من تختار؟

نشر في 19-11-2016
آخر تحديث 19-11-2016 | 00:03
 يوسف سليمان شعيب دائماً في فترة الانتخابات تدور التكهنات والسيناريوهات في الدواوين والمجالس، وبين الطلبة، بل يتطور الحال إلى ربات البيوت والأطفال، وهذا دليل على ثقافة الشعب بجميع أطيافه، فلا يمكن أن يأتي مرشح أو نائب أو مجلس أو حكومة، ليطرح خرافات وشعارات أكل عليها الدهر وشرب.واليوم عليك إذا أردت أن تطلق أي قول، أن تعي أن من يستمع إليك يعلم كل حرف تنطقه، وماذا تعني به، فلا تحاول تلميع الألفاظ وتضخيمها، ولا تبحث عن المفردات الكبيرة الرنانة، فكل هذا لن يغير من وضع البلد والمأساة التي يمر بها.

فلقد اعتدنا منذ أول انتخابات في ستينيات القرن الماضي، أن يختار كل مرشح جملة لحملته الانتخابية، ويتحدث في ندواته عن أوضاع البلد، والمشكلات التي تؤرق المواطن، ويحاول أن يسقط كل موضوع يتحدث فيه على تلك الجملة التي اختارها.

وغالباً تكون تلك الندوات متشابهة إلى حد كبير بين المرشحين، وأغلبها "دغدغة" للمشاعر، والضغط على الوتر الحساس والمؤلم للمواطن، حتى يكون في معية المرشح ليكسب صوته في يوم الاقتراع.

طبعاً هذا أسلوب بدائي جداً، ولكنه فعّال بشكل كبير، ومن يمتلك حسن الكلام، والقدرة على صفه، فإنه يسحر العقول والقلوب، وفي المقابل تجد من يستمعون إلى ذلك المرشح يعلمون علم اليقين، أن ما يقال مجرد كلام "لا يقدم ولا يؤخر"، ومع ذلك يتسابقون إلى صناديق الاقتراع في حالة من الغيبوبة، والسبب الكلام المعسول.

وهناك من لا يمتلك حسن المنطق والكلام، لكنه يعرف من أين تؤكل الكتف، ويعرف أن الناخب البسيط يريد ما ييسر حياته اليومية، فتجده يتحول إلى نائب خدمات، يتواجد داخل أروقة الوزارات أكثر من حضور جلسات مجلس الأمة، أو يكون كالبنك المتنقل ليقدم مساعداته المالية مقابل صوت الناخب، ليشتري ذمة هذا الناخب مقابل سكوته عن أي مساءلة له عن أدائه في المجلس.

في النهاية... نصيحة نقدمها إليك أيها الناخب، وأنت أمام الصندوق، لتكن ورقتك ورقة إنقاذ للكويت من الفساد الذي تغرق فيه، ولا تكن خنجراً يزيد جراح كويتنا.

وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top