القياديون والفشل الإداري

نشر في 19-11-2016
آخر تحديث 19-11-2016 | 00:01
 أنور اللحدان موظف في إحدى الإدارات الحكومية أمضى فترة زمنية في مكان عمله، وفجاء أصبح قيادياً لهذه الإدارة... موظف جديد من عائلة مرموقة صاحبة نفوذ، وبلمح البصر أصبح قيادياً في إحدى الإدارات الحكومية.

هكذا حال أغلب تعيينات الوظائف القيادية في معظم الدوائر الحكومية، وذلك لأسباب عديدة، أهمها عدم معرفة القائمين على تعيين أو اختيار القيادين بأهمية هذه المناصب، فضلاً عن عدم القدرة على تطبيق القوانين التي تحكم هذه العملية.

إذا لم يكن كل إخفاقات الإدارات الحكومية وفسادها راجعين إلى الاختيار غير الصحيح في شغل المنصب القيادي، فأغلبها كذلك، إذ يعتبر القيادي المحور الرئيسي لنجاح جميع المشاريع والإجراءات وسير العمل في تلك الإدارات، لذا علينا أن نعيد النظر في مستوى جميع القياديين الحاليين دون استثناء، مع وضع الخطط الصحيحة لإعداد القياديين مستقبلاً.

وهناك عدة طرق لتحسين الأوضاع وإعادتها إلى مسارها الصحيح، منها إحلال من لا يستطيع إعادة تصحيح طريقة عمله في إنجاز المشاريع، ومتابعة الأعمال، مع تغطية نقاط النقص الموجود لديهم بالتدريب والتأهيل، كما ينبغي أن يكون لنوعية عمل الإدارات دور رئيسي في تحديد القيادي المناسب الذي لديه القدرة على قيادة هذه الإدارة أو تلك لتحقيق الخدمات المتميزة للمواطنين والمساهمة في التنمية.

الناس مختلفو الإمكانيات والقدرات، فهناك من لديه الشخصية القيادية، وهناك آخرون من الممكن تدريبهم وتأهيلهم ليصبحوا من القادة، إلى جانب وجود من لا يصلحون أن يكونوا كذلك، لا لنقص فيهم بل لأن تلك هي قدراتهم، لذا ينبغي إسناد الأعمال والمناصب وفقا لما يتحلى به كل فرد من إمكانيات وقدرات.

إذا كانت الحكومة راغبة في تعديل مسيرة التنمية والإسراع بتطوير الخطط والمشاريع، فعليها أن تعيد النظر في مستوى القياديين، كما أن على الدولة أن تنظر إلى المشاريع والخطط التنموية من الأعلى، كالناظر من السماء إلى الأرض، حيث تكون الصورة جميلة متكاملة، بعدم تجاهل موقع دون آخر.

back to top