مصر تودّع النجم محمود عبدالعزيز

شيعت جثمانه أمس والعزاء بعد غدٍ

نشر في 14-11-2016
آخر تحديث 14-11-2016 | 00:02
تُوفي أمس الأول النجم الكبير محمود عبدالعزيز، بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز الـ 70 عاما، وتم تشييع جثمانه أمس من مسجد الشرطة بالشيخ زايد بمدينة السادس من أكتوبر، ودُفن بمقابر الأسرة بمحافظة الإسكندرية، ويتلقى نجلاه محمد وكريم، وزوجته الإعلامية بوسي شلبي، العزاء فيه بمسجد الشرطة بعد غدٍ.
كان الفنان الكبير دخل غيبوبة طويلة منذ أسابيع، وتم احتجازه بجناح العناية المركَّزة بأحد المستشفيات بالقاهرة، بسبب مرض الأنيميا، الذي أصابه في الفترة الأخيرة، وتدهورت حالته كثيرا، بعد أن ضعفت مناعته، ونقص وزنه بشكل كبير.
لم يكن خبر وفاة الفنان الراحل محمود عبدالعزيز مفاجئاً لكثير من الفنانين، وخاصة الذين ترددوا على المستشفى لزيارته في الأسابيع الأخيرة، رغم أنه لم يستطع الحديث مع أحد، لسوء حالته الصحية، فيما لم تغادر زوجته بوسي شلبي ونجلاه محمد ومحمود المستشفى أثناء فترة المرض سوى ساعات قليلة أسبوعيا، وخاصة بوسي، التي رافقته في غرفة مجاورة للتي كان يقيم فيها.

أما عن آخر النجوم الذين قاموا بزيارته، ففي مقدمتهم لبلبة، إلهام شاهين، ليلى علوي، ويسرا التي داومت على زيارته باستمرار، فيما سارعت إلهام شاهين فور عودتها من لندن الأسبوع الماضي لزيارته والاطمئنان عليه ومساندة زوجته بوسي، التي فقدت كثيرا من وزنها، وظهر عليها الحزن والتأثر الشديدان خلال الأيام الأخيرة، مع تأكيد الأطباء أن حالته ميؤوس من شفائها، ومع ذلك استمروا في منحه الجرعات العلاجية، أملاً في حدوث معجزة إلهية تنقذ حياة «الساحر».

وحرصت لبلبة على التواصل مع بوسي شلبي باستمرار، وزيارتها بشكل شبه يومي، حيث تابعت تطورات حالته الصحية ساعة بساعة، وكانت من أكثر الفنانات حرصا على قضاء ساعات طويلة بجوار عائلته، وهو نفس ما قامت به ليلى علوي وإلهام شاهين في الأيام الأخيرة، حيث دخلت إلهام في أكثر من نوبة بكاء، حزنا على الحالة الصحية للفنان الراحل، كما تواصل الناقد طارق الشناوي مع عائلة الراحل، وقام بزيارته أكثر من مرة بالمستشفى.

وفور انتشار خبر وفاة «الساحر»، حرص عدد كبير من نجوم الفن، والمحبين له، على إلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمانه، حيث توافد الكثير منهم إلى مستشفى الصفا، مثل النجوم يسرا ولبلبة وأحمد السقا وكريم عبدالعزيز ومحمد هنيدي وأشرف زكي وأحمد فهمي وياسر جلال وشيكو وكريم فهمي وإيهاب فهمي ومحمد الصاوي، والمنتج أحمد السبكي وابنيه كريم ومحمد السبكي والفنان الشاب شريف باهر والمخرج أحمد سمير فرج.

النجم الكبير الذي اشتهر بلقب «الساحر» من مواليد 4 يونيو 1946 بحي الورديان غرب الإسكندرية، وكان ينتمي إلى أسرة متوسطة، تعلَّم في مدارس الحي إلى أن انتقل إلى كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية، وهناك بدأ يمارس هواية التمثيل، من خلال فريق مسرح الكلية التي تخرج فيها، وظهر لأول مرة في مسلسل «الدوامة» في أوائل السبعينيات، ثم شارك في فيلم «الحفيد» عام 1974.

وبدأت رحلة الفنان الراحل مع البطولة منذ عام 1975 عندما قام ببطولة فيلم «حتى آخر العمر»، بعدها توالت بطولاته السينمائية والدرامية، أبرزها أفلام «العار» و«الكيف» و«جري الوحوش» و«سمك لبن تمر هندي» و«الكيت كات»، و«ليلة البيبي دول»، ومسلسلات «رأفت الهجان» و«محمود المصري» و«باب الخلق» و«جبل الحلال»، وآخر أعماله على الإطلاق كان مسلسل «رأس الغول» في رمضان 2016.

رحلة كفاح

برحيل الفنان القدير محمود عبدالعزيز، خسر الفن المصري واحدا من أبرز نجومه على مدار أكثر من 50 عاما، فالفنان الراحل قدم أكثر من 110 أعمال متنوعة بين السينما والدراما والمسرح والإذاعة، قاضيا حياته متنقلا بين بلاتوهات التصوير، بعدما وهب نفسه للفن، ليخرج طاقته الإبداعية عبر مجموعة من الأدوار المميزة قدمها بعد انتقاله من مسقط رأسه بالإسكندرية للقاهرة، بحثا عن فرصة لموهبته التي خرجت على مسرح الجامعة.

وُلد محمود عبدالعزيز في 4 يونيو 1946 بمدينة الإسكندرية، حيث عاش بها حتى تخرج في جامعتها، بعد دراسته بكلية الزراعة، وبدأت علاقته بالتمثيل من خلال مسرح الجامعة، الذي واصل التواجد فيه خلال فترة تحضيره الماجستير في تربية النحل، وهو التخصص الذي دخله بناءً على طلب والده، وعمل به لفترة بعد تخرجه وحتى نهاية دراسة الماجستير.

كان نجاحه في التمثيل على مسرح الجامعة سببا في تشجيع أستاذته له من أجل الالتحاق بالمعهد العالي للسينما، فالممثل الشاب على المسرح يمتلك موهبة استثنائية وحضورا طاغيا يجمع في الأدوار التي يقدمها بين الجدية والكوميديا، وهو الاقتراح الذي كان متحمسا له منذ التحاقه بالجامعة، لكن تمسك والده باستكمال دراسته في كلية الزراعة كان سببا في تأخر هذه الخطوة عدة سنوات.

عندما سافر محمود للدراسة بالمعهد العالي للسينما اكتشفه المخرج نور الدمرداش، الذي قرر ترشيحه للمشاركة في مسلسل «الدوامة» مع نيللي ومحمود ياسين، حيث كان أول أعماله الفنية كممثل محترف، ليكتب بعدها اسمه على شريط السينما للمرة الأولى من خلال فيلم «الحفيد»، الذي شارك فيه مع مجموعة كبيرة من الممثلين، منهم كريمة مختار، عبدالمنعم مدبولي، ميرفت أمين ونور الشريف، حيث سبق اسمه على شارة العمل جملة «الوجه الجديد».

تسبب عمل الفنان الراحل في السينما في خلاف حاد بينه وبين والده صاحب الشخصية الصارمة، الذي أبدى اعتراضا دام لفترة على عمل نجله في المجال الفني، فأقام محمود عبدالعزيز في منزل ابن خاله بالقاهرة، ليكون قريبا من المعهد وعمله الجديد، الذي تسبب في عدم قدرته على السفر والتوجه لوالده، الذي تفهم طبيعة عمله لاحقا، وطلب منه ألا يقدم أعمالا تغضب الله وتسيء لهم، وأن يتقي الله في عمله، وهي الوصايا التي ظل الساحر متمسكا بها ويدين لها بالفضل في مراجعة بعض اختياراته الفنية.

تزوج محمود عبدالعزيز مرتين؛ الأولى من والدة أبنائه جيجي زويد، التي أنجب منها ثلاثة أبناء، هم: كريم، محمد، وشريف، والأخير لا يعمل في الوسط الفني، على العكس من شقيقيه، حيث اتجه كريم للتمثيل ومحمد للإنتاج الفني، فيما انفصل عن أم أبنائه، ليرتبط بالإعلامية بوسي شلبي، قبل أكثر من 20 عاما، وهي الزيجة التي شهدت توترات في بدايتها انتهت بانفصال قصير، لكنها أصبحت لاحقا واحدة من أنجح قصص الحب التي جمعت بين المشاهير، رغم الفارق العمري الكبير بينهما، حيث عادت حياتهما الزوجية.

وشهدت حياة محمود عبدالعزيز خلال تلك الفترة مشاكل وصلت للقضاء، بعدما طالبته والدة أبنائه بالحصول على حقوقها، حيث تم تسوية الأمر بينهما وديا لاحقا، فيما اقتصر ظهوره مع بوسي شلبي على مناسبات محدودة، مفضلين إبقاء حياتهما الخاصة بعيدا عن الكاميرات والأضواء.

في السنوات الأخيرة تلقى «الساحر» عروضا عدة لتسجيل مذاكرته تلفزيونيا أو كتابتها في كتاب يصدر متناولا مسيرته، لكن الفنان الراحل رفض بشكل قاطع هذه الخطوة، مؤكدا أنه فضَّل إبقاء حياته الخاصة بعيدا عن الأضواء، وأن يعرفه الجمهور من خلال أعماله أو إطلالته التليفزيونية فحسب.

بدأت رحلة المرض الأخيرة للفنان محمود عبدالعزيز خلال تصويره مسلسل «راس الغول»، الذي عرض خلال شهر رمضان الماضي، حيث شعر بآلام في الرقبة والصدر، وقرر الانتهاء من التصوير أولاً قبل السفر إلى باريس للخضوع لفحوص طبية، وخاصة أنه كان قد عاد من رحلة علاجية قبل بداية تصوير العمل خضع خلالها لفحص شامل للاطمئنان على صحته، واعتقد حينها أن الآلام التي يعانيها في اللثة عادية وليست خطيرة.

رحلة العلاج في باريس استمرت أكثر من شهرين، حيث خضع لفحوص طبية متعددة، واتفق الأطباء الفرنسيون على ضرورة خضوعه لجراحة، لإزالة الورم الذي تم اكتشافه وتوصيفه باعتباره حميدا، وهو إجراء كان يفضل الأطباء المصريون عدم الخضوع له، وخاصة أنه ساهم في زيادة المرض بصورة ملحوظة على الفنان الراحل.

ورغم عدم استقرار الحالة الصحية للفنان الراحل في فرنسا، فإنه فضَّل العودة لمصر، حيث انتقل للإقامة في مستشفى الصفا داخل غرفة العناية المركزة، وسط أجواء سرية من أسرته، التي حرصت على عدم الإعلان عن حالته الصحية في وسائل الإعلام المختلفة، لكن الخبر تسرَّب بعد مرور أكثر من 3 أسابيع على إقامته التي رافقته خلالها زوجته الإعلامية بوسي شلبي وابناه.

محاولات بوسي للتواجد عبر حساباتها على مواقع التواصل خلال رحلة العلاج في الخارج لم تستمر طويلا، وخاصة بعدما تسربت أخبار المرض، حيث اكتفت بمرافقته في المستشفى دون الخوض في أي تفاصيل عن مرضه، في حين طالبت باحترام خصوصية المحنة المرضية التي مر بها.

ورغم محاولات الأسرة التكتم على تفاصيل المرض الذي يعانيه، فإن أطباء المستشفى أكدوا أنه أصيب بسرطان الرئة، وأن استئصال الورم بدلا من علاجه كان سببا في تدهور حالته الصحية بصورة كبيرة خلال الفترة الأخيرة.

بوسي كانت الوحيدة التي تستقبل الفنانين مع أبنائه في كافتيريا المستشفى، حيث تردد عشرات الفنانين على المستشفى، للاطمئنان عليه، منهم ليلى علوي، لبلبة، إضافة إلى عدد كبير من الفنانين الشباب، فيما كانت اتصالات إلهام شاهين لا تتوقف بشكل شبه يومي، حيث لم تتمكن من الحضور، لوجودها في لندن.

مرَّ محمود عبدالعزيز في حياته بعدد من المحن المرضية، فقبل نحو عشرين عاما أصيب بكيس مائي على البنكرياس، حيث كان يكرم في مهرجان دمشق السينمائي وشعر بآلام وحصل على مسكنات، لكن بعد عودته اكتشف تدهور حالته الصحية، حيث خضع لعلاج مكثف من المرض النادر استمر عدة أشهر، حيث تعافى منه بشكل كامل.

كما تعرض قبل سنوات للإصابة بمرض نادر يحمل اسم «حمى البحر المتوسط»، وهو اضطراب في الجينات الوراثية، وخضع للعلاج منه، واستمر ذلك عدة أشهر، حيث تعافى منه بشكل كامل، علما أن هذا المرض النادر يصيب أبناء مدن البحر المتوسط.

وقبل 4 سنوات تقريبا أصيب الفنان الراحل بقرحة في المعدة استلزمت خضوعه لجراحة عاجلة، ما اضطره للغياب عن الموسم الرمضاني، حيث حرص على استقرار حالته الصحية قبل الشروع في أي عمل فني جديد.

تجربة تلفزيونية مميزة

رغم أن بدايته كانت بالدراما التلفزيونية، من خلال مسلسل «كلاب الحراسة» مع المخرج نور الدمرداش، فإن رصيد محمود عبدالعزيز في الدراما التلفزيونية قليل، مقارنة برصيده في السينما، ففي مسيرته الدرامية نحو 12 مسلسلا، من أبرزها «رأفت الهجان» بأجزائه الثلاثة، «محمود المصري»، «جبل الحلال»، وآخرها «رأس الغول»، الذي عرض في رمضان الماضي.

في تجربته الدرامية الأولى (كلاب الحراسة)، ظهر عبدالعزيز في دور ضابط بالمخابرات الإسرائيلية بمساحة صغيرة في الأحداث، وهو الذي كان يخشى تقديمه، خوفا من كره الجمهور، ولاسيما أن العمل قدم خلال فترة الحرب بين مصر وإسرائيل، لكن مكتشفه نور الدمرداش أقنعه بتقديم العمل، حيث عرف من خلاله للجمهور في المنزل للمرة الأولى.

أما تجربته الثانية في الدراما، فكانت مع الدمرداش أيضا في مسلسل «الدوامة»، الذي قدمه مع نيللي ومحمود ياسين، وهو العمل الذي كتبه إبراهيم الورداني وعرض عام 1973، ووصلت حلقاته إلى 13 حلقة فحسب، وحقق العمل نجاحا كبيرا عند عرضه، وشكَّل نقطة تحول في الدراما التلفزيونية.

بطولة «الساحر» الأولى في الدراما كانت من خلال مسلسل «اللقيطة»، مع المخرج إبراهيم الشقنيقري، حيث شارك في العمل مع زهرة العلا وعماد حمدي، ليقدم بعده مسلسل «الإنسان والمجهول»، الذي قدمه مع صفية العميري وهالة فؤاد، فيما شاركته سميحة توفيق تجربته الثانية بالبطولة الدرامية «شجرة اللبلاب».

ويعد مسلسل «مبروك جالك ولد»، الذي شارك فيه عبدالعزيز مع الفنانة الاستعراضية نيللي، واحدا من أفضل أعماله الدرامية، فالمسلسل الذي أخرجه فهمي عبدالحميد، وكتبه لينين الرملي، حقق نجاحا كبيرا مع الجمهور، ودارت أحداثه حول رجل يتزوج من سيدتين، فيما تضمن استعراضات عدة لنيللي جاءت متسقة مع أحداثه.

وفي تجربة «البشاير»، جسَّد الراحل شخصية الفلاح الذي يسافر للعمل بالخليج، وبعد عودته يقوم بشراء أرض لزراعتها، وينفق على أسرته، لكن تصوير فيلم لفنانة شهيرة إلى جانب أرضه يقلب حياته رأسا على عقب، وهو أحد الأعمال الدرامية التي تعاون فيها مع وحيد حامد والمخرج سمير سيف.

يمكن القول إن العقد الأخير من حياة «الساحر»، الذي ركز فيه على الدراما التلفزيونية من أكثر فترات حياته التي استطاع فيها تقديم تجارب متنوعة دراميا، ففي تجربة «باب الخلق» جسَّد شخصية مدرس لغة عربية يتورط مع جماعات إرهابية عند محاولته السفر للعمل بإحدى البلاد العربية، فيما يقدم شخصية صعيدية حازمة في «أبوهيبة في جبل الحلال» مع المخرج عادل أديب، في حين قدم دراما اجتماعية بوليسية شيقة في «رأس الغول»، الذي قدمه خلال رمضان الماضي مع المخرج أحمد سمير فرج.

فنانون: الراحل قامة كبيرة وأحد أعمدة السينما والدراما المصرية

لم تتوقف نجاحات «الساحر»، عند أدائه كممثل فقط، لكنه اقتحم مجال الغناء، من خلال أدواره السينمائية، وحقق نجاحا من خلالها، لدرجة أنه تم تسجيل هذه الأغنيات وطرحها بالأسواق كعمل مستقل، وحققت مبيعات جيدة، ورغم أنه ليس مطربا، لكنه تفوق على الكثير من نجوم الغناء الشعبي في هذه الفترة، وأصبحت أغنياته الراعي الرسمي للشارع المصري من خلال «التاكسي»، وسيارات الأجرة والحرفيين والصناع، وأصبحت مفرداته وإفيهاته ضيوفا جددا على قاموس المواطن المصري، وجزءا من اللغة الدارجة بالشارع المصري.

كانت البداية من خلال فيلم «الكيف» مع الفنان يحيى الفخراني وجميل راتب، الذي حقق نجاحا على كل المستويات وفي السينمات، وحتى بعد نزوله على شاشات الفضائيات، نتيجة التركيبة الجديدة للفيلم، والخطوة الكبيرة التي خطاها محمود عبدالعزيز في الفيلم، حيث كانت شخصيته تشبه الكثير من أبناء الجيل وقتها، إذ الفشل في الدراسة والدخول إلى مجال الغناء الشعبي وتكوين الفرق للغناء في الحفلات والأفراح، ومن خلال هذا الفيلم قام «الساحر» بغناء مجموعة كبيرة من الأغنيات، مثل: «آه يا أفا» و»الكيمي كيمي كا».

وعاد مرة أخرى للغناء من خلال فيلم «جري الوحوش» مع الفنان نور الشريف والفنان حسين فهمي، وقام بغناء أغنيات من تأليف محمود أبوزيد، ومن ألحان حسن أبوالسعود، وهي «ترزي البنك» و»عايز ترلوب».

وقدم أيضا في فيلمه الشهير «الكيت كات» مع الفنان شريف منير والفنانة عايدة رياض أغنية «يلا بينا تعالوا»، مع فريق الحشاشين.

وقام «الساحر» عام 2000 بضم هذه الأغنيات في ألبوم من إنتاج المنتج نصر محروس صاحب شركة «فري ميوزك»، ولاقى هذا الألبوم رواجا كبيرا، وأصبح الألبوم المفضل للسائقين المصريين، وضم أغنيات مثل «الكيمي كيمي كا» و»يا حلو بانت لبتك» و«آه من المكتوب» و«الجينتل» و«زمبليطة» و«أصح للنظرية».

وفور ذيوع خبر وفاته، عبر عدد من الفنانين عن حزنهم العميق لوفاة النجم الكبير محمود عبدالعزيز، وضمن هذا السياق قال الكاتب الكبير وحيد حامد:

محمود عبدالعزيز قامة وقيمة كبيرتان، وأحد أعمدة السينما والدراما المصرية، كان وسيظل يعيش في وجدان جماهيره، وفي ذاكرة الفن المصري، بأعماله وبصمته الفنية.

عادل إمام

يرى أن محمود عبدالعزيز كان يستحق بالفعل لقب «الساحر»، لما قدمه من أعمال كثيرة سحرت العقول وكان محبوبا من كل الأجيال، ولا أحد يمكن أن ينسى أعماله التي قدمها في الدراما التلفزيونية أو السينمائية، حتى إن بعضها مازالت تعرض بنجاح، ربما من أبرزها «رأفت الهجان»، الذي لايزال يجذب الجمهور إليه.

وفاء عامر

ذكرت أن الفنان محمود عبدالعزيز يعد بمثابة شقيق لها، وليس مجرد فنان عادي تتعاون معه، وستظل تذكر المواقف الإنسانية التي جمعت بينهما، والتي لا تستطيع حصرها، خصوصا أن هناك صداقة عائلية تجمعهما.

وأضافت: بغض النظر عن حبي الشديد له كإنسان وصديق وأخ، فهو صاحب فضل عليَّ فنياً، ولا يمكن أن أنسى موقفا له أثناء تصوير مسلسل «جبل الحلال»، حيث كان هناك مشهد بأن أصفع ابنتي في المسلسل بالقلم، وبعد تصويره فوجئنا جميعا بـ»الساحر» يبكي، تأثرا بالمشهد.

نرمين الفقي

«الساحر» يتمتع بدرجة عالية من الإنسانية تجعل كل من يتعامل معه لأول مرة يشعر وكأنه يعرفه منذ سنوات وترتبطه به علاقة صداقة قوية وقديمة، فهو «عشري جدا». كما كان يتمتع بخفة ظل، ويضفي على المكان بهجة كبيرة عندما يتواجد به، وأعتقد أن كل من تعاون معه لم ينقطع عنه على المستوى الشخصي.

مي سليم

تعتبر تجربتها في «جبل الحلال» مع «الساحر» بداية ظهورها في الدراما، لأنها من أهم المحطات القوية في حياتها الفنية، وكانت فخورة جدا بكل ثانية تقف فيها أمامه أثناء التصوير.

وتابعت: «لا يوجد موقف معين أستطيع ذكره، لكن عندما قدمت دور ابنته في المسلسل كان هذا حقيقيا وليس تمثيلا، وكان يعاملني دائما من منطلق الأب، ما يجعلني أعتبره كذلك، وليس مجرد فنان عادي».

إيهاب فهمي

الفنان الكبير محمود عبدالعزيز مثال للرجل المصري الشهم، ومدرسة فنية تتعلم منها كل الأجيال، ولفت إلى أنه كان من أقرب الفنانين لقلبه، و»كمعظم أبناء جيلي كنا نعتبر الساحر والدنا».

وأضاف: «الساحر» كان وسيظل علامة في الفن المصري لن يتكرر، ويكفي أنه قدم واحدا من أروع الأعمال التي قدمت من ملفات المخابرات العامة، وهو مسلسل «رأفت الهجان».

تنافس محتدم على «رأفت الهجان»

رغم المنافسة الشديدة على بطولة مسلسل «رأفت الهجان» بين عادل إمام ومحمود عبدالعزيز، فإن التجربة حسمت للأخير، الذي قدم خلالها واحدا من أفضل أدواره الدرامية على الإطلاق عبر الأجزاء الثلاثة للعمل التي تحولت لأحد كلاسيكات الدراما العربية، ولا تزال تعاد حلقاتها عبر شاشات عدة، حيث تحول المسلسل لملحمة درامية خلدت أسماء جميع العاملين في العمل من ممثلين ورصد حكايات لبطولات مصرية من داخل جهاز المخابرات خلال فترة الحرب مع إسرائيل.

النجاح الكبير الذي حققه «الساحر» في «رأفت الهجان» كان سببا لابتعاده عن الدراما التلفزيونية نحو 10 سنوات، حيث عاد عام 2006 بمسلسل «محمود المصري»، الذي قدمه مع مجموعة من الفنانين الشباب آنذاك، منهم سمية الخشاب وغادة عبدالرازق ومي عزالدين، حيث دارت الأحداث حول رجل الأعمال محمد الفايد المقيم في بريطانيا والعائد إلى مصر حديثاً.

ثلاثية مسرحية ورباعية إذاعية

رغم مسيرته الحافلة سينمائياً ودرامياً، فإن محمود عبدالعزيز في المسرح لم يقدم سوى 3 تجارب جماهيرية، باستثناء تجاربه على المسرح الجامعي خلال مرحلة الدراسة، علما بأن تجربة مسرحية وحيدة تم تصويرها للتلفزيون، كما أن تجارب مسارح الجامعة التي قدمها من خلال مسرح كلية الزراعة خلال مرحلة الدراسة لعبت دورا كبيرا في تكوين شخصيته وعرفته بصناع السينما والتلفزيون.

أولى تجارب الفنان الراحل مع المسرح الجماهيري كانت من خلال مسرحية «لوليتا»، التي أخرجها نور الدمرداش، وتنتمي للمسرح الكوميدي، وشاركته في بطولتها صفاء أبوالسعود، وحققت نجاحا جماهيريا كبيرا، وقدمها في بدايته الفنية عام 1974.

أما مسرحيته الثانية، فقدمها عام 1986، وهي مسرحية «خشب ورد»، التي أخرجها هاني مطاوع، وشاركته في بطولتها إلهام شاهين والوجه الجديد آنذاك أشرف عبدالباقي.

ثالث تجارب الساحر المسرحية وآخرها كانت مسرحية «727»، التي قدمتها عام 1994، وشاركته في بطولتها هالة صدقي، وهي العمل المسرحي الوحيد لديه الذي تم تصويره تلفزيونيا، وكتبها أحمد عوض، وأخرجها كرم مطاوع.

أما في مسيرته الإذاعية، فقدم الراحل 4 أعمال إذاعية، أشهرها على الإطلاق أول عمل إذاعي قدمه مع السيناريست وحيد حامد، وهو مسلسل «حتى لا يطير الدخان»، الذي استغل الساحر والكاتب القدير نجاحه الكبير إذاعياً عام 1987، وقاموا بتحويله إلى فيلم سينمائي حقق نجاحا كبيرا أيضا في الصالات السينمائية.

أما تجربته الثانية، فكانت مع نبيلة عبيد، من خلال مسلسل «سجن الزوجية»، وهو العمل الذي أذيع عام 2001، وحقق نجاحا كبيرا أيضا.

تجربة محمود عبدالعزيز الثالثة إذاعيا جاءت مع ميرفت أمين ورجاء الجداوي، من خلال المسلسل الكوميدي الساخر «بابا زعيم عصابة».

التجربة الإذاعية الأخيرة للفنان الراحل كانت من خلال مسلسل «العملية صهللة»، الذي أذيع في رمضان الماضي عبر أثير إذاعة 9090.

الراحل من مواليد 4 يونيو 1946 بحي الورديان غرب الإسكندرية

بدأت رحلته مع البطولة منذ 1975 من خلال فيلم «حتى آخر العمر»

اكتشفه المخرج نور الدمرداش ورشحه للمشاركة في مسلسل «الدوامة»

بحث عن فرصة لموهبته في الإسكندرية ثم قرر الانتقال إلى القاهرة

تزوج مرتين الأولى والدة أبنائه جيجي زويد والثانية الإعلامية بوسي شلبي

«رأس الغول» دراما اجتماعية بوليسية في آخر أعماله بالتلفزيون

رصيده في الدراما التلفزيونية قليل مقارنة بأعماله السينمائية

في «البشاير» جسَّد شخصية الفلاح الذي يسافر للعمل بالخليج
back to top