم في إعداد مخطط اغتيال السيسي داخل مصر، من خلال استهداف موكبه حال مروره في الطريق العام.

اعتصام رابعة

وكشفت التحقيقات، أن عدداً من المتهمين شارك في الاعتصام المسلح لجماعة «الإخوان» الإرهابية في ميدان «رابعة العدوية»، الذي فضته قوات الأمن 14 أغسطس 2013، وأنهم شاركوا أيضا في التجمعات وأعمال التجمهر الإخوانية المناهضة لنظام الحكم القائم، علاوة على اعتناقهم الأفكار الجهادية التكفيرية التي تقوم على العنف المسلح تجاه القوات المسلحة والشرطة ومنشآت الدولة.

وتبين من اعترافات عدد من المتهمين، أنهم شاركوا في التجمهرات المناهضة لنظام الحكم المصري، واعتنقوا الفكر الجهادي وأفكار تنظيم داعش الإرهابي، كما استعانوا بـ»نماذج مصغرة» للكمائن الأمنية للقوات المسلحة، شمال سيناء، المراد استهدافها، والتدريب عليها لتنفيذ العمليات.

الضباط الملتحون

في الأثناء، كشف مصدر رفيع المستوى لـ «الجريدة»، أن الضباط المتورطين في التخطيط لاغتيال الرئيس السيسي هم الملازم أول «محمد. ج»، والملازم أول «خيرت.س»، والملازم أول «إسلام. و»، والملازم أول «كريم. م»، وقال المصدر إن المتهمين الأربعة خدموا في العمليات الخاصة، وأنهم شاركوا في فض اعتصام رابعة العدوية، لكنهم لم يشاركوا بعدها في أية مأموريات خارجية خاصة بمواجهة تظاهرات أنصار الجماعة، وسط محاولات لاحتوائهم فكرياً من قبل الوزارة، لكنهم اختاروا الانخراط في التنظيمات الإرهابية.

back to top