Inferno... بين ممثليه المذهلين وحبكته غير المتقنة

نشر في 12-11-2016
آخر تحديث 12-11-2016 | 00:00
فيليستي جونز وتوم هانكس
فيليستي جونز وتوم هانكس
تتعقّد تطورات القصة التي يتناولها فيلم Inferno وتتبدّل مرات عدة، فتبدو الحبكة ضعيفة. أما البطل توم هانكس بشخصية «روبرت لانغدون» فلا يتخلى عن إبداعه في الأداء، فيما يبرز نجم بوليوود عرفان خان ضمن ممثلين لافتين في أدوارهم.
تخيّل شخصية إنديانا جونز بمقدار أقل من الحيوية والحماسة، وهكذا تحصل على روبرت لانغدون (توم هانكس)، بروفسور في هارفارد متخصص في الأيقونوغرافيا والرمزية الدينية (علماً أن هذا ليس مجال تخصص أكاديمياً حقيقياً).

انتقلت هذه الشخصية من الورق إلى الشاشة مع العملين الشهيرين The DaVinci Code وAngels & Demons المستوحيين من سلسلة روايات دان براون شبه الدينية، التي تتناول ألغازاً من تاريخ الفن، وتتوافر عادةً على شبكة Airbnb.

تخيّل الآن شخصية إنديانا جونز الأقل حماسة هذه في فيلمThe Hangover مع بعض اللمحات من Contagion. وهكذا تحصل على الجزء الأخير في هذه الثلاثية بعنوان Inferno (الجحيم).

في Inferno، يستيقظ لانغدون في سرير في أحد المستشفيات بفلورانسا وهو يعاني صداعاً أليماً. تطارده رؤى مخيفة عن أجسام محطمة رؤوسها مقلوبة وجلدها مغطى بالقيح، ورجال يرتدون أقنعة لها مناقير، وامرأة غامضة في شارع مشتعل.

تعرّض لانغدون لجرح في الرأس ولا يعرف أين هو، فضلاً عن أنه يعاني أسوأ صداع على الإطلاق. يعتبر رون هوارد، الذي أخرج أيضاً الجزأين السابقين، التعرض لصدمة في الرأس فرصة لاختبار شكل وأسلوب أكثر جرأة. ولكن مع الأصوات الحادة، والأضواء الوامضة، وعملية التحرير السريعة، وحركات الكاميرا الخاطفة، يشعر المشاهد بدوره بأنه يعاني صدمة في الرأس.

تسارع دكتورة محبِّة تُدعى سيينا بروكس (فيليستي جونز) وتهوى أعمال لانغدون إلى إخراج هذا البروفسور الفاقد الذاكرة من المستشفى. يعثر على «مصباح فاراداي» مخبأ في ملابسه (يحمل هذا الليزر صورة لجحيم دانتي)، فيحلان معاً رموز الصورة ويربطانها بمهندس حيوي ثري غريب الأطوار يُدعى بيرتران زوبريست (بن فوستر).

يعرض المهندس في محاضرة نشرها على موقع «يوتيوب» نظرياته المتطرفة عن الاكتظاظ السكاني العالمي والحد من عدد سكان العالم بواسطة فيروس يُستخدم كسلاح، وذلك لمصلحة الكوكب.

وهكذا ينطلق روبرت وسيينا في مختلف أرجاء إيطاليا، فيما يلاحقهما فريق من القوات الخاصة التابعة لمنظمة الصحة العالمية. يخوض البطلان عملية بحث حثيثة، متنقلَين من تحفة أثرية ثمينة إلى أخرى في محاولة للعثور على أدلة تكشف لهما كيفية حصول روبرت على المصباح والمكان الذي سيُنشر فيه فيروس زوبريست الكارثي المميت في تلك الليلة عند منتصف الليل.

حبكة واهية

لا تنفك التطورات في القصة تتبدّل وتتعقّد، ما يجعل بنية الحبكة الأساسية تبدو واهية. حتى أن المشاهد يمرّ بلحظات يود فيها التوقف قليلاً وحلّ التفاصيل المعقدة، إلا أن القصة تتواصل بلا هوادة وتخلو من أي فواصل. مثلاً، نرى فجأة توم هانكس يصارع مجرماً تركياً في حوض ماء في أحد حمامات اسطنبول. نتيجة لذلك، لا يتسنى للمشاهد ثانية ليفكّر في ثغرات الحبكة.

أدوار متقنة

لعل هانكس أفضل عنصر في Inferno. يؤدي هذا الممثل دور البروفسور لانغدون المشوش الذهن بالمقدار المناسب من الحيرة والإبداع. لا يسعه أن يصدق أنه واقع في ورطة مماثلة، إلا أنه يعجز أيضاً عن التوقف عن التفكير. تؤدي جونز أيضاً دروها بإتقان بصفتها النابغة الإنكليزية المميزة التي قد تخلف البروفسور إن نجحت في العثور على الحافز المناسب.

تضمّ مجموعة الممثلين في هذا العمل عدداً من المواهب الدولية، مثل الممثل الفرنسي عمر سي في دور عميل منظمة الصحة الدولية المريب والممثلة الدنماركية سيدسي بابيت كنودسن في دور صديقة لانغدون القديمة التي يكن لها نوعاً من الحب. لكن الأبرز بينهم يبقى نجم بوليوود عرفان خان الذي ينجح بخفة في سرقة الأضواء بصفته العميل الأمني السري. يضفي هذا الممثل لمحة المرح الوحيدة على الأرجح في هذا الفيلم، مؤدياً دور موظف مستاء ومنزعج من عميله. ولا شك في أن فوضى Inferno العارمة والمحيرة تحتاج إلى لمسة المرح والخفة هذه.

back to top