روحاني يطالب بلهجة هادئة مع ترامب ويعول على موسكو

«الحرس الثوري» يرفض... والحسم بيد خامنئي

نشر في 12-11-2016
آخر تحديث 12-11-2016 | 00:03
No Image Caption
أكدت مصادر في مجلس الأمن القومي الإيراني لـ "الجريدة" أن المجلس الذي اجتمع مساء أمس الأول، شكل جلسة خاصة برئاسة الرئيس حسن روحاني، لدراسة مستقبل العلاقات الإيرانية - الأميركية بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأميركية.

وخلال جلسة عاصفة تم تخصيصها للملف الأميركي، طالب روحاني كلا من أمين مجلس الأمن القومي وقائد الحرس الثوري ووزير الأمن ووزير الثقافة والإرشاد، بإصدار تعليمات لجميع المسؤولين والجهات العسكرية والأمنية والإعلامية وأئمة الجمعة، بتفادي اتخاذ مواقف عدائية تجاه الرئيس الأميركي المنتخب، أو تسليط الأضواء على مواقفه السابقة المعادية في معظمها لإيران.

وانتقد روحاني بشدة كلام رئيس الأركان الجنرال باقري تجاه ترامب الأسبوع الماضي، معتبرا أن هكذا مواقف من شأنها استدراج الطرف الآخر لاتخاذ مواقف تصعيدية متشابهة.

ورأى الرئيس المحسوب على المعتدلين، أن الدول الموقعة على الاتفاق النووي جميعها أكدت أنها مصرة على التزامها بالاتفاق، حتى لو قامت واشنطن بالتخلي عنه وجميعها تستبعد انسحابا أميركيا من الاتفاق، ولكن المشكلة الأساسية أن تلجا الإدارة الجديدة الى فرض عقوبات أو شروط على أساس حجج أخرى غير الموضوع النووي، وتعرقل الاتفاق دون الخروج منه، وهذه كانت سياسة الجمهوريين بعد توقيع الاتفاق.

اتصالات ومشاورات

وأشار روحاني الى أن الروس وعدوا طهران بأنهم سيبذلون كل ما في وسعهم كي تحل الخلافات بين طهران والإدارة الجديدة، وأنه يعول كثيرا على الوساطة الروسية.

وأكد أن حكومته أجرت اتصالات ومشاورات واسعة مع أصدقاء إيران في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وخلقت نوعا من التواصل مع فريق ترامب قبيل الانتخابات.

وكشف أن الروس كانوا عرابي هذا التواصل، وكان لهذه الاتصالات تأثير كبير لتخفيف لهجة ترامب تجاه إيران، معتبرا أن الحوار مع ترامب قد يمكن طهران من التعامل معه حتى أفضل من حكومة الرئيس باراك أوباما.

في المقابل، عارض بعض أعضاء مجلس الأمن القومي من المحافظين مقاربة روحاني "اللينة"، واعتبروا أن ما أجبر الولايات المتحدة على التفاوض مع إيران لم يكن الليونة، بل تصعيد النبرة.

مواقف صارمة

وقال قائد الحرس الثوري اللواء جعفري خلال الجلسة إن ظروف الولايات المتحدة الفعلية لا تسمح لها بدخول حرب مباشرة مع إيران، وعليه فيجب اتخاذ مواقف صارمة تجاه خطابات الحكومة الأميركية الجديدة كي لا يتصور الأميركيون أن الإيرانيين مرتابون من ايصال رئيس متهور الى سدة البيت الأبيض.

وقال سعيد جليلي المحافظ والأمين العام لمجلس الأمن القومي إبان حكم الرئيس الشعبوي محمود أحمدي نجاد، في كلمة له، إن من مصلحة إيران الإصرار على تنفيذ الاتفاق النووي بكل حذافيره، أو دفع الولايات المتحدة الى الخروج منه بشكل كامل، كي يصبح لدى إيران ذريعة تجاه الولايات المتحدة.

وأشار جليلي الى أن الولايات المتحدة لا تنفذ أي من تعهداتها من الاتفاق النووي حاليا، ولكنها اسميا مرتبطة باتفاق، وعليه فإن الإيرانيين يجب أن يضغطوا لإخراج الأميركيين من الاتفاق بأرجلهم ويقوموا هم بالخطوة الخاطئة دوليا قبل أن يقوم الأميركيون بتصرفات خارجة عن نطاق السيطرة، ولا يمكن لطهران التعاطي معها.

ويحسب ما أشارت اليه المصادر، فإنه إثر اشتداد الخلافات بين أعضاء مجلس الأمن القومي على السياسة التي يجب اتباعها مع انتخاب الرئيس الأميركي الجديد والتعليمات التي يجب إصدارها تقرر أن يتم رفع محضر الجلسة الى المرشد الأعلى علي خامنئي كي يتخذ القرار ويكون له كلمة الحسم في هذا الشأن.

back to top